برلين تطالب نشطاء مناخ بـ142 ألف يورو لرشهم الطلاء على بوابة براندنبورج
برلين تطالب نشطاء مناخ بـ142 ألف يورو لرشهم الطلاء على بوابة براندنبورج
بعد نحو خمسة أشهر من الهجوم بالطلاء على بوابة براندنبورج، تطالب ولاية برلين بنحو 142 ألف يورو (152170 دولار)، تعويضا من نشطاء المناخ المسؤولين عن رش الطلاء على البوابة.
وقد تم رفع دعوى مدنية أمام محكمة برلين الإقليمية بواسطة شركة محاماة مكلفة، حسب ما أعلنت متحدثة باسم وزارة المالية في العاصمة الألمانية الثلاثاء.
ووجهت القضية ضد 13 عضوا من جماعة "الجيل الأخير" الناشطة في مجال حماية المناخ، وفق وكالة الأنباء الألمانية.
وطالبت بالحكم عليهم كمدينين متضامنين وأن يدفعوا تعويضا يبلغ 141575 يورو بالإضافة إلى الفوائد للولاية، ولم تعلق متحدثة باسم محكمة برلين الجزئية على إجراءات المحاكمة.
ووفقا لسلطات الضرائب، وافق نشطاء المناخ في أول الأمر على دفع تكاليف تنظيف بوابة براندنبورج.
إلا أن النشطاء لم يمتثلوا لطلب بأن يسددوا دفعة أولية بقيمة 115 ألف يورو.
وقال ستيفان إيفرز، المسؤول عن المالية بمجلس الشيوخ في برلين إن "التخريب له عواقب".
وشدد السياسي المحافظ على أنه لا ينبغي لسكان برلين أن يتحملوا فاتورة تكاليف "أنشطة إجرامية".
ويشكل النشطاء الأعضاء في حركة "الجيل الأخير" المعنية بقضايا المناخ، 2458 حالة من القضايا، بينما هناك 402 ناشط ينتمون لحركة "تمرد ضد الانقراض".
ويتظاهر عشرات الآلاف من الأشخاص من أجل المناخ في مقدمهم أطفال ومراهقون بين الحين والآخر في برلين وفي كل أنحاء ألمانيا لمطالبة حكومة أولاف شولتس بمزيد من الإجراءات لتحقيق الأهداف المناخية.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
اتفاق تاريخي
وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي.
وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.
ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".