أرملة المعارض الروسي الراحل نافالني تتسلم جائزة دريسدن للسلام

أرملة المعارض الروسي الراحل نافالني تتسلم جائزة دريسدن للسلام

تُمنح جائزة دريسدن للسلام للمعارض الروسي الراحل أليكسي نافالني اليوم الأحد، حيث تتسلم أرملته يوليا نافالنايا الجائزة في مسرح دريسدن "شاوسبيلهاوس".

ومن المقرر أن يلقي الرئيس الألماني الأسبق يواخيم جاوك خطاب الإشادة، كما سيتم عزف قداس جنائزي لأول مرة للملحن الروسي سيرجي نيفسكي.

وتوفي السياسي الروسي نافالني، المعارض القوي للرئيس فلاديمير بوتين منذ فترة طويلة، في 16 فبراير الماضي في معسكر اعتقال في الدائرة القطبية الشمالية في سيبيريا، ولم يتضح ما إذا كان الرجل (47 عاما) قد توفي بسبب ظروف السجن أو قُتل.

وقالت خبيرة الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان المعنية بروسيا ماريانا كاتزاروفا، إن وفاة السياسي المعارض أليكسي نافالني هي مسؤولية موسكو لأنه إما قُتل في السجن أو توفي بسبب ظروف احتجاز وصلت إلى حد التعذيب.

وتُمنح "جائزة دريسدن" للشخصيات التي قدمت مساهمات بارزة في السلام والتفاهم الدولي. ومن بين الفائزين السابقين الرئيس السوفيتي السابق ميخائيل جورباتشوف، وعازف البيانو وقائد الأوركسترا العالمي دانيل بارنبويم، ومصور الحرب الأمريكي جيمس ناشتوي، ومسرب البيانات الأمريكي دانيل إلسبيرج.

 أليكسي نافالني

وُلد أليكسي نافالني في 4 يونيو 1976 في منطقة بايتن بموسكو، ودرس القانون وتخرج في جامعة الصداقة بين الشعوب في موسكو عام 1998، وأصبح زميلا (زائرا) في جامعة ييل الأمريكية في عام 2010، وكان نافالني ناشطا في مجال مكافحة الفساد، والوجه الأبرز لمعارضي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وحاز متابعة ملايين الروسيين على وسائل التواصل الاجتماعي، وقد تمكن من إيصال بعض مؤيديه إلى المجالس المحلية في سيبيريا في انتخابات 2020.

وصف نافالني حزب "روسيا المتحدة" الذي يتزعمه بوتين بـ"المحتالين واللصوص"، واتهم بوتين بأنه "يمتص دم روسيا" عبر "دولة إقطاعية" تحصر وتركز السلطة في الكرملين.

كما قاد احتجاجات في عموم البلاد ضد السلطات، لكنه لم يتمكن من تحقيق، ما يعد على الأرجح، حلمه الأكبر في تحدي بوتين في صناديق الاقتراع.

فقد مُنع من الترشح للانتخابات الرئاسية في عام 2018 بسبب إدانته في محكمة روسية بتهمة الاختلاس.

ونفى نافالني بشدة الاتهامات الموجهة إليه، قائلاً إن مشكلاته القانونية كانت انتقاما للكرملين منه بسبب انتقاداته الشديدة.

كانت معركة نافالني ضد الرئيس الروسي، 71 سنة، معركة شخصية من الدرجة الأولى؛ فقد اتهم بوتين بإصدار أوامره لعملاء الدولة السريين بتسميمه في هجوم كاد أن يقتله في أغسطس 2020.

وتدهورت صحة نافالني وهو على متن طائرة فوق أراضي سيبيريا ونقل إلى المستشفى في أومسك، بعد الاشتباه في تسممه، ودخل في غيبوبة. وأقنعت جمعية خيرية مقرها ألمانيا، المسؤولين الروس بالسماح لها بنقله جواً إلى برلين من أجل تلقي العلاج.

وفي النهاية، كشفت الحكومة الألمانية في 2 سبتمبر 2020 أن الاختبارات التي أجراها الجيش وجدت "دليلًا لا لبس فيه على وجود عامل أعصاب كيميائي حربي من مجموعة نوفيتشوك".

ونوفيتشوك هو السلاح الكيميائي الذي كاد أن يقتل الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا في سالزبري في إنجلترا في مارس 2018. وقد توفيت امرأة إنجليزية أيضا في وقت لاحق جراء تعرضها للمادة السامة.

ونفى الكرملين في ذلك الوقت أي دور للدولة في الهجوم على نافالني -الذي يتجنب بوتين دائمًا ذكر اسمه علناً- وينفي المزاعم المتعلقة بتسميمه بنوفيتشوك.

لكن بوتين اعترف بوضع نافالني تحت المراقبة، وقال إن ذلك كان مبرراً بأن جواسيس الولايات المتحدة كانوا يقدمون المساعدة للمدون، حسب زعمه.

وأشار تقرير استقصائي قامت به مجموعة التقصي "بيلينغكات" إلى قيام جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (إف إس بي) بتتبع نافالني على الرغم من النفي الرسمي. وسمت بيلينغكات عملاء يشتبه في قيامهم بتسميم نافالني.

بعد ذلك، تخفّى نافالني متظاهراً بأنه مسؤول أمني روسي كبير في اتصال عبر الهاتف بأحد العملاء وسجل اعترافاً من هذا العميل.

وكان الاتحاد الأوروبي قد فرض عقوبات على ستة مسؤولين روس كبار ومركز أبحاث أسلحة كيميائية روسي، متهما إياهم بالتورط المباشر في تسميم نافالني. وردت روسيا بفرض عقوبات مقابلة.

وكانت هناك هجمات سابقة على نافالني؛ ففي عام 2019 شخصت إصابته بـ"التهاب الجلد التماسي" أثناء وجوده في السجن، حيث أشار طبيبه وقتها إلى أنه ربما تعرض لـ"عامل سام".

كما استُهدف مرتين بصبغة خضراء مطهرة تعرف باسم "زيليونكا" وتعرض لحروق كيميائية في أحد عينيه.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية