العاصفة ديبي تحولت إلى إعصار مع اقترابها من فلوريدا
العاصفة ديبي تحولت إلى إعصار مع اقترابها من فلوريدا
اشتدت قوة العاصفة الاستوائية ديبي وتحولت إلى إعصار مساء الأحد مع اقترابها من الساحل الغربي لفلوريدا، ويُتوقع أن تضرب اليابسة منتصف نهار الاثنين مهددة بهطول أمطار "تاريخية"، بحسب المركز الوطني الأمريكي للأعاصير.
ويصف المركز "ديبي" حاليا بإعصار على موقعه الالكتروني، محذرا من "تهديد كبير بفيضانات" في جنوب شرق الولايات المتحدة هذا الأسبوع، وفق وكالة فرانس برس.
وديبي حاليا إعصار من الدرجة الأولى، وهي الأدنى على مقياس من خمس درجات، وذكرت وسائل إعلام محلية أن أوامر بالإخلاء صدرت في مقاطعات عديدة في فلوريدا.
وقال رئيس خدمات الإطفاء والمسؤول عن السلامة العامة في مقاطعة هيرناندو "خذوا الأمر على محمل الجد"، مضيفا "نعلم أن المياه سترتفع مع مرور (ديبي)".
وحذر المركز الوطني للأعاصير من خطر أمواج مدمرة على طول الساحل الغربي لفلوريدا، عند مستوى خليج المكسيك، قد يصل ارتفاعها إلى ثلاثة أمتار.
وحث مدير المركز مايك برينان السكان على "إيجاد مكان آمن قبل حلول الظلام".
وأشار حاكم فلوريدا رون ديسانتيس إلى مخاطر "خصوصا في شمال وسط" الولاية.
إلى ذلك، سيتسبّب إعصار ديبي بـ"أمطار غزيرة تاريخية محتملة" في الأيام المقبلة مع تقدمه إلى جورجيا وكارولاينا الجنوبية (جنوب شرق)، وفقًا للمركز الوطني الأمريكي للأعاصير.
وفي الساعة 23,00 بالتوقيت المحلي (03,00 ت غ الاثنين)، كان الإعصار الذي يتقدّم بسرعة جراء دفء غير معتاد في خليج المكسيك، على بعد حوالي 160 كيلومترا غرب تامبا، وفقا للمركز الوطني الأمريكي للأعاصير.
وقال المركز إن الإعصار يتقدّم شمالا بسرعة 20 كيلومترا في الساعة تقريبا مصحوبا برياح تبلغ سرعتها 120 كيلومترا في الساعة كحد أقصى.
وقال خبراء الأرصاد إن ديبي قد يتسبّب أيضًا بزوابع في وقت مبكر من الاثنين.
وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن حالة الطوارئ في فلوريدا الأحد، وخصّص موارد فدرالية لمساعدة السلطات المحلية، كما أعلن حاكما جورجيا وكارولاينا الجنوبية حالة الطوارئ في الولايتين.
وفي يوليو، ضرب إعصار بيريل في وقت مبكر على نحو استثنائي، جنوب الولايات المتحدة وتسبب بوفاة العديد من الأشخاص.
وتوقعت الإدارة الأمريكية لمراقبة المحيطات والغلاف الجوي (NOAA) أن يكون موسم الأعاصير في شمال المحيط الأطلسي الممتد من بداية يونيو إلى نهاية نوفمبر، مضطربا بشكل خاص هذا العام، خصوصا بسبب درجات الحرارة المرتفعة في المحيطات التي تعزز العواصف والأعاصير.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.
في نهاية يوليو 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري وحان عصر (الغليان العالمي)".