أمطار وفيضانات تجبر السلطات على عمليات إخلاء للسكان في لاس فيغاس
أمطار وفيضانات تجبر السلطات على عمليات إخلاء للسكان في لاس فيغاس
دفعت التحذيرات من الأمطار الغزيرة والفيضانات في نيو مكسيكو المسؤولين إلى إصدار أوامر بالإخلاء الإلزامي لأجزاء من لاس فيغاس مع إنشاء ملاجئ للسكان النازحين.
وأعلن مكتب دائرة الأرصاد الجوية الوطنية حال الطوارئ بسبب الفيضانات التي اجتاحت المنطقة، ليل الجمعة وحتى وقت مبكر من اليوم السبت.
وشملت المناطق المتضررة لاس فيغاس والمجتمعات القريبة من ألبوكيركي، وفقا لوكالة أسوشيتد برس.
وقالت هيئة الأرصاد الجوية إن أمطارا بمنسوب يصل إلى أكثر من 5 سنتيمترات سقطت بحلول وقت متأخر من أمس الجمعة مع توقع هطول أمطار إضافية بمعدل يصل إلى 3.8 سنتيمتر خلال الليل.
وأشارت هيئة الأرصاد إلى أن فيضانات حدثت مع إغلاق العديد من الطرق في الجانبين الشمالي والغربي من لاس فيغاس.
وأعلنت سلطات بلدية لاس فيغاس عن عمليات إخلاء إلزامية لأجزاء من المدينة في منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، محذرة السكان بالاستعداد للمبيت.
وقالت المدينة إنها أنشأت مراكز إيواء للسكان في الجانبين الغربي والشرقي للمدينة.
وطلبت حكومة المدينة من السكان الحد من استخدام المياه غير الضرورية، مع توضيح أيضا أن الشائعات عبر الإنترنت التي تشير إلى انهيار سدود المياه في المدينة كاذبة وأن السدود "سليمة حاليا".
كما عانت نيو مكسيكو من حرائق غابات مدمرة هذا الأسبوع أدت إلى مقتل شخصين على الأقل وأجبرت الآلاف على الفرار من النيران.
ودمرت حرائق ساوث فورك وسولت في جنوب وسط نيو مكسيكو ما يقدر بنحو 1400 مبنى أو ألحقت بها أضرارا.
وخططت مديرة الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ ديان كريسويل وحاكمة ولاية نيو مكسيكو ميشيل لوغان غريشام للقيام بجولة في المنطقة المنكوبة اليوم السبت.
قضية التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
اتفاق تاريخي
وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي والتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة.
وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.
ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".