"الغارديان" تحذّر من المجاعة التي يعاني منها أطفال نيجيريا بسبب أعمال العنف
"الغارديان" تحذّر من المجاعة التي يعاني منها أطفال نيجيريا بسبب أعمال العنف
حذرت صحيفة "الغارديان" البريطانية من المجاعة التي يتعرض لها أطفال نيجيريا، المتمثلة في سوء التغذية، بسبب انتشار أعمال العنف هناك وارتفاع أسعار الغذاء بشكل كبير.
وقال الكاتب إرومو إجبيجيول -في مقاله بالصحيفة- إن أعدادا غير مسبوقة من أطفال نيجيريا ولا سيما في شمال البلاد يعانون من سوء تغذية حاد طبقا لتقديرات عمال الإغاثة الإنسانية هناك، مضيفا أن تقديرات منظمة الأغذية والزراعة في نيجيريا تؤكد أن ما يربو على 31 مليون شخص في نيجيريا يواجهون أزمة انعدام الأمن الغذائي، وأشار إلى أن تلك الأعداد تمثل أعلى نسبة على مستوى العالم.
وتشير منظمة أطباء بلا حدود إلى أن مراكز الإغاثة التابعة لها في 7 ولايات نيجيرية تعاني من كثرة الأطفال المرضى الذين يترددون عليها، موضحة أن أحد مراكز التغذية التابعة لها استقبل في شهر أبريل الماضي فقط ما يقرب من 1,250 طفلا مقارنة بنصف ذلك العدد تقريبا في أبريل عام 2023.
وينسب المقال إلى ممثل أطباء بلا حدود في نيجيريا الدكتور سمبا تيريما قوله إن أعدادا ممن يعانون من سوء التغذية في نيجيريا ارتفعت بنسبة قد تصل إلى 60% وهو ما يمثل كارثة حقيقية.
ولفت المقال إلى أن سوء التغذية الحاد تسبب في مشكلات صحية أخرى مثل الالتهاب الرئوي والإسهال الحاد وإعاقة نمو الأطفال بشكل طبيعي.
وأوضحت بيانات منظمة أطباء بلا حدود أنه تم اكتشاف ما يقرب من 52,000 حالة سوء تغذية في نيجيريا العام الماضي، توفي منهم 2,693.
وأشار المقال كذلك إلى أن ما يقرب من 1.2 مليون مواطن في 8 ولايات في وسط وشمال غرب نيجيريا نزحوا عن ديارهم منذ عام 2022 بسبب أعمال العنف، بينما نزح ما يقرب من 2.3 مليون مواطن في شمال شرق البلاد بسبب العنف الذي تمارسه الجماعات الجهادية مثل بوكو حرام.
وفي ختام المقال، أوضح الكاتب أن انتشار أعمال العنف أدى إلى ارتفاع أسعار الغذاء على نحو غير مسبوق مما فاقم من أزمة انعدام الأمن الغذائي وعدم الاستقرار الاقتصادي حتى إن مخازن الغلال في بعض القرى نفدت بالكامل.
انعدام الأمن في نيجيريا
وتعاني نيجيريا، البلد الواقع غرب إفريقيا، انعدام الأمن على نطاق واسع، وتعد حوادث الخطف بغية طلب الفدية من قبل جماعات إجرامية أمراً متكرراً في الأجزاء الشمالية الغربية والوسطى من البلاد.
تستهدف عناصر "بوكو حرام" وتنظيم "داعش" المدنيين بشكل متزايد، ولا سيما الحطابين والمزارعين والرعاة الذين يتهمونهم بالتجسس لصالح الجيش والمليشيات، لكن الرعاة الذين يدفعون الأموال للمتطرفين يسمح لهم باستخدام المراعي الخاضعة لسيطرة المتشددين.
وانشقت جماعة تنظيم "داعش" -ولاية غرب إفريقيا- عن بوكو حرام عام 2016 لتصبح إحدى القوى المهيمنة في المنطقة التي تشهد نزاعات منذ فترة طويلة، كما هيمن تنظيم "داعش" على مساحات شاسعة من الأراضي التي كانت تحت سيطرة بوكو حرام بعد مقتل زعيمها أبوبكر شيكوي في مايو من عام 2021.
وبحسب الأمم المتحدة، فإن أعمال العنف في شمال شرق نيجيريا أسفرت عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص وتشريد نحو مليونين منذ عام 2009.
وتعد أعمال القتل والخطف والنهب الواقعة في الشمال الشرقي جزءا من أزمة أمنية شاملة في نيجيريا.