زهير مارديني.. شعلة دفاع مضيئة عن الحقوق الإنسانية

زهير مارديني.. شعلة دفاع مضيئة عن الحقوق الإنسانية
زهير مارديني

وكأنها بمثابة إعادة اعتبار للقضية التي تناساها العالم وباتت في ذيل أولوياته، حصل المحامي والحقوقي السوري البارز زهير مارديني على أرفع الجوائز الحقوقية في فرنسا.

مؤخرا حصل زهير مارديني على جائزة "ماريان" لحقوق الإنسان لعام 2024، وذلك تكريما لجهوده في "إبراز قضايا سوريا عالمياً، بهدف تحقيق العدالة للسوريين في المستقبل".

يأتي فوز مارديني بجائزة "ماريان" بوصفه مدافعاً عن حقوق الإنسان، لينافس نحو 600 شخص مرشح للجائزة، إذ يتم اختيار الفائز بعد فرز الملفات المرشحة من قبل لجنة متخصصة وفق معايير صارمة.

وتسلم المحامي السوري الجائزة في أقدم نقابة محامين في العالم، وهي نقابة محامي باريس، وبيد نقيب المحامين بيير هوفمان.

وتحمل الجائزة اسم ماريان وهي الشعار الوطني للجمهورية الفرنسية، وهي تجسيد للحرية والعقل، وتعرض شعارات وصور ماريان في العديد من الأماكن في فرنسا، وتحتل مكان الشرف في البلديات والمحاكم، وهي ترمز إلى «انتصار الجمهورية»، ولها تمثال برونزي يطل على ساحة Place de la Nation في باريس.

وتعد جائزة ماريان أقوى جائزة في فرنسا ومن أهم الجوائز في أوروبا وتحتوي الجائزة على لقاءات هامة مع مسؤولين فرنسيين ومسؤولين أوروبيين وتدريب على دورات في مجال حقوق الإنسان والخطابات السياسية تتضمنها رحلات إلى مقرات الاتحاد الأوروبي ومجلس حقوق الإنسان.

وسينتفع الفائزون بدعم خاص لفترة عام يتيح لهم تطوير مشروع من أجل الدفاع عن حقوق الإنسان ولقاء قيادات فرنسية وأوروبية رفيعة ومواصلة التزامهم في بلدانهم أو في فرنسا إذا رغب بعضهم البقاء فيها.

سجل حقوقي

زهير مارديني، محامٍ سوري من مواليد دمشق في العقد الرابع من عمره، اشتهر في مجال القانون والعدالة، إذ بزغ نجمه كمدافع عن حقوق الإنسان استطاع أن يسلط الضوء على القضية السورية ويدافع عن شعب بلاده بعد اندلاع الثورة ضد سلطة الرئيس الحالي بشار الأسد.

درس مارديني القانون في جامعة دمشق، وحصل على إجازة الحقوق بامتياز، ونال شهرة واسعة محلياً ودولياً بفضل جهوده الدؤوبة في قضايا سياسية وإنسانية شائكة، حاملاً راية حقوق الإنسان والدفاع عن المظلومين.

وبرز اسم السوري مارديني كمحامٍ بارع في القضايا الحقوقية، وخاصةً تلك المتعلقة بحرية التعبير وحقوق الإنسان، ناصراً للمظلومين ومناهضاً للقمع والاستبداد، حيث اشتهر بجرأته في الدفاع عن المعارضين السياسيين ونشطاء المجتمع المدني.

وامتد مجال عمل مارديني إلى الأوساط الحقوقية الدولية، حيث كان ممثلا للصوت السوري في العديد من المؤتمرات والفعاليات الدولية، للدفاع عن حقوق الإنسان في سوريا والتنديد بالانتهاكات الحقوقية.

انصب اهتمام مارديني بشكل كبير على الدفاع عن حقوق المعتقلين السياسيين في سوريا، وحصل للعديد منهم على أحكام بالبراءة والإفراج، وساهم في تأسيس العديد من المنظمات الحقوقية بسوريا.

فيما أصدر العديد من الكتب والمقالات حول قضايا حقوق الإنسان والديمقراطية، حيث بات ملهمًا للأجيال القادمة بالسعي الدؤوب لنيل حقوقهم وتحقيق الكرامة الإنسانية.

النشأة والخلفية

وكان زهير مارديني في سنوات دراسته الأخيرة في كلية الحقوق بدمشق عند اندلاع الثورة السورية عام 2011، وجذب الزخم الثوري المحامي الشاب من انشغالاته بالنقد والفلسفة والأدب إلى دائرة طموح الشعوب العربية للحرية والعدالة والتغيير.

 وصوت طلقات الرصاص في ساحات الثورة بسوريا كان بمثابة انطلاقة شرارة العمل الحقوقي والدفاعي عند زهير مارديني تجاه كل المناضلين الذين غيبتهم السجون، لا سيما الفئات الاجتماعية الأكثر ضعفاً والقادمين من المحافظات السورية.

ويقول مارديني في أحد اللقاءات الصحفية إنه نجا من موت محقق بتفجير قصر العدل بدمشق عام 2017، ثم انتقل إلى العيش في تركيا، حيث تعاون مع بعض المحامين الأتراك في متابعة بعض الدعاوى القانونية في سوريا.

ودخل المحامي السوري مجال التحرير القانوني والسياسي في تركيا، حيث شارك بعشرات المقالات الصحفية والأبحاث القانونية الجامعية فضلاً عن بعض المؤتمرات الفكرية، لدعم القضية السورية ومساندة الشعب السوري.

واستقر مارديني حاليا في فرنسا، حيث دأب على تقديم الرأي القانوني للصحف والمواقع الإلكترونية المعنية بالشأن السوري، والمشاركة القانونية في بعض رسائل الماجستير بعدد من الجامعات الغربية وغيرها.

وجائزة "ماريان" العالمية لحقوق الإنسان، هي مبادرة أطلقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عام 2021 بهدف دعم المنظمات الدولية وجمعيات حقوق الإنسان والعمل مع المعنيين والناشطين في حقوق الإنسان بمختلف دول العالم.

وانطلقت الثورة السورية من احتجاجات شعبية عفوية سلمية في المناطق السورية المهمشة عام 2011 تطالب بالحرية والكرامة، ووضع حد للقمع والفساد، لكنها سرعان ما عمت معظم مناطق سوريا. 

تحولت التظاهرات من مظاهر سلمية إلى مواجهات بالسلاح مع قوات الأمن، فسقط مئات الآلاف من الضحايا، وتشرد الملايين نزوحا في الداخل السوري ولجوءاً في مختلف بقاع العالم، وتحولت سوريا إلى أزمة دولية وساحة للصراع بين القوى الإقليمية والدولية.


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية