العين الحادة (1): "جسور بوست" تكشف في تحقيق استقصائي كيف انحاز فيسبوك لصالح إسرائيل خلال الحرب على غزة؟

العين الحادة (1): "جسور بوست" تكشف في تحقيق استقصائي كيف انحاز فيسبوك لصالح إسرائيل خلال الحرب على غزة؟

فيسبوك في قفص الاتهام.. ممارسات عنصرية وانتهاكات للخصوصية لصالح إسرائيل

فخ الذكاء الاصطناعي.. كيف تُسيطر منصات التواصل الاجتماعي على سلوكنا؟

منصات التواصل الاجتماعي.. ذكاء اصطناعي يُهددُ حريةَ التعبيرِ وخصوصيةَ البياناتِ

تجربة استكشافية.. إطلاق صفحات فيسبوك بأمريكا ومصر وإسرائيل لتحليل انحياز الخوارزميات لصالح الأخيرة

تدشين 3 صفحات في مصر وإسرائيل وأمريكا للكشف عن انتهاكات الخصوصية باستخدام الذكاء الاصطناعي

كيف ينحاز فيسبوك لبعض مستخدميه دون البعض الآخر باستخدام الذكاء الاصطناعي؟

هل تهدد خوارزميات فيسبوك حقوق الإنسان؟

تحيز فيسبوك ضد فلسطين.. شهادات ووثائق

تجارب ميدانية واستطلاعات رأي.. فيسبوك يُحاصر القضية الفلسطينية

 

كانت الرغبة في الحديث تلاحقني كمتسول تحت تأثير الجوع والعطش، والآن اختفى جميع الشحاذينَ وأصبحتُ أنا أطارد رغبتي في الكلام، كما يطارد الدائن مدينًا ليست لديه نية السداد.

هكذا بدأ إبراهيم -رجل أربعيني- حديثه، يعيش بإحدى دول الخليج بعيدًا عن أسرته، يجد في مواقع التواصل الاجتماعي سلوانًا ومتنفسًا.

بدأت قصته عندما تقاطع النشاط الرقمي مع رغبته في التعبير السلمي، حيث اعتاد الدخول يوميًا إلى "فيسبوك"، لتتبع أخبار القضية الفلسطينية والتضامن معها بشكلٍ سلمي، ولكن وكما قال "بسبب الانحياز وانتهاك الخصوصية لم تعد لي رغبة في التدوين والحديث".

بحسب إبراهيم، بدا “فيسبوك” وكأنه حدثت له تحولات غير متوقعة، فالموقع الذي كان يعتبر مصدرًا للمعلومات والتواصل، أصبح مصدرًا للانتهاكات والتجاوزات، ووفقًا لحديثه يتعرض إبراهيم لانتهاك خصوصيته وللعنصرية، حيث يتم تجاهل وعدم نشر منشوراته السلمية المتضامنة مع القضية الفلسطينية، أو حذفها، مما يقيد تعبيره ويقلل من تأثيره على المجتمع الرقمي.

الموقف الذي يواجهه إبراهيم يشبه الصراع الذي يحدث بين الصوت الفردي والسلطة الكبيرة، يشبه الفراشة الصغيرة التي تسعى للتحليق في سماء واسعة، ولكنها تواجه عوائق تحول دون وصولها إلى هدفها، في ظل هذه الأحداث، ينبعث الصوت القوي والواضح لإبراهيم، الذي يمثل العديد من الأفراد الذين يسعون للتغيير والتضامن السلمي.

قصة إبراهيم تُذكِّرنا بأهمية حماية خصوصية وحقوق الأفراد، وأن الانتهاكات للحقوق الأساسية يجب أن تُعامل بجدية وتحظى بالمساءلة المناسبة، وضرورة احترام التعبير السلمي والتضامن.

فحرية التعبير حقّ أساسي من حقوق الإنسان تنص عليه المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ومع ذلك، يهدد هذا الحق من الذين يحتلون مواقع القوة حول العالم.

الأمر يزداد أهمية إذا علمنا اتساع رقعة التأثير بناء على عدد المستخدمين، فوفقًا لـ"Statista"، وهي شركة ألمانية متخصصة في بيانات السوق والمستهلكين، فإن "فيسبوك" هو القناة الاجتماعية الأكثر استخدامًا، تجاوز 3 مليار مستخدم نشط، ومن المتوقع أن يرتفع عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إلى 6 مليارات في عام 2027.

وبحسب أحدث بيانات "ميتا"، استحوذت الهند على النصيب الأكبر لعدد المستخدمين بـ314 مليون مستخدم، وحلت مصر ضمن أكبر 20 دولة حول العالم في عدد المستخدمين بـ42 مليونًا.

ووفقًا لـ"Statista"، فإن وسائل التواصل الاجتماعي الآن أسرع طريقة للتعرف على الأخبار والأحداث الجارية.. يقول 50% من مستخدمي الإنترنت إنهم يتلقون آخر الأخبار على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تشق طريقها إلى قنوات الوسائط التقليدية مثل التلفزيون والراديو.

تزايدت الشكوك حول تحيز فيسبوك في التعامل مع المحتوى الفلسطيني أو الداعم للقضية، فلحسابات الفلسطينيين وصفحاتهم تاريخ من الحظر والإغلاق بدعوى التحريض على الإرهاب والعنف.

في عام 2018، نظم صحفيون فلسطينيون وقفة احتجاجية أمام مقر الأمم المتحدة في غزة للتنديد بسياسات فيسبوك واعتبروا أنها تمارس سياسة التمييز بتحريض من الحكومة الإسرائيلية.

في سبتمبر 2021، أوصى مجلس المشرفين على فيسبوك بإجراء تحقيق مستقل في الاتهامات المتعلقة بالتحيّز في لجان المراجعة للمنشورات الفلسطينية والإسرائيلية.

وأشار المجلس إلى عدم قدرة فيسبوك على تقديم إجابات كافية حول منع منشورات النشطاء الفلسطينيين، لكنه رحب بالتوصيات وأكد أنه سينظر فيها.

على صعيد آخر، دعا العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى حملة مقاطعة وإغلاق منصات شركة ميتا، التي تمتلك فيسبوك وإنستغرام وواتساب، احتجاجًا على حظر المحتوى الداعم لفلسطين وتضييق وصوله عبر المنصات الاجتماعية، خاصة فيسبوك وإنستغرام، تلك الحملة مستمرة حتى الآن تحت عنوان "لن يتم إسكاتنا".

وكشف مدير مركز "صدى سوشيال" للحقوق الرقمية، إياد الرفاعي، عن وجود أكثر من 17 ألف انتهاك بحق المحتوى الرقمي الفلسطيني بعد 7 أكتوبر الماضي، بالإضافة إلى وجود أكثر من 30 ألف محتوى تحريضي، ومن بينها 55% تستهدف الصحفيين.

وأكد الرفاعي أن 20% من الشكاوى المتعلقة بالانتهاكات تأتي من العرب ومناصري القضية الفلسطينية حول العالم، وأشار إلى أن إنفاذ الرقابة على المحتوى المؤيد لفلسطين يشهد توسعًا، حيث تم تلقي بلاغات بحذف صفحات باللغة الإنجليزية، بما في ذلك حساب الناشط الأمريكي "شون كينغ" الذي يتابعه أكثر من 6 ملايين متابع على إنستغرام، فضلاً عن حذف صفحات باللغات التركية والإسبانية والإندونيسية.

أثار حديث إبراهيم المتشابه مع آخرين الشكوك والتساؤلات، لماذا؟ وما هي آلية تنفيذ ذلك؟ وهل هناك تعمد إذا صحت الشكوك؟ أم هي أخطاء ربما كانت بسبب التكنولوجيا الحديثة كالذكاء الاصطناعي المثير للجدل، واحتمالية تدريب هذه الأدوات على أسس تمييزية، ما يُؤدّي إلى نتائج مُنحازة ضد بعض الفئات دون غيرها؟

لمعرفة الإجابة كان لا بد من التقصي والقيام ببعض التجارب العملية واستطلاعات الرأي لكشف حقيقة تحيز فيسبوك ضد الداعمين للقضية الفلسطينية من عدمه، مستخدمين في ذلك أدوات مُبتكرة ونهجًا علميًا دقيقًا.

كخطوة من خطوات التقصي والبحث، كانت التجربة الأولى، حيث تم تدشين 3 صفحات على فيسبوك تنتمي لثلاث دول مختلفة هي "أمريكا، وإسرائيل، ومصر".

تم اختيار أمريكا كدولة داعمة لإسرائيل، وإسرائيل كعدوّ لفلسطين، ومصر كدولة داعمة للقضية الفلسطينية.

وكان من المفترض تدشين رابعة باسم "فلسطين"، إلا أن برامج "في بي إن" والتي تم من خلالها تدشين الصفحات لم يكن يتوفر بها دولة فلسطين، لأسباب بعضها مفهوم كعدم توافر شبكات الإنترنت لدى أهلها، وأخرى لا يعلمها إلا أصحاب الشركات المصنعة لتلك البرامج.

وكان اللافت أثناء تدشين الحسابات، عدم توفير فيسبوك كلمة "فلسطين" صراحة في خطوات إكمال تدشين الحساب، بينما تم توفير كلمة "إسرائيل" بشكل مباشر.

كمرحلة لاحقة من التجربة، تم نشر منشورات مُتشابهة على الصفحات الثلاث، ثم تمّت مقارنة تفاعل فيسبوك معها.

كانت النتيجة، تحيزا صارخا ضد فلسطين، حيث حظيت منشورات إسرائيل بتفاعل كبير بينما لم يكن هناك تفاعل يذكر على منشورات فلسطين، حتى مع تشابه المحتوى.

لم تتوقف رحلةُ البحثِ عند هذا الحد، بل اتجهت نحو منصة إنستغرام، التابعة لـ"ميتا"، ومن خلال "فيسبوك، إنستغرام"، ومن خلال خانة "البحث"، تم تجربة البحث بكلمتي "إسرائيل وفلسطين" ومقارنة نتائج كل منهما، للكشف عما إذا كان هناك تحيز لصالح إسرائيل.

وفيما غرقت إسرائيلُ في بحرٍ من الهاشتاغز الإيجابية والأخبار المُشجعة، واجهت فلسطينُ صمتًا مُطبقًا وتعتيمًا إعلاميًا، وكان الظهور الصريح والأقوى لصالح إسرائيل.

للتأكدِ من النتائج، تمّ إجراء استطلاعي رأي إلكتروني وميداني، شارك في الاستطلاع الإلكتروني قرابة 235 مستخدما لفيسبوك، من 11 دولة عربية وأجنبية، هي "مصر، والإمارات، والسعودية، وفلسطين، واليمن، والأردن، والمغرب، وتونس، والكويت، وأمريكا، وألمانيا".

بينما ضمّ الاستطلاع الميداني 75 مستخدمًا لفيسبوك، كان لمواجهتهم وجهًا لوجه وقع خاص، وكانت النتيجة الكلية لافتة للنظر.. الغالبية تبين تحيز فيسبوك ضد فلسطين، وعدم رضاء عن خدمات فيسبوك الإخبارية المقدمة للقضية.

وعن طريق استخدام المصادر المفتوحة وتحليلها، وفي ظل التجارب السابقة، تم مناقشة تحيز الذكاء الاصطناعي، الذي يستخدمه "فيسبوك" لمراقبة المحتوى، وما إذا كان يتم تدريبه على التحيز أم أنها أخطاء التكنولوجيا متوقعة الحدوث.

التجارب والاستطلاعات السابقة قام بها تحقيق "العين الحادة" لتفنيد اتهامات لـ"فيسبوك"، لها تاريخ، يحاول بحيادية الكشف عن الجانب القاتم لعملاق وسائل التواصل الاجتماعي، فيسبوك، من ممارسات عنصرية وانتهاكات للخصوصية.

بشكل موضوعي وعلمي، استهدف "العين الحادة" التحقق من صحة الاتهامات الموجهة لفيسبوك، وتحديداً تلك التي تركز على تحيّز خوارزميات الذكاء الاصطناعيّ ضد بعض الفئات.

ويطرح تساؤلات جوهرية حول مسؤولية فيسبوك تجاه مستخدميه وحقّهم في بيئة إلكترونية عادلة.

ويدعو فيسبوك إلى ضرورة إعادة النظر في طرق تدريب أدوات الذكاء الاصطناعيّ وضمان عدم تحيزها ضد أي فئة من مستخدميه، بهدف توفير بيئة إلكترونية أكثر تنوّعًا وعدالة.

No description available.

تجربة "الصفحات الثلاث".. رحلةٌ في دهاليز خوارزميات فيسبوك

في خضمّ الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، برزت "تجربة الصفحات الثلاث" لتُسلّط الضوء على ممارسات فيسبوك المُثيرة للجدل، وتُثير تساؤلاتٍ جوهرية حول تحيز خوارزميات المنصة لصالح المحتوى الإسرائيلي.

تُمثّلُ "تجربة الصفحات الثلاث" رحلةً لكشف ممارسات فيسبوك المُنحازة، وذلك من خلال رصد ردّ فعل خوارزميات المنصة على محتوى 3 صفحات تمّ إنشاؤها خصيصًا لهذا الغرض.

تضمنت التجربة إنشاء صفحة في أمريكا داعمة لإسرائيل، وصفحة مصرية داعمة لفلسطين، وصفحة إسرائيلية، وصفحة في فلسطين، باستخدام برامج "في بي إن" للدخول على الرمز التعريفي لكل دولة.

واجهت عملية إنشاء صفحة فلسطينية صعوباتٍ جمة، حيث لم يتمّ قبول اسم "فلسطين" بينما ظهر اسم "إسرائيل" بسهولة مع مدن عبرية، ممّا يُشيرُ إلى تحيزٍ مُحتملٍ.

بعد إنشاء الصفحات الثلاث، تمّ رصد عدد المتابعين والمعجبين لكل منها، ففي حين تجاوز عدد متابعي الصفحة الإسرائيلية 8 آلاف حتى كتابة هذه السطور، وبلغ عدد متابعي الصفحة الأمريكية 4 آلاف، لم تُحقق الصفحة المصرية سوى 90 متابعًا.

وتعمدت التجربة نشر محتوى متشابه على الصفحات الثلاث وفي التوقيت نفسه، مع استخدام اللغة العربية للصفحة المصرية واللغة الإنجليزية لصفحتي إسرائيل وأمريكا.

في البداية، تمّ نشر أخبار عادية تخصّ كلّ بلد، ثمّ بدأ التصعيد بنشر استطلاع رأي على الصفحات الثلاث.

كان نصّ استطلاع الرأي على صفحتي إسرائيل وأمريكا:

"Do you support the continuation of military actions until all Arabs are expelled from the Land of Israel?

هل تدعم استمرار العمليات العسكرية حتى يتمّ طرد جميع العرب من أرض إسرائيل؟

وكان نصّ استطلاع الرأي على صفحة مصر: هل تؤيد أن تكون المقاومة الفلسطينية مسلحة؟ رجاء اترك إجابتك بالتعليقات.

وكانت النتائجُ مُفاجئةً، حيث حظيت استطلاعات الرأي على صفحتي إسرائيل وأمريكا بتفاعلٍ تجاوز الألف والألفين، وعشرات التعليقات، بينما لم يُحقق استطلاع الرأي على صفحة مصر أيّ تفاعلٍ على الإطلاق.

في تجربة أخرى تمّ نشر تدوينةٍ على صفحتي إسرائيل وأمريكا حصدت آلاف الإعجابات، وكان نصّها:

Until now, Israel is fighting an existential battle against Hamas’s ongoing terrorism against innocent citizens. Israel is fighting on behalf of the free, democratic world to protect everyone from terrorism that does not hesitate to kill innocent Palestinians and Israelis.

No description available.

الترجمة: "لا تزال إسرائيل تُقاتل في معركةٍ وجودية ضدّ إرهاب حماس المُستمر ضد المواطنين الأبرياء.. تُقاتل إسرائيل نيابةً عن العالم الحرّ والديمقراطي لحماية الجميع من الإرهاب الذي لا يتردد في قتل الفلسطينيين والإسرائيليين الأبرياء".

في الوقت نفسه، تمّ نشر تدوينةٍ على صفحة مصر، لكنّها لم تحظَ بأيّ تفاعلٍ.

كان نصها:

"لا يزال العالم صامتا أمام جرائم الإبادة الجماعية المرتكبة كل ساعة في الأراضي المحتلة فلسطين معتقدين أن ذلك سيثني شعباً أبياً عن استمرار مقاومة الاحتلال الإسرائيلي للحجر دون البشر".

تُثيرُ هذه النتائجُ تساؤلاتٍ جوهرية حول تحيز خوارزميات فيسبوك لصالح المحتوى الإسرائيلي، ممّا قد يُؤدّي إلى تقييد انتشار المحتوى الفلسطيني وتهميشه.

تقرير مفصّل يكشف تحيزاً مُقلقاً في ضوء استطلاع لـ300 مستخدم

تعد منصة فيسبوك مسرحًا افتراضيًا مثيرًا، حيث يشارك ملايين الأشخاص آراءهم ومشاعرهم حول القضية الفلسطينية.

ويقدم هذا التقرير تحليلاً لنتائج استطلاع أجري على 235 مستخدما لفيسبوك من 11 دولة عربية وأجنبية، هي "مصر، والإمارات، والسعودية، وفلسطين، واليمن، والأردن، والمغرب، وتونس، والكويت، وأمريكا، وألمانيا"، وآخر ميداني لـ75 مستخدما، بهدف قياس مدى رضاهم وتجربتهم كمستخدمين لخدمات فيسبوك في تغطيتها للقضية الفلسطينية.

وفي ما يلي النتائج:

- الغالبية غير راضية: أعرب 98% من المشاركين عن عدم رضاهم عن أداء فيسبوك في التعامل مع القضية الفلسطينية، واعتبروا أن خدماتها غير مرضية.

وما تبقى من 2% من المشاركين، وزعوا ما بين مرضٍ جدًا ومرضٍ ومحايد.

- تحيز مُثبت:

أكد 91% من المشاركين أن فيسبوك لا يلبي احتياجاتهم تجاه القضية.

وأكد 8% أنه يلبي احتياجاتهم ولكنه يحتاج إلى بعض التحسينات، فيما قال ما نسبته 1% إنه يلبي احتياجاتهم بشكل كامل.

- تحديات متكررة: واجه حوالي 89% من المشاركين مشكلات وتحديات في استخدام فيسبوك أثناء دعمهم للقضية الفلسطينية، فيما أكد 11% عدم مواجهتهم أي مشكلات.

وتضمنت التحديات وفقًا للتعليقات:

- حظر حسابات داعمة للقضية أو تقييدها.

- حذف محتوى يدعم الفلسطينيين.

- انتشار أخبار كاذبة ومضللة.

- صعوبة الوصول إلى المحتوى الفلسطيني.

- قيودا على نشر محتوى داعم للفلسطينيين.

-إغراق الحسابات بالإعلانات وتقييد وصول المنشورات إلى الأصدقاء.

وفي ما يلي بعض التعليقات المعبرة:

- استياء عارم: عبّر المشاركون عن استيائهم الشديد من تحيز فيسبوك ضد القضية الفلسطينية، واعتبروا أن المنصة تمثل أداة لقمع حرية التعبير.

- مطالب عاجلة: طالب المشاركون فيسبوك بوقف تحيزه وضمان المساواة في الوصول إلى المعلومات ونشر المحتوى.

- اقتراحات مفيدة: اقترح المشاركون خطوات لتحسين أداء فيسبوك، مثل:

- مزيد من الشفافية في خوارزميات المنصة.

- مكافحة الأخبار الكاذبة والمضللة.

- تخصيص مساحة أكبر للمحتوى الفلسطيني.

-إعطاء المستخدمين القدرة على التحكم في تحديد الأخبار والمعلومات التي يرونها.

تعكس هذه النتائج مخاوف واستياء عميقا من المستخدمين بشأن تعامل فيسبوك مع القضية الفلسطينية، ويشعر الكثيرون بأن المنصة تنحاز وتمارس تحيزًا ضد الفلسطينيين والداعمين لهم، وتقمع الأصوات المؤيدة للعدالة الفلسطينية.

No description available.

كيف يستخدم الذكاء الاصطناعي لمراجعة المحتوى في منصات التواصل الاجتماعي؟

تحت العنوان أعلاه وباللغة الإنجليزية، توضح قواعد فيسبوك في إعداداته الخاصة على صفحاته ما نصه: "فريق الذكاء الاصطناعي يبدأ عمله ببناء نماذج تعلم آلي قادرة على تنفيذ مهام مختلفة، مثل التعرف على محتوى الصور أو تحليل نص المنشور. على سبيل المثال، يُمكن تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على تحديد ما إذا كان المحتوى يحتوي على عُري أو مشاهد عنيفة. بناءً على ذلك، يمكن للموديلات اتخاذ قرار بشأن اتخاذ إجراء على المحتوى، مثل حذفه من المنصة أو تقليل انتشاره، في بعض الحالات، قد يتطلب المحتوى مراجعة أعمق، لذلك يحيله الذكاء الاصطناعي إلى فريق مراجعة بشري لإمعان النظر فيه.

في هذه الحالات، يتخذ فريق المراجعة القرار النهائي، ويقوم الذكاء الاصطناعي بالتعلم والتحسن بناءً على كل قرار، بمرور الوقت، يصبح التعلم من آلاف القرارات البشرية عاملاً في تطوير وتحسين تقنية الذكاء الاصطناعي.

قد تتغير سياسات المنصات الاجتماعية بمرور الوقت لتتماشى مع التغييرات في الأعراف الاجتماعية واللغة والمنتجات والخدمات. لذلك، فإن عملية مراجعة المحتوى هي عملية مستمرة لا تتوقف عن التطور".

ما سبق يشير إلى أن "فيسبوك" يستخدم الذكاء الاصطناعي كفريق أساسي في إدارة المحتوى وأنه يتم تدريبه على ذلك، فهل تم تدريبه على أن أي محتوى يتعلق بالقضية الفلسطينية مخالف لقواعده ويجب التعامل معه على أنه مسيء أو خطر يعامل بالحظر؟

No description available.

 

في مايو 2021، ثار جدل واسع حول تحيزات فيسبوك السياسية، وحظر الموقع حينها العديد من التعليقات والحسابات الفلسطينية أو المؤيدة للفلسطينيين خلال القصف الإسرائيلي على غزة.

دفع ذلك إلى حملة ضد فيسبوك لوقف "الإعدام الرقمي"، ونفى تقني من فيسبوك وجود تحيز، قائلاً إن الموقع يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحديد المحتوى المخالف للقواعد، مثل خطاب الكراهية والتحريض على العنف، وأوضح التقني أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تتعلم من البيانات، ما يجعل عملها معقدًا، وقد تحدث أخطاء، لكنها ليست متعمدة.

وكرر يان ليكون، رئيس علماء الذكاء الاصطناعي في فيسبوك، الحجة نفسها، وأكد أن فيسبوك ليس "حكماً على الحقيقة السياسية"، وأنه يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تتعلم من البيانات، ما يجعلها عرضة للأخطاء.

ووفقًا لـ"بي بي سي"، وفي واقعة الاتهامات بالتحيّز التي وجهت إلى لجان المراجعين المشرفة على المنشورات الخاصة بفلسطين وإسرائيل 2021، اعتذر نائب رئيس فيسبوك للشؤون الدولية، نيك كليغ لاحقاً، لرئيس الوزراء الفلسطيني، محمد أشتيه، عن تصنيف منشورات محرضة على العنف، بشكل خاطئ.

ما سبق يكشف تكرار الاعتذار في أخطاء ارتكبها "فيسبوك" بحق المتضامنين السلميين مع القضية الفلسطينية، ويثبت هذا وقوع أخطاء قد يكون من ارتكبها الذكاء الاصطناعي المدرب، فإذا سلمنا جدلًا بعدم القصد، فما دور فريق المراجعة البشري الذي أخبرتنا عنه قواعد فيسبوك الرسمية بتدخله، وهل هذه الأخطاء تقع مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني أم تقتصر فقط على الجانب الفلسطيني؟

وقالت صحيفة إنترسبت الأمريكية سبتمبر الماضي، إن تطبيق "فيسبوك" وافق على نشر سلسلة إعلانات تجرد الفلسطينيين من إنسانيتهم وتدعو لقتلهم، كانت منظمات حقوقية قد بعثت بها للشركة لاختبار معايير مراقبة المحتوى في التطبيق.

وأبرزت الصحيفة الأمريكية أن الإعلانات، التي نشرت باللغتين العربية والعبرية، تضمنت انتهاكات صارخة لسياسات فيسبوك وشركة ميتا المالكة للتطبيق، احتوى بعضها على محتوى يدعو بشكل مباشر لقتل المدنيين الفلسطينيين، وبعضها يدعو لـ"محرقة بحق الفلسطينيين" والقضاء على النساء والأطفال وكبار السن في غزة.

والسؤال، ألم تكتشف قواعد الذكاء الاصطناعي هذا؟ ولمَ لم تتعامل معه كما تعاملت مع المنشورات السلمية الخاصة بالقضية الفلسطينية؟

السلطة الاحتكارية التي يتمتع بها فيسبوك للحفاظ على ريادة المشهد الإعلامي الاجتماعي، في غياب إشراف تنظيمي ذي مغزى، أو من دون حماية للخصوصية، أو تدابير للسلامة، أو مواطنة صالحة في عالم التواصل الاجتماعي.

الوجه الخفي لمنصات التواصل الاجتماعيّ.. تحليل دقيق لذكاء اصطناعي مسيطر

في سياق التطور الرقمي الهائل الذي يشهده العالم، تُعد منصات التواصل الاجتماعي ظاهرة فريدة فرضت نفسها على ساحة التفاعل البشري.

ويُقدم الدكتور عمرو العراقي، عضو هيئة التدريس في كلية الشؤون الدولية والسياسات العامة بالجامعة الأمريكية، تحليلاً دقيقًا لذكاء منصات التواصل الاجتماعي، بدءًا من نشأتها ونموها، مرورًا بتطور الخوارزميات وتركيزها على الفرد، وصولًا إلى المخاطر الأخلاقية والسياسية لسيطرة هذه المنصات على سلوك المستخدمين.

قال “العراقي”: "نشأت منصات التواصل الاجتماعي ذكية بالأساس، ثم تطور هذا الذكاء.. انطلقت منصات التواصل الاجتماعي من نقطتين، هما: الاعتماد الكامل على الجمهور لتغذية المحتوى بجميع أشكاله -ضمن قواعد مجتمع وضعتها كل منصة- والركيزة الثانية هي بقاء الجمهور على الاتصال وتزويد حساباتهم الشخصية بالمحتوى بشكل مستمر ومتدفق، في ظل وجود الحافز وهو تفاعل دوائر اتصال كل مستخدم لهذه المنصات مع ما ينشئه من محتوى.

لتستمر هذه الدائرة في الدوران، ينبغي استمرار الحافز، ومن هنا جاءت فكرة حائط النشاط والمحتوى الرائج لتمثل لوحة النشاط لوحة العرض بمفهومها التجاري، التي ينبغي للجميع أن يرى ما فيها في أي وقت، ويتفاعل معها، وكلما زاد التفاعل زادت فرص رواجها وانتشارها بصورة أوسع.

ما كان هذا الذكاء ليتطلب الكثير من التعقيد البرمجي، فهي مسألة بسيطة في عالم الحاسوب، تستند إلى وضع الشروط المسبقة للمحتوى للوصول إلى الانتشار، لكن الآن الأمر تعدى هذه الصورة البسيطة، حيث أصبحت منصات التواصل الاجتماعي تتركز على الخوارزميات وتركز على الفرد (المستخدم) أكثر ما تستند إلى دوائر اتصاله، حيث إن مصدر المحتوى على الـ(خاص) بكل مستخدم لم يعد أصدقاؤه وحسب، بل هناك لوحة نشاط قائمة طويلة من الصفحات التي تنشئ إعلانات، وبغض النظر عن إن كنا نتابعها أم لا، فوصول إعلانها لنا، سوف يدفعها لضخ المزيد من الأموال في إعلانات منصات التواصل الاجتماعي.

لذا نشأت حاجة ملحة لدى منصات التواصل الاجتماعي في أن تفهم سلوك كل مستخدم على حدة، ما جنسه؟ وعمره؟ ما الذي يفضله من منتجات؟ إلخ، والبعض منا يجعل المهمة سهلة عبر إفصاحه عن كل ذلك من خلال منشوراتهم وتفاعلاتهم، والبعض الآخر من الذي يفضلون فقط استخدام خدمات هذه المنصات بخلاف النشر، مثل المحادثات الصوتية والكتابية، ربما يخفون تفضيلاتهم عمن يتابعهم من أصدقاء لكن منصات التواصل الاجتماعي تبذل كل جهدها في فهم أنماط جميع المستخدمين بمختلف مستويات استخدامهم لها.

تتوغل الخوارزميات في كل ركن من أركان منصات التواصل الاجتماعي، وتدرك جميع تصرفاتنا، الوقوف عند صورة أو فيديو أو منشور لبضع ثوانٍ، ليس فقط التفاعل معه، التحدث لصديق، أو زيارة صفحته، كل ما نسلكه من سلوك محل رصد ومحل تحليل، وتنصب نتائج هذا التحليل نحو هدف واحد هو البقاء على هذه المنصات لوقت أطول، واستهلاكها لساعات أطول وبأشكال مختلفة.

تبدو هذه المنصات مسلية، ويبدو فيها المستخدمون في الوهلة الأولى هم مراكز التحكم الأساسية فيها، فهم من يضخون المحتوى وهم أيضًا من يتصفحونه، لكن حقيقة الأمر، فإننا محل تصرف سياسات تلك المنصات، وعلى الرغم من أنها تبدو مساحات حرة للتعبير عن الرأي فإنها تشدد رقابتها الآلية وقيودها عندما يخالف الأمر سياساتها، وهو ما ظهر جليًا في المنشورات الداعمة لحماس في الحرب الأخيرة على غزة، حيث وجهت أغلب منصات التواصل الاجتماعي وبالأخص فيسبوك الكثير من التحذيرات لعدد كبير من المستخدمين، بعدما نشروا منشورات تدعم فيها المقاومة الفلسطينية وتساند فيها أهل غزة.

بالنسبة لتلك المنصات فإن حركة حماس هي حركة إرهابية وبالتالي مناصرتها هي مناصرة للإرهاب وهو ما يخالف القواعد التي وضعتها تلك المنصات وفرضتها على مستخدميها، ليست جميع القواعد محل تطبيق لكن الأمر يبدو صارمًا عندما يتعارض الأمر مع قناعات تلك المنصات ومواقف مجالس إدارتها ومالكيها".

No description available.

عين من أمريكا

في شهادة أستاذ علم الجينوم والمعلوماتية الحيوية بالولايات المتحدة الأمريكية، مجدي العبادي، يؤكد انحياز فيسبوك الواضح للرواية الإسرائيلية، وممارساته الممنهجة لقمع الأصوات المناصرة للفلسطينيين.

يشاركنا العبادي تجربته الشخصية على المنصة، مفصحًا عن ممارسات مخيفة تهدد حرية التعبير، وتعوق الوصول إلى المعلومات، وتشوّه الحقائق، من أبرز هذه الممارسات تقليل انتشار ومشاركة المحتوى المؤيد للفلسطينيين، وحذف مقاطع الفيديو الموثقة للعدوان على غزة، وإغراق صفحة الأستاذ بمشاركات عشوائية وإعلانات مدفوعة، وإرسال تحذيرات بخصوص المحتوى المنشور ووصفه بشكل غير صحيح.

يؤكد العبادي أن هذه الممارسات تخالف الدستور الأمريكي، وتهدد حرية التعبير، ما يثير تساؤلات حول دور فيسبوك في دعم الحق الفلسطيني.

فكتب ما نصه: "انحياز الإعلام الأمريكي للرواية الإسرائيلية لا جدال حوله، فهو أمر مسلم به في أمريكا، لكن منذ بداية الحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في غزة وصل هذا الانحياز والكيل بمكيالين إلى درجة لم يعد يتحملها قطاع كبير من الأمريكيين أنفسهم، والأخطر من هذا الانحياز هو ما تقوم به شركات السوشيال ميديا الأمريكية وعلى رأسها فيسبوك من ممارسات ممنهجة لطمس الحقائق المرتبطة بالعدوان على غزة والترويج للمغالطات الإسرائيلية- الأمريكية.

إدارة فيسبوك تقوم بممارسات لا أخلاقية تماما وتتعارض مع أبسط قواعد حرية التعبير عن الرأي التي يكفلها الدستور الأمريكي.. من الممارسات التي تعرضت لها أنا شخصيا ما يلي: أولا تقوم إدارة فيسبوك بتقليل معدل ومدى انتشار ومشاركة المحتوى الذي أنشره كونه يقف في صالح الحق الفلسطيني.

ثانيًا، تقوم بحذف الكثير من مقاطع الفيديو التي أشاركها عبر صفحتي وتخفيها عن الأصدقاء والمتابعين.

ثالثاً، تغرق صفحتي الشخصية بمشاركات لا علاقة لها باهتماماتي الشخصية ومعظمها عشوائي وإعلانات مدفوعة.

رابعًا، تمارس الإرهاب الفكري بإرسال تحذيرات بخصوص المحتوى الذي أنشره وتصفه بشكل غير صحيح.

وأخيراً تستجيب إدارة الفيسبوك للجان الصهيونية الإلكترونية التي تقوم بمتابعة ومحاولة إخراس كل الأصوات المساندة للشعب الفلسطيني.

المدهش في هذا الأمر هو أن إدارة فيسبوك لا تخفي ولا تحاول إخفاء ذلك على الإطلاق، بل تقوم به بكل صلافة وعدم اكتراث لآراء مستخدمي الفيسبوك.. لو لم تكن هذه الممارسات متعلقة بالقضية الفلسطينية، لانقلب الكونجرس الأمريكي ضد فيسبوك ولرأيناهم يحاسبون إدارة فيسبوك عليها.

لكن قمع حرية التعبير مقبول عندما يتعلق الأمر بإهدار الحقوق والحريات الفلسطينية، لكن ورغم كل هذه الممارسات ورغم الدعم الحكومي لهذه الممارسات المخالفة للدستور الأمريكي، استطاع مستخدمو الفيسبوك الانتصار في التحايل على لوغاريتمات فيسبوك ومن ثم تحييدها واستطاعوا الانتصار للقضية الفلسطينية والوصول للغالبية العظمى من سكان الأرض. ما حدث هو أن عددا ضخما من مستخدمي فيسبوك أصبحوا ينشرون محتوى مناصرا للقضية الفلسطينية وهو ما عوض الحاجة لتوزيع المحتوى الذي تنشره فئة قليلة من المؤثرين في السوشيال ميديا.

وبدلا من الاعتماد على النموذج القديم القائم على توزيع محتوى عدد قليل من المؤثرين على عدد كبير من المتابعين، نشأ نمط جديد أصبح فيه عدد المؤثرين كبيراً جداً وربما يساوي عدد المستخدمين ومن ثم فشلت ممارسات فيسبوك".

 


 


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية