«سي بي إس نيوز»: أكثر من 25 مليون سوداني يعانون الجوع

كشف تقرير أمريكي أن أكثر من 25 مليون سوداني يعانون الجوع، أي ما يزيد على نصف سكان البلاد، بينهم 3.2 مليون طفل دون سن الخامسة يواجهون سوء تغذية حاداً، لافتا إلى أنه رغم ضخامة الأزمة، لا تحظى الحرب في السودان بالاهتمام الإعلامي الكافي، إذ توارت خلف صراعات أخرى مثل الحرب في غزة وأوكرانيا، فيما باتت حياة الملايين، وخاصة الأطفال، مهددة بالمجاعة القاتلة.

وأفاد تقرير لشبكة "سي بي إس نيوز" الأمريكية اليوم الخميس بأن المنظمات الإنسانية كانت تكافح بالفعل لمواجهة المجاعة، إلا أن قرار الإدارة الأمريكية بتجميد المساعدات الخارجية لمدة 90 يومًا زاد الوضع سوءًا، وأشار التقرير إلى أن هذه الخطوة قد تحول الأزمة إلى مأساة إنسانية واسعة النطاق.

في أحد مخيمات اللاجئين، وثّقت الشبكة وصول طفل في حالة صحية حرجة بسبب الجوع، حيث أكدت فرق اليونيسيف أن معظم الأطفال الذين خضعوا للفحص يعانون من سوء التغذية الحاد، ما يهدد حياتهم بشكل مباشر.

نداءات استغاثة من داخل السودان

في مستشفى "البولك" بأم درمان، الذي يقع على بُعد 12 ميلاً فقط من القتال في الخرطوم، يواجه الأطباء تحديات هائلة، وأوضح الدكتور محمد فاضل، المتطوع مع منظمة أطباء بلا حدود، أن الوضع في السودان "يائس تمامًا".

في مستودع تابع لبرنامج الغذاء العالمي في بورتسودان، تتراكم أكياس الدخن الممولة من الولايات المتحدة، دون أن تصل إلى من يحتاجون إليها بسبب العراقيل الإدارية، بينما يواصل ملايين السودانيين معاناتهم مع الجوع.

الغذاء.. سلاح في الحرب

بات الطعام أداة في الصراع، حيث يمنع الطرفان المتنازعان وصول المساعدات الغذائية إلى ملايين الجائعين، وأكدت ليني كينزلي، المسؤولة في برنامج الغذاء العالمي، أن تعليق المساعدات ليس الخيار الصحيح في هذا الوقت، قائلة: "كل تأخير يعني فقدان الأرواح".

يذكر أن الولايات المتحدة كانت أكبر داعم لبرنامج الغذاء العالمي في السودان، حيث خصصت إدارة بايدن أكثر من ملياري دولار للاستجابة الإنسانية منذ سبتمبر 2024، منها 424 مليون دولار تم التعهد بها حديثًا، ورغم ذلك، فإن المساعدات العالقة بسبب البيروقراطية تزيد من تفاقم الأزمة.

مع تفاقم الأزمة، يواجه السودان كارثة إنسانية متصاعدة، حيث يحكم الجوع قبضته على ملايين الأبرياء، بينما تظل المساعدات عالقة وسط الصراعات السياسية والبيروقراطية.