موجة حر غير مسبوقة وحالة تأهب قصوى في إسبانيا وفرنسا

موجة حر غير مسبوقة وحالة تأهب قصوى في إسبانيا وفرنسا

تشهد منطقة جنوب أوروبا موجة حر غير مسبوقة، وتعد إسبانيا من أكثر الدول المتضررة، حيث تجاوزت درجات الحرارة 40 درجة مئوية في العديد من المدن الإسبانية خلال الأسبوع الماضي. وأعلنت السلطات حالة التأهب القصوى بدءا من اليوم الاثنين.

أعلنت وكالة الأرصاد الجوية الإسبانية عن اقتراب ظاهرة دانا  (DANA) من شبه الجزيرة الأيبيرية، والذي سيجلب الضباب والأمطار والفيضانات الطينية في بعض المناطق، ورغم أن هذه الأمطار قد تسبب انخفاضا طفيفا في درجات الحرارة في الأماكن التي تحدث فيها العواصف، فإن هذا التخفيف سيكون مؤقتا وستستمر درجات الحرارة فى الارتفاع، وحثت السلطات السكان على اتخاذ الاحتياطات اللازمة للتخفيف من آثار الحرارة الشديدة.

وتتعرض فرنسا أيضًا لموجة حارة شديدة، حيث يعاني النصف الجنوبي من البلاد من درجات حرارة شديدة. إذ قامت ما يصل إلى 26 منطقة بتنشيط التنبيه البرتقالي، مع توقعات بأن يصل مقياس الحرارة إلى 40 درجة مئوية اليوم الاثنين.

وحث وزير التحول البيئي كريستوف بيشو، السكان على اتخاذ التدابير المناسبة لحماية أنفسهم من الحرارة، وخاصة أولئك الذين يحضرون الأحداث في الهواء الطلق أو الذين يزورون العاصمة لحضور دورة الألعاب الأولمبية 2024.

وأصدرت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية سلسلة من التوصيات للتعامل مع الحرارة، بما في ذلك شرب الكثير من الماء، والبقاء في المنزل خلال الساعات الأكثر حرارة، وإيلاء اهتمام خاص لأفراد الأسرة المسنين.

وفي باريس، تم إنشاء نوافير المياه حتى يتمكن الزوار والمقيمون من القيام بعمليات الترطيب كأحد التدابير الحاسمة لمنع ضربة الشمس وغيرها من المشاكل الصحية المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة.

تؤثر موجة الحر بشكل كبير على الحياة اليومية للمواطنين، ولا يؤثر ارتفاع درجات الحرارة على الصحة فحسب، بل يؤثر أيضا على أداء البنية التحتية والخدمات العامة. 

وفي الملاعب والشواطئ والأماكن العامة الأخرى، تم تنفيذ تدابير احترازية إضافية لضمان سلامة الناس. 

وقد أدى هذا الوضع إلى زيادة الطلب على المياه والطاقة، مما يضع الموارد المتاحة على المحك.

ومن المتوقع أن تنتشر الحرارة الشديدة من الجنوب إلى المناطق الشمالية من فرنسا مطلع الأسبوع المقبل وتستمر لعدة أيام، وفي كل من إسبانيا وفرنسا، ستواصل السلطات مراقبة الوضع عن كثب وإصدار التحديثات والتحذيرات حسب الضرورة.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية  وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.

في نهاية يوليو الماضي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري، لقد حان عصر (الغليان العالمي)".

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية