المرصد السوري: العنف والفلتان الأمني مستمران في مناطق “الإدارة الذاتية”
المرصد السوري: العنف والفلتان الأمني مستمران في مناطق “الإدارة الذاتية”
شهدت مناطق نفوذ الإدارة الذاتية خلال شهر أبريل الماضي جملة من الاضطرابات الأمنية نجم عنها خسائر مادية وبشرية كبيرة وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
الخسائر البشرية
وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل 45 شخصا بطرق وأساليب مختلفة ضمن أعمال العنف المستمرة في مناطق نفوذ الإدارة الذاتية.
الاستهدافات التركية
أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال شهر أبريل، 3 استهدافات نفذتها طائرات مسيرة تابعة لسلاح الجو التركي على مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية” لشمال وشمال شرق سوريا، تسببت بمقتل شخصين وإصابة 2 من العسكريين.
نشاط التنظيم الإرهابي
تواصل خلايا تنظيم داعش عملياتها في مناطق نفوذ الإدارة الذاتية، والمتمثلة بشن هجمات مسلحة وتنفيذ اغتيالات بأشكال مختلفة كإطلاق الرصاص والقتل بأداة حادة وزرع عبوات ناسفة وألغام، حيث أحصى المرصد السوري خلال أبريل، 27 عملية قامت بها خلايا التنظيم ضمن مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية”، تمت عبر هجمات مسلحة واستهدافات وتفجيرات، ووفقاً لتوثيقات المرصد السوري، فقد بلغت حصيلة القتلى 15 قتيلاً، هم: 3 مدنيين، و10 من القوات العسكرية، و2 من التنظيم.
كذلك أحصى المرصد السوري خلال الشهر، 9 عمليات أمنية لقوات سوريا الديمقراطية 3 منها مشتركة مع قوات التحالف الدولي، تمثلت بمداهمات وإنزال جوي، وأسفرت العمليات تلك عن اعتقال 98 من عناصر وقيادات تنظيم داعش.
اقتتالات عائلية
شهدت مناطق “الإدارة الذاتية” خلال شهر أبريل، استمرار الاقتتالات العشائرية والعائلية بغرض الثأر وغيرها التي تندرج ضمن إطار الفوضى وانتشار السلاح بشكل عشوائي بين المدنيين، دون وجود رادع قانوني، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان 8 اقتتالات، أسفرت عن مقتل شخص، وإصابة 12 آخرين بجراح.
ووثق المرصد السوري أيضاً، 11 جريمة قتل بشكل متعمد ضمن مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية”، راح ضحية تلك الجرائم 12 شخصا، هم: 10 رجال، وطفل، وسيدة.
قسد والمسلحون المحليون
شهد شهر أبريل، استمرار الاشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية من جانب، ومسلحين عشائريين من جانب آخر، وبحسب المرصد السوري شن مسلحون محليون هجوماً عنيفاً مستخدمين الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، مستهدفين نقاطا عسكرية لـ“قسد” في محطة مياه بلدة أبو حردوب وحاجز الهنكار بريف دير الزور الشرقي، كما استهدفوا نقاطها العسكرية القريبة من نهر الفرات في بلدة الجرذي شرقي دير الزور.
ودارت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة بين قوات سوريا الديمقراطية من جهة، ومسلحين محليين من جهة أخرى، بعد عملية تسلل نفذتها قوات الأخيرة على نقطتين عسكريتين لـ”قسد” في بلدة جديدة بكارة بريف دير الزور الشرقي، حيث تمكن المسلحون من أسر عنصر والاستيلاء على أسلحة.
تسليم مستمر للأجانب
سلمت دائرة العلاقات الخارجية في “الإدارة الذاتية”، 50 شخصا يحملون الجنسية الطاجكستانية، لوفد من جمهورية طاجيكستان، تمهيدا لنقلهم إلى بلادهم، وفق وثيقة رسمية، والرعايا الـ50 هم: 17 امرأة و33 طفلا من عوائل تنظيم داعش.
كما غادرت 191 عائلة عراقية من عوائل تنظيم داعش، يتألف عدد أفرادها من 714 شخصا، مخيم الهول بريف الحسكة الجنوبي باتجاه الأراضي العراقية، بحماية أمنية من قوى الأمن الداخلي “الأسايش” وقوات “التحالف الدولي”، بعد التنسيق بين الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا ولجنة الهجرة والمهجرين في مجلس النواب العراقي.
وطالب المرصد السوري لحقوق الإنسان، بتلبية المطالب الشعبية لتحسين ظروفهم المعيشية والاجتماعية، وعدم التعرض لهم فقط لأنهم نادوا بحقوقهم، داعيا دول التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية إلى العمل بشكل أكبر لمنع عودة تنظيم داعش عبر مزيد من العمليات الأمنية ضد خلاياهم النشطة والنائمة في مناطق مختلفة من شرق الفرات والتي تهدد عودة نشاطها الكبير الأمن المحلي والإقليمي وكذلك الدولي على حد سواء.
نزاع دامٍ
وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ عام 2011، حيث أودت الحرب التي اندلعت في البلاد بحياة نحو 500 ألف شخص، وما زال الآلاف في عداد المفقودين، ولا تزال عائلاتهم بانتظار أخبار عن مصيرهم.
ودمرت البنية التحتية والقطاعات المنتجة في البلاد وشرد الملايين من الأشخاص الذين فروا إلى دول الجوار العربية والغربية، في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، فضلاً عن أزمة اقتصادية واجتماعية كبيرة سيعاني منها الشعب السوري لسنوات خاصة مع تزايد الاحتياجات الإنسانية.
وبات غالبية السوريين اليوم تحت خط الفقر ويعاني أكثر من 12,4 مليون شخص منهم من انعدام الأمن الغذائي ومن ظروف معيشية قاسية، في ظل اقتصاد منهك.
ولم تسفر الجهود الدبلوماسية عن التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع في سوريا، أو وقف جرائم انتهاكات حقوق الإنسان، رغم جولات تفاوض عدة عقدت منذ 2014 بين ممثلين عن الحكومة والمعارضة برعاية الأمم المتحدة في جنيف.
وبعد مرور 13 عاما على اندلاع الأزمة، لا تزال سوريا تواجه واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، حيث نزح 6.6 مليون شخص داخل البلاد وهناك ما لا يقل عن 5.3 مليون لاجئ مسجل في البلدان المجاورة.