تسوية النزاع الليبي بلا أفق بعد استقالة المبعوث الأممي
تسوية النزاع الليبي بلا أفق بعد استقالة المبعوث الأممي
تعكس الاستقالة المفاجئة للممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا عبدالله باتيلي فشل جهود المصالحة بين الأطراف المتنافسين الذين اتهمهم بإدامة تقسيم البلاد لخدمة مصالحهم.
وأعلن الدبلوماسي السنغالي الذي يتولى رئاسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا منذ 18 شهرا فقط، الثلاثاء، تقديم استقالته إلى الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش.
ووجه باتيلي انتقادات للأطراف الرئيسية المتصارعة في بلاد تعاني من الفوضى والانقسام والعنف منذ سقوط نظام معمّر القذافي في العام 2011.
وفي إشارة إلى "تدهور" الوضع في الأشهر الأخيرة، ندد باتيلي بـ"غياب الإرادة السياسية وحسن النية لدى القادة الليبيين السعداء بالمأزق الحالي" بحسب فرانس برس.
وقال باتيلي الذي أشار أيضًا بإصبع الاتهام دون تسمية الرعاة الأجانب لكلا المعسكرين المنافسين، "إن التصميم الأناني للقادة الحاليين على الحفاظ على الوضع الراهن من خلال المناورات وتكتيكات المماطلة، على حساب الشعب الليبي، يجب أن يتوقف".
ورأى الباحث المشارك في المعهد الملكي البريطاني جلال حرشاوي، إن رحيل باتيلي ليس مفاجئا، لسبب بسيط وهو أن العملية التي كان يقودها لعدة أشهر "قد استنفدت تماما بالفعل".
تخريب
ووفقا لحرشاوي، فقد قوضت جهود باتيلي إلى حد كبير نتيجة عوامل عدة من بينها عدم تقديم الديمقراطيات الغربية الكبرى مثل الولايات المتحدة أو فرنسا، بشكل حقيقي، الدعم الكافي إلى باتيلي.
من جهته، رأى الخبير في المجلس الأطلسي عماد بادي أن رحيل باتيلي يأتي في "نقطة تحول لا يمكن إنكارها حيث تختفي قشرة الاستقرار التي سادت ليبيا في السنوات الأخيرة".
وفي انتظار خليفة لها، فإن الأمريكية ستيفاني كوري التي تم تعيينها في مارس نائبة لباتيلي للشؤون السياسية، هي التي ستتولى مهامه مؤقتا، وهو ما يعد إعادة لسيناريو الولاية المؤقتة لمواطنتها ستيفاني ويليامز التي تولت (بالإنابة) في الفترة بين مارس 2020 ويوليو 2022 مهام المبعوث الأممي الأسبق غسان سلامة.
وأشار حرشاوي الى أنه "من المحتمل جدًا" رؤية كوري "تبرز كمبعوثة خاصة مؤقتة"، وهو ما سيكون "ترتيبًا يسمح للولايات المتحدة بقيادة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا دون الاضطرار إلى مواجهة الفيتو الروسي في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".
من جهته، قال بادي إن منصب كوري يسمح لها بالعمل لفترة مؤقتة في غياب رئيس للبعثة، لكن ما يمكنها إنجازه ستكون "مقيّدة في ما يمكنها إنجازه".
ومنذ الإطاحة بنظام القذافي، تشهد ليبيا فوضى عارمة وتحكمها سلطتان تنفيذيتان متنافستان، واحدة في طرابلس (غرب) بقيادة عبدالحميد الدبيبة ومعترف بها من قبل الأمم المتحدة، والثانية في الشرق برئاسة أسامة حمّاد وتحظى بدعم المشير خليفة حفتر ومعقله في بنغازي.
وكان من المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في ديسمبر 2021، لكن تم تأجيلها إلى أجل غير مسمى بسبب الخلافات بين المعسكرين المتنافسين، ما أدى إلى إطالة أمد عدم الاستقرار السياسي.