بوساطة مثمرة.. الإمارات تنجح في إعادة مئات المحتجزين بروسيا وأوكرانيا لذويهم

بوساطة مثمرة.. الإمارات تنجح في إعادة مئات المحتجزين بروسيا وأوكرانيا لذويهم

نجحت الدبلوماسية الإماراتية في إتمام عدد من عمليات تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا منذ بدء العملية العسكرية الروسية في فبراير من عام 2022، حيث أسفرت هذه الجهود عن إطلاق سراح المئات من الجانبين وعودتهم مجددا إلى ذويهم.

يأتي ذلك في إطار الجهود الإماراتية لإحلال السلام، وتؤكد تلك النجاحات المكانة الكبيرة لدولة الإمارات ودورها المهم كشريك في إنجاح مبادرات السلام على المستويين الإقليمي والدولي، وتبرز ثقة العالم وتقديره لجهود ووساطات الإمارات، وذلك انطلاقا من إرثها الإنساني ورسالتها الحضارية القائمة على إعلاء قيم السلام والمحبة والتسامح.

شملت آخر الصفقات، والتي جرت يوم 26 يونيو الجاري، إعادة 90 جندياً من كل من الطرفين إلى بلاه، وتمت الصفقة بوساطة دولة الإمارات التي تتبع نهجاً إنسانياً للدفع بالحل السلمي في ملف الحرب بين موسكو وكييف.

وأوضحت وزارة الدفاع الروسية عبر منصة تلغرام، أنه "نتيجة لعملية التفاوض، أعيد 90 جنديا روسيا كانوا معرضين لخطر الموت في الأسر من أراضٍ يسيطر عليها نظام كييف".

وعلى الجانب الأوكراني، تم الإفراج عن 90 أسير حرب من القوات المسلحة الأوكرانية، في عملية أكدها الرئيس الأوكراني فولديمير زيلنسكي عبر منصة تلغرام أيضاً.

وأوضح زيلنسكي أن الجنود المفرج عنهم بينهم جنود مدافعون خدموا أثناء حصار ماريوبول في عام 2022، إضافة إلى جنود قاتلوا في منطقة محطة تشرنوبيل للطاقة النووية المتضررة في بداية النزاع.

وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن هذه العملية تمت بوساطة إنسانية بادرت بها دولة الإمارات العربية المتحدة، ضمن إطار جهودها الإنسانية للتعامل مع طرفي النزاع.

عمليات تبادل سابقة

في مايو الماضي، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، إن 75 أسير حرب أوكرانيا عادوا إلى الوطن من روسيا ضمن عملية تبادل للأسرى، مضيفا أن عملية التبادل، التي أعيد فيها أيضا 75 من أسرى الحرب الروس إلى بلدهم، شملت أربعة مدنيين أوكرانيين، بينما ينتمي البقية إلى القوات المسلحة والحرس الوطني وحرس الحدود.

من جهتها، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع قولها، إن روسيا وأوكرانيا تبادلتا أسرى حرب حيث سلم كل جانب 75 أسيرا للآخر، بموجب اتفاق توسطت فيه الإمارات.

وفي فبراير الماضي، تم الإفراج عن 63 أسير حرب روسيا، نتيجة لعملية مفاوضات معقدة مع أوكرانيا، بوساطة من دولة الإمارات، بحسب وزارة الدفاع الروسية.

وضمت الصفقة مجموعة العسكريين الروس المفرج عنهم أفرادا من "الفئة الحساسة"، بحسب ما ذكرت وكالة "رويترز" للأنباء.

وأشاد بيان صادر عن وزارة الدفاع الروسية، بـ"جهود الوساطة التي تبذلها قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة".

مفاوضات رغم تصاعد المواجهات

في يناير الماضي، أعلنت كل من روسيا وأوكرانيا، عن تبادل أكثر من 230 أسير حرب، في أول عملية تبادل رسمية بينهما منذ أشهر عدة، في خضم تصاعد الضربات المتبادلة.

وأكدت كييف وموسكو أنّ التبادل حدث بوساطة دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي شريك مهم لروسيا في العديد من الملفات الإنسانية والاقتصادية وفي قضايا الطاقة.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان على تلغرام، "إثر عملية تفاوض معقدة، تمت استعادة 248 عسكرياً روسياً من الأراضي التي يسيطر عليها نظام كييف"، وفق وكالة فرانس برس.

ومن جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي إنّ "أكثر من 200 من جنودنا ومدنيينا عادوا من الأسر لدى الروس".

وساطة مثمرة

وفي فبراير من العام الماضي 2023، تبادلت أوكرانيا وروسيا ما يقرب من 200 أسير حرب، بينهم أشخاص من "فئات حساسة"، وذلك بعد مفاوضات معقدة ووساطة إماراتية مثمرة.

وقالت وكالة "رويترز" للأنباء، إن أوكرانيا وروسيا تبادلتا ما يقرب من 200 أسير حرب، في عملية أعلنها كل جانب على حدة، مع إعادة جثتي متطوعين بريطانيين إلى أوكرانيا.

الأزمة الروسية الأوكرانية

اكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير 2022، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوغانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لاقت غضبًا كبيرًا من كييف والدول الغربية.

وشنت القوات الروسية، يوم 24 فبراير 2022، عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، وسط تحذيرات دولية من اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.

وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش الأجواء الأكثر سوادًا منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها الأقسى على الإطلاق.

عقوبات اقتصادية

وقتل آلاف الجنود والمدنيين وشرد الملايين من الجانب الأوكراني، وفرضت دول عدة عقوبات اقتصادية كبيرة على موسكو طالت قيادتها وعلى رأسهم الرئيس فلاديمير بوتين، وكذلك وزير الخارجية سيرجي لافروف، كما ردت روسيا بفرض عقوبات شخصية على عددٍ من القيادات الأمريكية على رأسهم الرئيس الأمريكي جو بايدن.

وصوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة في الثاني من مارس الماضي، على إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، بموافقة 141 دولة على مشروع القرار، مقابل رفض 5 دول فقط مسألة إدانة روسيا، فيما امتنعت 35 دولة حول العالم عن التصويت.   

ومنذ بدء العملية الروسية في فبراير 2022، سُجّل أكثر من 7,8 مليون لاجئ أوكراني في أنحاء أوروبا، بينما نزح قرابة سبعة ملايين ضمن البلاد، وفق تقديرات الأمم المتحدة.


 

 


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية