"رفعت عيني للسما".. فيلم وثائقي يبرز طموحات فتيات مصر يشارك في مهرجان كان

"رفعت عيني للسما".. فيلم وثائقي يبرز طموحات فتيات مصر يشارك في مهرجان كان

 

لمدة أربع سنوات متواصلة وعين الكاميرا تتتبع فرقة مسرحية مؤلفة من فتيات في قرية نائية في صعيد مصر، لتلتقط أحلامهن وطموحاتهن قبل سن الرشد، وتخرج بفيلم وثائقي نسوي "رفعت عيني للسما" يشارك في مسابقة أسبوع النقاد في الدورة الـ77 لمهرجان كان السينمائي المقام من 14 إلى 25 مايو الجاري.

وسجل المخرجان ندى رياض وأيمن أمير لقطات تدريبات العروض المسرحية، ولقطات أخرى شخصية لحوارات بين حبيبين أو أب وابنته، تتخللها لحظات اتخاذ القرارات الصعبة التي يتعين على الفتيات اتخاذها لتحديد مسارهن بعد بلوغ سن الرشد.

ماجدة تحلم بدراسة المسرح في القاهرة، وتريد مونيكا أن تصبح مغنية مشهورة، فيما هايدي ملاحقة باستمرار من شاب وسيم يحاول كسب ودها، وتتداخل لحظات جرأة للفتيات ينتقدن المجتمع الذكوري، كما يخضن في قضايا تعتبر جريئة بالمنظور المحلي.

ولكن سرعان ما تفرض تحديات الحياة نفسها، وتجد المراهقات المنتميات إلى الأقلية القبطية المسيحية في مصر أنفسهن في مواجهة هذه المفاهيم على أرض الواقع.

وقالت المخرجة ندى رياض إن الفيلم يحمل طابعا "نسويا متعمدا بكل تفاصيله، لكني أعتقد أنه أُملي أيضا بما كانت تفعله هذه المجموعة الملهمة من النساء بالفعل"، وأضافت "الأمر مذهل لأنهن يطالبن بإجابات حول أشياء مهمة للغاية ويفتحن حوارا مع الجميع في مجتمعهن".

وأوضح الأمير من جانبه أن التحدي الرئيسي تمثل في توليف 100 ساعة من اللقطات لسرد قصة الفتيات المراهقات خلال انتقالهن إلى مرحلة سن الرشد، ونقل جانب نادرا ما يُرى من مصر، "معظم الأفلام السائدة في مصر تحكي قصصا عن العيش في مجمعات سكنية مغلقة والتسوق في مراكز تجارية"، لكن "من النادر جدا أن نرى قصصا تدور أحداثها في الجنوب خارج القاهرة أو الإسكندرية، وأن نرى فتيات مثل هؤلاء الفتيات على الشاشة".

وللفيلم الوثائقي موزع فرنسي، لكن صانعي العمل يأملان أيضا في عرضه على نطاق واسع في مصر، بما في ذلك المناطق الريفية في الجنوب.

وتمكن ستة من الممثلين في الفيلم من حضور العرض الأول في مهرجان كان، بعد محاولات حثيثة في اللحظات الأخيرة للحصول على جوازات سفر وتأشيرات دخول أولى لهم في الوقت المحدد.

مونيكا، إحدى الفتيات التي كانت تطمح لأن تصبح مغنية مشهورة، هي أمُ طفلين الآن، لكن على السجادة الحمراء، شغلت منسقة الأغاني أغنية ذات إيقاعات جذابة قدمتها مع منتج مصري شهير يدعى مولوتوف في نهاية الفيلم.

وجرى اختيار فيلم “رفعت عيني للسما”، لينافس في المسابقة الرسمية لأسبوع النقاد لمهرجان كان لعام 2024، ويعد الفيلم المصري الوحيد الذي تم اختياره رسميا للمنافسة هذا العام، مع ستة أفلام عالمية من الولايات المتحدة والبرازيل وفرنسا والأرجنتين وبلجيكا وتايوان، وأول فيلم تسجيلي مصري، يتم اختياره للمسابقة منذ تأسيسها.

وينافس الفيلم المصري على أكثر من سبعة جوائز عالمية للمهرجان، بداية من الجائزة الكبرى كأفضل فيلم سينمائي لهذا العام، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة، وجائزتي أفضل ممثل وأفضل ممثلة، بجانب جائزة أفضل سيناريو وجائزة التوزيع.

فيلم “رفعت عيني للسما” بطولة فريق مسرح بانوراما برشا بالصعيد، ماجدة مسعود وهايدي سامح ومونيكا يوسف ومارينا سمير ومريم نصار وليديا هارون ويوستينا سمير مؤسسة الفريق، ومن إنتاج فلوكة فيلمز، المنتج المنفذ محمد خالد ومساعدا الإخراج هاميس البلشي وضحى حمدي، ومديرو التصوير دينا الزنيني وأحمد إسماعيل وأيمن الأمير، وتسجيل الصوت مصطفى شعبان وسامح نبيل وأسامة جبيل وشدوى علي، بينما المونتاج لكل من فيرونيك لاجوارد وأحمد مجدي مرسي وأيمن الأمير وندى رياض.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية