الأمم المتحدة تدعو لاحترام وضع الأماكن المقدسة بالقدس وتحذّر من صراع ديني
الأمم المتحدة تدعو لاحترام وضع الأماكن المقدسة بالقدس وتحذّر من صراع ديني
دعا منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند إلى الحفاظ على الوضع الراهن للأماكن المقدسة في القدس واحترام ذلك الوضع، بالتزامن مع شهر رمضان المبارك ودخول "الحرب المدمرة" في غزة شهرها السادس.
وأشار تور وينسلاند -في بيان صحفي- إلى ضمان السلطات الإسرائيلية السماح للسكان المسلمين في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، بالوصول إلى الأماكن المقدسة، ودعا كل الأطراف إلى الامتناع عن الاستفزازات وممارسة أقصى درجات ضبط النفس وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
وقال وينسلاند: "الحرب في غزة عرضت الاستقرار الهش في المنطقة، للخطر بشكل كبير". وأضاف أن شهر رمضان هذا العام يأتي في ظل التدهور السريع للأزمة الإنسانية وانهيار النظام والقانون في غزة وزيادة الضحايا المدنيين وانعدام الاستقرار بأنحاء الضفة الغربية.
تحذير من صراع ديني
وقال تور وينسلاند إن هناك خطرا متزايدا لوقوع كارثة سياسية وأمنية أوسع نطاقا، وشدد على ضرورة تجنب ذلك بكل السبل الممكنة، وأكد ضرورة رفض أي محاولة من المتطرفين لتحويل الصراع إلى صراع ديني، مضيفا أن الفشل في ذلك لن يؤدي سوى إلى زرع الفتنة ومزيد من العنف والتطرف.
وأعرب عن رفضه لدعوات حركة حماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية لتصعيد الوضع أثناء الشهر الفضيل، وقال إن قدسية رمضان لا يمكن ولا ينبغي أن تُستخدم لتحقيق مكاسب وحسابات سياسية.
وقال: "بعد أكثر من 150 يوما من الحرب، يجب أن يرى سكان غزة نهاية للأهوال التي ما زالوا يعانون منها. وعلى نحو مماثل بالنسبة للرهائن الذين ما زالوا محتجزين، يجب لم شملهم مع أحبائهم الذين يعانون أيضا من ألم هائل".
وأكد ضرورة عدم استخدام مصير الضحايا كوسيلة للضغط، وقال إن المدنيين على الجانبين يجب ألا يواصلوا دفع ثمن هذا الصراع الرهيب.
الحرب على قطاع غزة
عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر الماضي قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف في الضفة الغربية.
وأسفر القصف عن مقتل أكثر من 31 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 72 ألف جريح، إضافة إلى نحو 7 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.
ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.
وعلى الجانب الإسرائيلي قتل نحو 1140 شخصا بينهم 574 من الضباط والجنود منهم 225 منذ بداية الهجوم البري في قطاع غزة، فيما بلغ عدد الجرحى نحو 5 آلاف بالإضافة إلى نحو 240 أسيرا تحتجزهم "حماس"، تم الإفراج عن بعضهم خلال هدنة مؤقتة.
وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية أصوات 120 صوتا، الجمعة 27 أكتوبر، مشروع قرار عربي يدعو إلى هدنة إنسانية فورية ووقف القتال.
في الأول من ديسمبر الماضي، انتهت هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أنجزت بوساطة مصرية قطرية، واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.
وفور انتهاء الهدنة، استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة التي يعاني منها القطاع والمطالبات الدولية والأممية بزيادة وتسهيل دخول المساعدات الإغاثية.
وتسببت الانتهاكات الإسرائيلية والأزمة الإنسانية الحادة في غزة في مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية" لأول مرة منذ تأسيسها.