سويسرا ترفع مستويات التأهب وتخلي العديد من المناطق جراء الفيضانات الشديدة

سويسرا ترفع مستويات التأهب وتخلي العديد من المناطق جراء الفيضانات الشديدة

 

رفعت الحكومة السويسرية، مستويات التأهب وقامت بإخلاء العديد من المناطق، حيث تسببت الأمطار الغزيرة بكانتون فاليه جنوبي البلاد في حدوث فيضانات شديدة.

وتسببت الفيضانات أيضا في عزل مدينة زيرمات الوجهة السياحية الشهيرة الواقعة بالقرب من جبل ماترهورن الشهير، عن العالم الخارجي بعدما شهدت اضطرابات شديدة يوم أمس الجمعة عندما فاض نهر مسالة فيسبا جزئيا كما أوقفت سكة حديد ماترهورن-جوتهارد عملياتها وفقا لشبكة يورو نيوز الأوروبية.

وتشعر السلطات في فاليه بالقلق بشكل خاص بشأن نهر الرون وروافده، التي تهدد بالفيضان، حيث كانت مستويات المياه في نهر الرون مرتفعة منذ الصباح، ومن المتوقع أن تصل إلى ذروتها بحلول وقت متأخر من المساء، مما يشكل خطر حدوث المزيد من الفيضانات والانهيارات الأرضية.

واستجابة لذلك، رفع المسؤولون المحليون مستوى التحذير في الكانتون بأكمله إلى مستوى التنبيه، مما يشير إلى الحاجة إلى زيادة المراقبة والاستعداد لتدابير الطوارئ.

وفي بلدية تشيبيس، تم إجلاء حوالي 30 ساكنا كإجراء احترازي، كما رفعت السلطات الفيدرالية السويسرية مستوى الخطر في أجزاء من فاليه إلى ثاني أعلى مستوى، وهو المستوى 4.

ونصحت السلطات، السكان والزوار بتجنب مجاري المياه والامتناع عن الوقوف على الجسور والحد من الحركة بالقرب من المناطق المتضررة ولا يُنصح بتصوير أحداث العاصفة أو تصويرها لأسباب تتعلق بالسلامة.

ومع حالة التأهب القصوى في المنطقة بأكملها، تعمل السلطات المحلية والاتحادية بجد للتخفيف من تأثير الفيضانات وضمان سلامة السكان والسياح على حد سواء.

قضية التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

اتفاق تاريخي

وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي والتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة.

وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.

ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية