غضب في اليونان بعد اندلاع حريق غابات بسبب ألعاب نارية

غضب في اليونان بعد اندلاع حريق غابات بسبب ألعاب نارية

قال رجال الإطفاء، إن حريق غابات في جزيرة هيدرا السياحية اليونانية قرب أثينا اندلع بسبب ألعاب نارية أطلقت من يخت، مما أثار غضبا عارما في البلاد.

وأعلنت السلطات في اليونان، عن أن الحريق الذي بدأ مساء الجمعة تمت السيطرة عليه، بحسب ما ذكرت وكالة فرانس برس.

وقال فريق الإطفاء الموسمي بالجزيرة على فيسبوك، إن الحريق "نتج من ألعاب نارية تم إطلاقها من قارب وأشعلت النيران في غابة الصنوبر الوحيدة في الجزيرة في مكان يصعب الوصول إليه وليس هناك طريق فيه".

وقال عمدة الجزيرة غيورغوس كوكوداكيس لقناة "إي آر تي" التلفزيونية العامة، إنه "غاضب من قيام بعض الأشخاص بإشعال الحرائق بهذه الطريقة غير المسؤولة".

وأضاف أن "البلدية سترفع دعوى مدنية ضد المسؤولين عن الحريق فور انتهاء التحقيق الأولي".

وأثار الخبر أيضا غضبا على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأكد بيان صادر عن خدمات الإطفاء توقيف 13 شخصا السبت بتهمة التسبب باندلاع الحريق بعد تحقيقات أجراها عناصر الإطفاء ستقدم نتائجها إلى النيابة العامة الأحد.

وقامت اليونان مؤخرا بتشديد العقوبات على الحرق المتعمد.

ويمكن الآن الحكم على مفتعلي الحرائق بالسجن لمدة تصل إلى 20 عامًا وغرامة تصل إلى 200 ألف يورو.

كذلك طالب كوكوداكيس السلطات بالتحرك لافتا إلى أن "الجزيرة ليس فيها طرق داخل الغابات" تسمح لرجال الإطفاء بالوصول إلى مناطق معينة.

ودعت الحماية المدنية السبت إلى أقصى درجات اليقظة فيما خطر الحرائق "ما زال مرتفعا جدا" خصوصا في منطقة أتيكا المحيطة بالعاصمة اليونانية وفي بيلوبونيز (جنوب) وفي وسط البلاد.

وأدى اندلاع حريق في جزيرة أندروس اليونانية إلى إخلاء 4 قرى وتحرك قاذفتي مياه و6 مروحيات. ويُتوقع أن تصل تعزيزات من أثينا في المساء.

وقضى رجل يبلغ 55 عاما من سكان بلدة ميرتيا في بيلوبونيز الجمعة بحريق غابات.

وتمّ تسجيل 45 حريقاً جديداً أجّجتها الرياح القوية في البلاد، خصوصاً في بيلوبونيز، حسب ما أفاد عناصر إطفاء.

خطر كبير

ومنذ الأربعاء، واصلت السلطات التحذير من "خطر كبير جدا" لاندلاع حرائق غابات بسبب رياح قوية وارتفاع الحرارة التي وصلت في بعض المناطق إلى 40 درجة مئوية.

وتستعدّ اليونان المعتادة على موجات الحر منذ أسابيع، لصيف صعب ولاندلاع حرائق الغابات بشكل خاص، بعدما شهدت شتاء هو الأقل برودة في تاريخها.

وشهدت الدولة المتوسطية أول موجة حر الأسبوع الماضي، مع وصول درجة الحرارة إلى أكثر من 44 مئوية.

وفي عام 2023، شهدت هذه البلاد حرائق مدمّرة وموجة قيظ استمرّت أسبوعين تخطّت خلالها الحرارة 40 مئوية.

ويؤكد خبراء أن ارتفاع درجات الحرارة الناجم عن انبعاثات الوقود الأحفوري التي يسببها الإنسان يؤدي إلى إطالة موسم الحرائق وزيادة المساحات المحروقة.

قضية التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

اتفاق تاريخي

وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي والتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة.

وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.

ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".


 


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية