"نيويورك تايمز": دفاعات أوكرانيا الهزيلة ساعدت روسيا على تحقيق مكاسب عسكرية سريعة

"نيويورك تايمز": دفاعات أوكرانيا الهزيلة ساعدت روسيا على تحقيق مكاسب عسكرية سريعة

أكد مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن دفاعات أوكرانيا الهزيلة ساعدت القوات الروسية في تحقيق مكاسب عسكرية سريعة في ساحة القتال خلال الفترة الأخيرة من الحرب الضروس التي اشتعلت جذوتها بين الطرفين منذ ما يزيد على العامين.

وأوضح المقال، الذي شارك في كتابته جوش هولدر وإيريك شميت، أن القوات الروسية تمكنت في الفترة الأخيرة من تحقيق مكاسب عسكرية سريعة بعد أن نجحت في بسط سيطرتها على مدينة أفدييفكا في شرق أوكرانيا وذلك بسبب النقص الحاد في الذخيرة والعتاد الذي تعاني منه القوات الأوكرانية جراء تراجع الدعم الذي تقدمه الدول الغربية لكييف.

ولفت المقال إلى أن تراجع المساعدات الغربية ليس هو السبب الوحيد في تقدم القوات الروسية في أرض المعركة ولكن أيضا الدفاعات الأوكرانية الهزيلة أسهمت إلى حد بعيد في ما وصل إليه الحال في الصراع بين الطرفين والذي دخل عامه الثالث منذ عدة أيام.

ويشير المقال إلى أن الدفاعات الأوكرانية تنقصها التحصينات القوية اللازمة لعرقلة تقدم القوات الروسية والضرورية أيضا لحماية الأراضي والطرق المهمة الواقعة تحت سيطرة القوات الأوكرانية.

وينوه المقال إلى أن مدينة أفدييفكا ظلت لما يقرب من 9 أشهر مسرحا لصراع شرس بين الطرفين حيث دارت خلالها واحدة من أكثر المعارك دموية منذ بداية الحرب بين الطرفين.

ويوضح المقال أن القوات الروسية تمكنت منذ استيلائها على أفدييفكا في السابع عشر من فبراير الماضي من السيطرة على 3 مدن أخرى غرب المدينة خلال أسبوع واحد فقط وتسعى للسيطرة على المدينة الرابعة في الوقت الحالي.

ويشير المقال في هذا السياق إلى تصريحات مسؤولين في الإدارة الأمريكية عبروا فيها عن قلقهم بسبب فشل القوات الأوكرانية في تحصين دفاعاتهم في الوقت المناسب وبالقدر الكافي وهو ما يتيح الفرصة للقوات الروسية للتقدم في ما وراء أفدييفكا في الفترة القادمة.

ويشير المقال في نفس الوقت إلى تقديرات المخابرات الحربية البريطانية التي أكدت أن القوات الروسية تقدمت منذ استيلائها على أفدييفكا حوالي 4 أميال خلال الأسبوعين الماضيين.

ويتابع المقال أن افتقاد القوات الأوكرانية تحصينات دفاعية قوية يبدو واضحا مقارنة بالدفاعات الروسية القوية والتي مكنت القوات الروسية من إحباط الهجوم المضاد الذي شنته القوات الأوكرانية العام الماضي ولم يحقق أي نجاح.

ويوضح المقال أنه في الوقت الذي بدأت فيه القوات الروسية في بناء تحصينات دفاعية قوية منذ ما يزيد على 6 أشهر قبل بداية الهجوم المضاد، لم تبدأ أوكرانيا في بناء تحصيناتها إلا منذ 3 أشهر فقط بعد تشكيل الحكومة الأوكرانية للجنة تنسيق الجهود بين السلطات العسكرية والمدنية.

ويلفت المقال في الختام إلى أن الموقف بات أكثر تعقيدا في الوقت الحالي حيث إنه لم يعد أمام القوات الأوكرانية سوى الشروع في بناء تحصينات لخطوطها الدفاعية التي أصبحت تحت قصف النيران من جانب القوات الروسية وهو ما يجعل المهمة شبه مستحيلة.

الأزمة الروسية الأوكرانية

اكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير 2022، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوغانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لاقت غضبًا كبيرًا من كييف والدول الغربية.

وبدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير 2022، شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، وسط تحذيرات دولية من اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.

وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش الأجواء الأكثر سوادًا منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها الأقسى على الإطلاق.

عقوبات اقتصادية     

وقتل آلاف الجنود والمدنيين وشرد الملايين من الجانب الأوكراني، وفرضت دول عدة عقوبات اقتصادية كبيرة على موسكو طالت قيادتها وعلى رأسهم الرئيس فلاديمير بوتين، وكذلك وزير الخارجية سيرجي لافروف، كما ردت روسيا بفرض عقوبات شخصية على عددٍ من القيادات الأمريكية على رأسهم الرئيس الأمريكي جو بايدن.        

فرار الملايين       

ومنذ بدء الغزو الروسي، سُجّل أكثر من 8 ملايين لاجئ أوكراني في أنحاء أوروبا، بينما نزح قرابة 7 ملايين ضمن البلاد، وفق تقديرات الأمم المتحدة.

قبل النزاع، كان عدد سكان أوكرانيا أكثر من 37 مليوناً في الأراضي التي تسيطر عليها كييف، ولا تشمل شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014، ولا المناطق الشرقية الخاضعة لسيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا منذ العام نفسه.

وأكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن أكثر من نصف أطفال البلاد البالغ عددهم 7,5 مليون هم نازحون أو لاجئون.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية