152 شهيداً في 9 أشهر.. ما طرق إسرائيل لاستهداف الصحفيين في فلسطين؟

152 شهيداً في 9 أشهر.. ما طرق إسرائيل لاستهداف الصحفيين في فلسطين؟

رئيس مكتب الإعلام الحكومي: الجيش الإسرائيلي لا يلقي بالاً لكل الأعراف والمواثيق الدولية

وكيل نقابة الصحفيين المصريين: الصحفي الفلسطيني نجح في كشف زيف الرواية الإسرائيلية رغم القمع والتنكيل

مدير منتدى الإعلاميين الفلسطينيين: غزة من أخطر بيئات العمل على الصحفيين وفرسان الإعلام مستمرون في أداء واجبهم

مسؤول حقوقي: نرصد ونوثق الانتهاكات الإسرائيلية لإتاحتها أمام لجان التحقيق والجهات القضائية

مراسل التلفزيون العربي: العدوان لا يفرق بين أحد وكلما زادت الجرائم زاد إصرارنا على نقل الحقيقة 

أمين سر نقابة الصحفيين: تم رصد وتوثيق الانتهاكات الإسرائيلية لتقديمها للمحكمة الجنائية الدولية

 

غزة- عبدالغني الشامي

يقوم الصحفيون الفلسطينيون بدور بطولي في تغطية حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها سكان قطاع غزة منذ 9 أشهر متواصلة على يد الجيش الإسرائيلي سقط خلالها 152 قتيلا وعشرات الجرحى، ورغم الاستهداف الإسرائيلي المتعمد للصحفيين وعائلاتهم ومؤسساتهم ومعداتهم؛ انتقاما من فضح جرائمها وسعيا لتكميم أفواههم وإسكات صوتهم كي تمر مجازرها بصمت بعيدا عن أعين العالم فإن الكلمة الحرة تأبى الترهيب ويستمر نضال الصحفيين صوتا وصورة تحت لهيب النيران لنقل المعاناة الإنسانية وجرائم الحرب الإسرائيلية رغم الثمن الباهظ الذي يدفعونه يوما بعد يوم.

الصحفيون هدف للجيش الإسرائيلي

وفي حديثه إلى "جسور بوست" قال رئيس مكتب الإعلام الحكومي في غزة، سلامة معروف، إن الجيش الإسرائيلي جعل الصحفيين ووسائل الإعلام هدفا له، وهذا الأمر اتضح من خلال العدد الكبير من الضحايا الذين ارتقوا والذين وصل عددهم إلى 152 شهيدا من الصحفيين وغالبيتهم العظمى تم اغتيالهم خلال أدائهم مهامهم الميدانية فضلا عن إصابة ما لا يقل عن 70 صحفيا خلال فترة العدوان وتدمير أكثر من 200 مقر لمؤسسات إعلامية محلية وعربية ودولية.

وأضاف "معروف": “هذا بالإضافة إلى الانتهاك المتمثل في منع إدخال الصحافة الأجنبية إلى قطاع غزة منذ اليوم الأول للعدوان”.

 سلامة معروف

وأوضح أن الجيش الإسرائيلي لم يكتفِ باستهداف الصحفيين ميدانيا خلال التغطية، وإنما لاحقهم حتى في داخل البيوت واستهدف عائلاتهم كما حدث مع أكثر من زميل أبرزهم ما حدث مع عائلة الزميل الصحفي وائل الدحدوح.

وقال معروف: "واضح أن الجيش الإسرائيلي لا يأبه ولا يلقي بالا لكل الأعراف والمواثيق الدولية التي تضمن حرية الرأي والتعبير وتضمن حرية ممارسة العمل الإعلامي".

وطالب المسؤول الفلسطيني بالضغط على السلطات الإسرائيلية واتخاذ مواقف حقيقية وجادة أقلها موقف عملي بشطب عضوية إسرائيل من كل المحافل المعنية بحرية الرأي والتعبير وفضح جرائمها بحق الصحفيين.

كشف زيف الرواية الإسرائيلية

وفي السياق، شدد وكيل نقابة الصحفيين المصريين، محمود كامل، على أنه من الصعب لأي صحفي في العالم وصف ما يتعرض له الصحفي الفلسطيني خلال حرب الإبادة، مؤكدا أن الصحفي الفلسطيني وحده هو الأجدر بشرح ذلك.

ونوه كامل في حديثه لـ"جسور بوست"، إلى بعض ما يتعرض له الصحفي الفلسطيني خلال التغطية من قتل وتخويف وتهديدات وقمع، مؤكدا أن كل ذلك القمع لم يفت من عضد الصحفيين الذين واصلوا عملهم بكل شجاعة ولم يتراجعوا رغم الثمن الذي قدموه.

محمود كامل

وقال: "بعد 9 شهور من القمع والتنكيل، لا الصحفيون الفلسطينيون تراجعوا عن أداء مهمتهم المهنية في الأساس والوطنية في المرتبة الثانية، ولا الشعب الفلسطيني استجاب لمخطط التهجير، ولا كل المخططات الصهيونية نجحت في أن تصل لهدفها".

وأضاف “كامل”: "نجح الصحفي الفلسطيني في نقل الحقيقة، ونجح في كشف زيف الرواية الإسرائيلية والرواية الغربية التي كانت مع بداية العدوان ومنذ السابع من أكتوبر هي الرائجة".

وتابع النقابي المصري: "الأمور حتى على المستوى الدولي تتغير بسبب الصحفيين الفلسطينيين الذي نجحوا بالفعل نقل الحقيقة ونقل الصورة حتى ولو جزء من الواقع الذي يتم في غزة وليس كل ما يتم في غزة، وهذا كان السبب الرئيسي في كشف زيف الرواية الإسرائيلية".

غزة أخطر بيئة للعمل الصحفي

بدوره، اعتبر مدير منتدى الإعلاميين الفلسطينيين، محمد ياسين، أن بيئة العمل الصحفي في قطاع غزة من أخطر بيئات العمل على الصحفيين في ظل الاستهداف المتعمد والمقصود والممنهج من قبل الجيش الإسرائيلي والذي برز أشد ما يكون خلال العدوان المتواصل على قطاع غزة منذ أكتوبر الماضي.

وقال ياسين لـ"جسور بوست": "الجيش الإسرائيلي يستهدف الصحفيين وأسرهم وبيوتهم ومكاتبهم بالقصف وباعتقال الصحفيين وذويهم وبتعقيد إمكانية العمل بشكل يحول دون قدرة الصحفيين على أداء دورهم على النحو الأمثل في ظل منع كل مقومات الحياة إجمالا في قطاع غزة ابتداء من قطع الكهرباء وتأثير ذلك على عمل وسائل الإعلام".

وأضاف: "اضطرت الإذاعات المحلية في قطاع غزة للتوقف عن العمل بعد استهداف شبكات الاتصال والإنترنت وإضعافها وبالتالي عجز كثير من الصحفيين عن مواصلة أعمالهم ومتابعة الأحداث والمستجدات والتواصل مع وسائل الإعلام التي يتعاملون معها في ظل شبكة الاتصالات ضعيفة رديئة وفي ظل إنترنت غير منتظم ويعانون في ذلك الأمرين".

محمد ياسين

التغطية مستمرة

وقال: "لكن رغم بشاعة العدوان الإسرائيلي وحجم الاستهداف الكبير للصحفيين ووسائل الإعلام فإن فرسان الإعلام الفلسطيني يكافحون ويبذلون قصارى جهودهم ويواصلون الليل بالنهار من أجل نقل قضية الشعب الفلسطيني ومعاناته للعالم أجمع، وشعارهم في ذلك أن التغطية مستمرة رغم حالة الإرهاق والإجهاد التي مست الصحفيين جراء طول فترة العدوان وحرب الإبادة وتأثير ذلك على الحالة النفسية والمعنوية للصحفيين جراء المشاهد الدموية والبشعة التي يشاهدونها ويتعاملون معها على مدار اللحظة جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة".

وأضاف: "الاحتلال الإسرائيلي يسعى من خلال هذا الاستهداف الكبير للصحفيين ووسائل الإعلام إلى منع فضح جرائم الإبادة التي يرتكبها بحق المدنيين والتغطية على جرائمه والحيلولة دون تجنيد الرأي العام الدولي لصالح القضية الفلسطينية ومنع التضامن مع الشعب الفلسطيني وكذلك لترهيب فرسان الإعلام الفلسطيني عن أداء دورهم وواجبهم الوطني والمهني". 

وأوضح ياسين، أن منتدى الإعلاميين الفلسطينيين يتابع ويرصد الانتهاكات الإسرائيلية بحق الصحفيين، ويصدر التقارير الخاصة بذلك والبيانات التي تفضح هذا الاستهداف، ويخاطب الجهات المختلفة بما فيهم اتحاد الصحفيين العرب والاتحاد الدولي للصحفيين بضرورة التحرك لحماية الصحفيين ومحاسبة الاحتلال على جرائمه بحق فرسان الإعلام الفلسطيني.

وشدد على ضرورة وقف العدوان الغاشم على قطاع غزة، وتفعيل القوانين الدولية التي تكفل الحماية للصحفيين في مناطق الصراع.

وطالب بضرورة محاسبة إسرائيل على جرائمها بحق فرسان الإعلام الفلسطيني، ودعم وإسناد الصحفي الفلسطيني من خلال التضامن العملي معه وترجمة بيانات التضامن وشعارات التضامن إلى واقع ملموس يكفل دعم الصحفي الفلسطيني ماديا ومعنويا وبما يمكنه من القدرة على أداء دوره ورسالته في خدمة القضية الفلسطينية.

محاولة طمس الحقيقة 

واتهم منسق التحقيقات والشكاوى في الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان المحامي بكر التركماني، دولة إسرائيل بمحاولة طمس الحقيقة من خلال الاستهداف المباشر للصحفيين الفلسطينيين.

وقال التركماني، لـ"جسور بوست": “جميعنا يعلم تماما أن الهدف من هذه الاستهدافات هو طمس الحقائق وفضح الجرائم وتحديدا جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال تجاه المواطنين الآمنين في قطاع غزة”.

وأضاف: "ضمنت الكثير من المواثيق الدولية والاتفاقيات توفير الأمن والحماية وضمان السلامة للصحفيين خلال النزاعات وأوقات الحروب وكان هناك الكثير -إذا لاحظت- من الصحفيين يلتزمون بالإجراءات المُناطة بهم بالحد الأدنى للحماية، لكن ما شهدناه بالعكس هو عدم التزام وتجاوز وانتهاك من قبل الاحتلال الإسرائيلي تجاههم تحديدا في ما يتعلق باستهدافهم المباشر إضافة إلى استهداف المؤسسات الصحفية والمؤسسات ذات الطابع الإعلامي".

المحامي بكر التركماني

طمس جرائم الاحتلال

وتطرق إلى منع الاحتلال الإسرائيلي لكثير من وسائل الإعلام والصحفيين الأجانب من دخول قطاع غزة، “وهذا إن دل فإنما يدل أن هناك سياسة واضحة من قبل الاحتلال بطمس جرائمه التي يرتكبها في قطاع غزة تجاه المواطنين”.

وأضاف: "نحن في الهيئة نرصد ونتابع الكثير من الملفات وملفات الانتهاكات، ومن ضمن هذه الملفات التي نتابعها ملف الانتهاكات ضد الحريات الإعلامية الواقعة من قبل الجيش الإسرائيلي على الصحفيين ووسائل الإعلام سواء كان ذلك بتدمير المقرات الصحفية أو كان بالاستهداف المباشر أو غير المباشر للصحفيين، وبالتأكيد ما تجهزه الهيئة من ملفات ومن توثيقات سيكون متاحا أمام لجان التحقيق أو الجهات القضائية التي تحتاج إلى بيانات ومعلومات حول هذه الجرائم".

مخاطر لا يمكن وصفها

ويروي مراسل التلفزيون العربي في غزة، الصحفي أحمد البطة لـ"جسور بوست" المخاطر التي يتعرض لها الصحفي الفلسطيني، والتي قال إنها "لا توصف، ولا يمكن ذكرها لكثرتها".

وأضاف: "نحن نتحدث عن قصف واستهداف مباشر وملاحقة سواء بقصف منازل الأهل، أو الملاحقة والضغط على بعض المؤسسات لفصل موظفيها سواء المؤسسة الدولية أو حتى الملاحقة الأمنية من خلال منع السفر وضغوط كثيرة".

وتابع: "هذه الأشياء يتعرض لها الصحفي الفلسطيني حتى من قبل هذا العدوان، لكن في هذه الحرب كانت التحديات أكبر بكثير من المتخيل والمتوقع".

وشدد “البطة” على أن هذا العدوان لا يفرق بين أحد، مؤكدا أن الاستهداف مستمر وفي كل لحظة ومكان، منوهاً بأن معظم الزملاء الصحفيين فقدوا الكثير من عائلاتهم.

وتابع البطة، الذي قصف بيته وقتلت والدته وشقيقته وأبناءها: "المعاناة مستمرة حيث إنني تزوجت قبل شهرين من الحرب تقريبا، لم أرَ زوجتي منذ بداية الحرب وانتظر مولودتي الأولى وهي بعيدة عني حيث سافرت إلى خارج قطاع غزة".

أحمد البطة

وأضاف: "نحن منذ أن دخلنا مجال الصحافة ونعرف أننا في مهنة البحث عن المتاعب، تعرضنا للكثير من العراقيل والتحديات وقطع الإرسال والملاحقة والاستهداف، وكنا دائما نقول (التغطية لازم تظل موجودة والصورة على الهواء لازم ما توقف)".

وتابع: "نعسان لازم تظل مكمل، تعبان لازم تظل مكمل، الإرادة في نقل الصورة كان يعززها جرائم الاحتلال، يعني كلما قتل فينا زاد التحدي الشخصي والجمعي لكل الصحفيين باستمرار التغطية، لذلك أنا بعد يوم أو يومين من استشهاد والدتي عدت للعمل".

واصلت عملي رغم نزيف جرحي

ويروي المصور الصحفي محمد الصوالحة لـ"جسور بوست" رحلته مع الكاميرا منذ اليوم الأول للحرب وإصابته في يده ومواصلته التغطية رغم جرحه النازف.

وقال الصوالحة: "كنت في تغطية اجتياح مخيم النصيرات وسط قطاع غزة خلال أيام عيد الفطر، وكان يوم جمعة، وتوجهنا للتغطية وكنت قد أخذت الحيطة والحذر وكل أسباب السلامة والوقاية، والناس تخلي منازلها هربا من الاجتياح، ونحن نتقدم، حيث كان هناك إطلاق نار ورغم أنني أخذت ساترا للحماية فجأة أصبت من قبل قذيفة مباشرة في يدي".

وأضاف: "كنت ارتدي درع الصحافة، والخوذة المكتوب عليها صحافة PRESS، إلا أنني أصبت".

وتابع: "المكان الذي أصبت به كان بعيد كثيرا على أقرب مشفى، ولكنني آثرت أن أكمل عملي وبعد ذلك توجهت للمشفى لتلقي العلاج"، مؤكدا بقوله "عملي هو الرسالة التي يجب أن نوصلها حتى آخر رمق لكشف جرائم الاحتلال".

محمد الصوالحة

العمل من المشافي

وقال أمين سر نقابة الصحفيين الفلسطينيين عاهد فروانة إن العمل الصحفي في فلسطين عامة وقطاع غزة خاصة يتعرض لمخاطر كبيرة خصوصا بعد السابع من أكتوبر والذي يشهد أكبر مجزرة في التاريخ بحق الصحفيين.

وقال فروانة لـ"جسور بوست": "خلال هذه المدة القصيرة، نتحدث منذ السابع من أكتوبر وحتى الآن، قتل أكثر من 152 صحفيا وعاملا في قطاع الإعلام، بالإضافة إلى إصابة العشرات واعتقال أيضا عشرات من الصحفيين وتدمير أكثر من 80 مؤسسة صحفية تدميرا كاملا، بالإضافة إلى تدمير الكثير من المعدات والأمور اللوجستية التي تهم الصحفيين، إلى جانب منع إدخال معدات السلامة والوقاية وعدم إدخال الكاميرات الحديثة وحتى عدم السماح للصحفيين الأجانب بالدخول إلى قطاع غزة لتغطية هذا العدوان".

وأضاف: "كل ذلك يكشف حجم الاستهداف الإسرائيلي للصحفي الفلسطيني، ولم يعد الأمر خافيا على أي أحد، حتى الأمم المتحدة تحدثت عن هذا الأمر وعدد كبير من قادة دول العالم تحدثوا عن الاستهداف الذي يتم بشكل مباشر للصحفيين".

فضح جرائم الاحتلال

واعتبر فروانة أن ما يجري هو محاولة من أجل إسكات هذا الصوت الفلسطيني وعدم فضح جرائم الاحتلال أمام العالم، لأن الإعلام الفلسطيني أثبت أن له القدرة على فضح هذه الجرائم.

وقال النقابي الفلسطيني: "شاهدنا كيف أن الاحتلال الإسرائيلي ومنذ السابع من أكتوبر عمل على التضليل وبث الأكاذيب للإعلام والعالم الغربي من أجل أن يجند هذا العالم خلفه، لكن حجم المجازر والقتل وما قام به الصحفي الفلسطيني قلب هذه الرواية وقلب كل الأكاذيب التي تحدث بها الإعلام الإسرائيلي".

وأضاف: "تعددت صور الاستهداف للزملاء والزميلات الصحفيين فمنهم من قتل أثناء قيامه بعمله الإعلامي في الميدان باستهداف مباشر كما حدث مع عدة حالات خلال قيامهم بتغطيتهم الصحفية تم استهدافهم سواء من الطائرات الحربية أو من القناصة أو من الطائرات المسيرة أو غيرها من أدوات القتل التي يقوم بها الاحتلال".

وتطرق فروانة إلى استهداف الصحفيين داخل مؤسساتهم الإعلامية وأيضا داخل بيوتهم لأنه بعد تدمير المؤسسات الإعلامية اضطر الكثير من الصحفيين العمل من داخل بيوتهم أو من أماكن النزوح في المدارس أو في الخيام أو مراكز الإيواء لأنه لم يعد لهم مكان يمارسون فيه هذه المهنة وبالتالي اضطروا للعمل من داخل البيوت أو من داخل الخيام أو من مراكز الايواء وحتى تم استهدافهم بهذه المراكز وفي هذه البيوت، ما أدى إلى استشهادهم أو استشهاد عدد كبير من عائلاتهم سواء الأخوة أو الأب أو الأم أو الزوجة أو الأبناء أو غيرهم من أفراد العائلة.

وكشف أمين سر نقابة الصحفيين أن عددا كبيرا من الصحفيين اضطروا للعمل من داخل المستشفيات، وأن الاحتلال قام باستهدافهم كما حدث في مستشفى الشفاء وشهداء الأقصى وسط قطاع غزة حيث تمت إصابة واعتقال عدد من الصحفيين.

وأشار إلى أن الاحتلال لم يتورع على قصف الخيم التي كانت تؤوي الصحفيين والتي تحولت إلى مقار لعملهم بعد تعمد تدمير مؤسساتهم التي كانوا يعملون منها.

وقال فروانة: "أصبح الصحفي ينزح كما أبناء شعبنا الفلسطيني من مكان إلى آخر ويبحث عن المعلومة ويبحث عن الخبر من أجل إيصاله إلى العالم في ظل أسوأ الظروف وفي ظل انقطاع التيار الكهربائي".

وأضاف: "اضطررنا لاستخدام أدوات الطاقة البديلة وأيضا صعوبة الاتصالات والإنترنت وانقطاعه لعدة أيام وضعف شبكات الإنترنت وغيرها من الأمور التي تجعل العمل يتم في ظل أصعب الظروف سواء استهداف أو من ناحية قلة الإمكانيات أو غياب أدوات الأمن والسلامة أو من ناحية عدم توفر اللوجستيات".

عاهد فروانة

إسكات الصوت الفلسطيني

وشدد فروانة على أن الإعلام الفلسطيني والصحفي الفلسطيني استطاعا أن يفندا أكاذيب الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني.

وقال: “انقلبت الصورة تماما أمام الرأي العام الغربي الذي تجنَّد في اللحظات الأولى للرواية الإسرائيلية الكاذبة”.

وطالب النقابي الفلسطيني المجتمع الدولي بتوفير الحماية للصحفي الفلسطيني وتوفير معدات الأمن والسلامة، والضغط على دولة إسرائيل من أجل وقف استهداف الصحفيين وتمكينهم من أداء رسالتهم الإعلامية.

توثيق كل الجرائم بحق الصحفيين

وقال: "نقابة الصحفيين الفلسطينيين منذ اللحظة الأولى لهذا الاعتداء وحتى قبل السابع من أكتوبر وهي توثق جميع الجرائم التي ترتكب بحق الزملاء والزميلات الصحفيين، وقامت برفع قضية على دولة إسرائيل أمام محكمة الجنايات الدولية بعد استهداف الزملاء الصحفيين ياسر مرتجى وأحمد أبوحسين في عام 2018 خلال مسيرات العودة وأيضا اغتيال الزميلة الصحفية شيرين أبوعاقلة في منتصف عام 2022 وأيضا إصابة الصحفيين معاذ عمارنة وجعفر شتيه، بالإضافة إلى تدمير أكثر من 30 مؤسسة صحفية في عدوان 2021 على قطاع غزة".

وأضاف: "كل ذلك الملف الكبير والكامل قدمته نقابة الصحفيين بالتعاون مع الاتحاد الدولي للصحفيين ومع محامين دوليين مختصين في هذا المجال، إذ قدمت هذا الملف إلى محكمة الجنايات الدولية والآن بعد السابع من أكتوبر هذا الملف كبر وتعاظم بفعل حجم الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين وهذا العدد الكبير من القتلى الصحفيين وأيضا من المصابين المعتقلين من المؤسسات المدمرة، النقابة ترصد كل ذلك وتعمل على إعداد الملفات الكاملة المتكاملة بالتعاون مع الاتحاد الدولي للصحفيين والمؤسسات الحقوقية الدولية والمحامين الدوليين المختصين بهذا الشأن".

وكشف فروانة أن النقابة حصلت على توكيلات من أهالي الزملاء والزميلات الصحفيين الذين قتلوا ومن الزملاء الصحفيين الذين أصيبوا وكذلك من الصحفيين في الضفة الغربية والقدس لتوكيل النقابة والمحامين الدوليين والاتحاد الدولي للصحفيين برفع قضايا بأسمائهم إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاسبة إسرائيل على جرائمها بحق الصحفيين والفلسطينيين بشكل عام. 

وتشن إسرائيل هجوما جويا وبريا على غزة منذ أكتوبر الماضي، وتعهدت بتدمير حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) بعد أن شن مسلحون من الحركة في السابع من أكتوبر 2023 هجوما أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص، أغلبهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.

وأدت العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، المستمرة منذ نحو 8 أشهر، إلى مقتل أكثر من 37 ألف شخص في القطاع، أغلبهم نساء وأطفال، وفقا للسلطات الصحية في غزة وتُجرى حاليا مفاوضات لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية