إيطاليا تتكبد خسائر في صيد الأسماك بسبب موجة الجفاف والحر
إيطاليا تتكبد خسائر في صيد الأسماك بسبب موجة الجفاف والحر
تتكبد إيطاليا المزيد من الخسائر في صيد الأسماك خاصة في نهر بو، حيث توقف العديد من الصيادين عن الخروج للصيد بسبب ارتفاع درجات الحرارة التي تزيد من حرارة المياه الضحلة في البحر الأدرياتيكي إلى 30 درجة، ما يؤدي إلى ابتعاد الأسماك بحثا عن المياه الباردة.
وأشارت صحيفة "المساجيرو" الإيطالية، إلى أن ابتعاد أسراب الأسماك عن الساحل بحثًا عن المياه الباردة، يشكل مشكلة بالنسبة للصيادين: إذ يتعين عليهم الذهاب للصيد على مسافة تزيد على 7 أميال من الساحل، ولكن مع ارتفاع أسعار الديزل والعواقب المترتبة على سنوات من الصيد الجائر، فإنهم يشكون في أن الفوائد سوف تفوق التكاليف، لذلك يبقون على الأرض.
وتشهد إيطاليا صيفا شديد الحرارة يدق فيه ناقوس الخطر بسبب انقطاع المياه في 12 منطقة وسط وجنوب البلاد، مما أدى إلى إلحاق أضرار وخسائر تجاوزت الـ4 مليارات يورو في قطاع الزراعة، كما أنها أدت إلى تداعيات سلبية على قطاع السياحة.
وتسجل درجات الحرارة في إيطاليا من 35 درجة مئوية إلى 40 درجة مئوية على حسب كل منطقة، تكون الحرارة شديدة في المدن الكبيرة، في روما، يبدأ الإسمنت في الذوبان، حيث تشهد صيفا آخر أُطلق عليه “جهنمي” بسبب موجة الحر الشديدة والتأثيرات الواضحة على نحو متزايد لتغير المناخ، الذي قسم البلاد إلى قسمين وتسبب في عواقب وخيمة على الزراعة والثروة الحيوانية والسياحة، كما أنه أيضا تسبب في إثارة الجدل والخلافات بشأن السياسات.
وحذرت سيلفيا رومانا، رئيسة بلدية توجلي، وهي بلدة في سالنتو بمنطقة بوليا، حيث يستمر انقطاع المياه والكهرباء بسبب الحرارة: "نحن خائفون على كبار السن والأطفال".
وهي ليست الوحيدة التي تشعر بالقلق: ففي ريجيو كالابريا يوجد بالفعل تقنين للمياه، وفي مدينة باليرمو بصقلية -حيث، من ناحية أخرى، استيقظ بركان إتنا- يجري تحليل تدابير مماثلة، وهي مطبقة بالفعل في بلدان أخرى، ووصلت الخزانات إلى أدنى مستوياتها التاريخية ولا تستطيع خزانات المياه الإضافية التعامل معها.
قضية التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.