أمين عام الأمم المتحدة يدين مقتل مئات المدنيين في مخيم النصيرات

أمين عام الأمم المتحدة يدين مقتل مئات المدنيين في مخيم النصيرات
أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن أسفه الشديد وإدانته مقتل مئات المدنيين الفلسطينيين وإصابة مئات آخرين، وذلك في سياق عملية إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الأربع، في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

جاء ذلك على لسان المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك خلال مؤتمر صحفي عقده في نيويورك، أكد فيه مجددا ترحيب الأمين العام بنبأ إطلاق سراح الرهائن وعودتهم إلى أحبائهم. إلا أنه قال: "إن أي خسارة في الأرواح هي مأساة، ومرة ​​أخرى نحث بقوة جميع الأطراف على إعطاء الأولوية لحماية المدنيين الذين يتحملون وطأة هذا الصراع، وخاصة النساء والأطفال. على الجميع التزامات بموجب القانون الدولي، وعليهم أن يمتثلوا لهذه الالتزامات" وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

مستشفيات مثقلة بالجرحى

وأفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بأن العملية العسكرية الإسرائيلية في مخيم النصيرات تجاوزت القدرة المحدودة أصلا للمستشفيات على الاستجابة، وخاصة مستشفى الأقصى في دير البلح ومجمع ناصر الطبي في خان يونس.

وبحسب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فقد أفادت بعثة مشتركة بين وكالات الأمم المتحدة إلى مستشفى الأقصى يوم السبت بأن المنشأة كانت تستضيف حوالي 700 مريض، "وهو ما يقرب من 5 أضعاف طاقتها الاستيعابية، ولا يزال هناك مولد واحد فقط في المستشفى يعمل".

وقال دوجاريك إن غزة تعاني من نقص حاد في الوقود، مما يؤثر بشدة على مرافق المياه والصرف الصحي الحيوية ويحد من وصول الناس إلى المياه. وأضاف: "يقول زملاؤنا من الأونروا إن العديد من العائلات النازحة في غزة تضطر إلى الاعتماد على مياه البحر القذرة لتلبية احتياجاتها اليومية. إن ارتفاع درجات الحرارة ونقص النظافة يجعل الوضع السيئ بالفعل أسوأ".

توقف العمليات على الرصيف العائم

من جانبه، قال برنامج الأغذية العالمي إنه أوقف مؤقتا عملياته في الرصيف العائم الذي أقامته الولايات المتحدة "حتى إجراء تقييم شامل للوضع الأمني ​​لضمان سلامة الموظفين والشركاء".

ورحب البرنامج بالإغاثة التي تم تلقيها من خلال الرصيف منذ بدء تشغيله، حيث تم تسليم حتى الآن ما مجموعه 85 شاحنة تابعة له تحمل حوالي 748 طنا متريا من الإمدادات الإنسانية.

وردا على أسئلة الصحفيين، قال دوجاريك إنه "من الطبيعي بعد حدوث مثل هذه العملية مع هذا العدد الكبير من الضحايا أن يتوقف زملاؤنا في المجال الإنساني للحظة، وينظروا في الوضع". وأعرب عن أمله في إمكانية استعادة عمليات الأمم المتحدة من الرصيف في أسرع وقت ممكن.

وقال إن المنظمة اطلعت على التقارير الإعلامية وأخذت علما بالتصريحات التي أدلت بها الولايات المتحدة بأن الرصيف لم يستخدم في العملية من قبل القوات الإسرائيلية في مخيم النصيرات. وأضاف أنه ليس لديه أي معلومات مؤكدة عن هذه التقارير، لكنه شدد على أهمية احترام الناس "للعمليات الإنسانية في أي مكان حول العالم ولاستقلال العاملين في المجال الإنساني".

وأضاف: "لقد تحدثنا كثيرا عن أن أفضل حماية لدينا -نظرا لأننا لا نحيط أنفسنا بحراس مسلحين- هي المجتمعات نفسها ونأمل بشدة أن يستمر ذلك".

مؤتمر الأردن

وفي الأثناء، وصل الأمين العام إلى الأردن لحضور المؤتمر رفيع المستوى حول المساعدات الإنسانية العاجلة لغزة والذي سيبدأ اليوم الثلاثاء بدعوة من العاهل الأردني والرئيس المصري والأمم المتحدة. 

ومن المتوقع أن يلقي غوتيريش الضوء في كلمته على الأوضاع المؤسفة في غزة، وأن يجدد دعواته لوقف إطلاق النار والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة.

الحرب على قطاع غزة                 

عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر الماضي قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف في الضفة الغربية.

وأسفر القصف عن مقتل أكثر من 37 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 82 ألف جريح، إضافة إلى نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.

ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.

وعلى الجانب الإسرائيلي قتل نحو 1140 شخصا بينهم أكثر من 600 من الضباط والجنود منهم 225 منذ بداية الهجوم البري في قطاع غزة، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 6 آلاف جندي بالإضافة إلى نحو 240 أسيرا تحتجزهم "حماس"، تم الإفراج عن بعضهم خلال هدنة مؤقتة. 

وتواصل إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة ورغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".

ولا يزال الجيش الإسرائيلي مستمرا في قصفه على مناطق مختلفة في القطاع منذ السابع من أكتوبر، مخلفا دمارا هائلا وخسائر بشرية كبيرة ومجاعة أودت بحياة العديد من الأطفال والمسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.

 

 

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية