"صيف المغرب 2024".. عشرات الفعاليات الثقافية لعرض التنوع والتسامح والفن في المملكة
"صيف المغرب 2024".. عشرات الفعاليات الثقافية لعرض التنوع والتسامح والفن في المملكة
شهد عدد من المناطق والمدن المغربية بما فيها العاصمة الرباط خلال الصيف الجاري انطلاق العشرات من الفعاليات الثقافية والفنية إحياء لثقافة الحوار والتسامح والتنوع عبر سلسلة من الندوات الفكرية واللقاءات الثقافية، ومعارض للكتاب والفن التشكيلي والمنتوجات الحرفية المغربية التقليدية والأمسيات الموسيقية المتنوعة والمؤتمرات.
ويرصد تقرير أعدته وكالة المغرب العربي للأنباء، ضمن نشرتها الثقافية، بعنوان: “مهرجان الشواطئ.. الغناء الشعبي وفن الهيت يلهبان منصة الحسيمة”.. ملامح رئيسية في عدد من فعاليات صيف الثقافة المغربية 2024 وذلك على النحو التالي:
الحسيمة- منصة مهرجان الشواطئ لاتصالات المغرب
ألهب الفنان الشعبي عبدالعزيز الستاتي وفنان الهيت نبيل التارجيستي، ليلة الثلاثاء بالحسيمة، الجماهير الحاضرة بمنصة مهرجان الشواطئ لاتصالات المغرب بتقديم باقة من أشهر أغانيهما وإيقاعاتهما الحماسية، والتي لقيت تجاوبا كبيرا من لدن الجمهور.
وسط حضور جماهيري كبير، قدم الفنان عبدالعزيز الستاتي أشهر أغانيه الشعبية القديمة والجديدة، والتي ألهبت جمهور المدينة وزوارها، في ليلة مفعمة بالإيقاعات والألحان، حيث استمع الجمهور الكبير الذي احتشد بكثافة عند منصة المهرجان بساحة محمد السادس وسط الحسيمة، إلى كشكول متنوع من الأغاني الشعبية التراثية وفن الهيت المنتشر بكثافة في منطقة الريف الأوسط.
وعبر عبدالعزيز الستاتي، في تصريح للصحافة، عن إعجاب بكثافة الحضور في هذه السهرة، التي تزامنت مع احتفالات الشعب المغربي بالذكرى الغالية لعيد العرش المجيد، مبرزا أن مهرجان الشواطئ مناسبة لتجديد اللقاء مع الجماهير الذواقة لمختلف أنماط الغناء المغربي، ولا سيما الأنماط الشعبية مضيفا أن السهرة مرت في ظروف جيدة ووسط إقبال كثيف من الجماهير وفي ظل تنظيم محمكم بفضل مجهودات السلطات الأمنية والمحلية، معربا عن اعتزازه بتجديد لقائه مع جمهوره بمدينة الحسيمة.
وقال الستاتي "الجمهور رائع وراقٍ ومدينة الحسيمة عريقة، جئت إليها فرحا وسأعود منها فرحا"، منوها بالتفاعل الكبير للجمهور مع أغانيه.
يذكر أن هذه الدورة من المهرجان، التي ستتواصل إلى غاية 21 أغسطس الجاري تشهد مشاركة أكثر من 200 فنان من المشاهير الوطنيين والدوليين، في أزيد من 100 حفل موسيقي متنوع بست منصات بالمدن الساحلية الشمالية للمملكة المغربية.
ويقدم المهرجان تجربة موسيقية استثنائية مع حفلات موسيقية تغطي أنواعا متنوعة تضم "الهيب هوب" و"الراب" و"الفيوجن" والأغنية المغربية الشعبية والعصرية، والموسيقى الشرقية، و"الراي"، و"الركادة"، ما من شأنه أن يضمن برمجة متنوعة تستجيب لأذواق جميع مرتادي المهرجان.
صيف الأوداية
في منطقة كورنيش أبي رقراق بالرباط؛ اختتمت الدورة الـ12 من المهرجان الدولي للفنون والثقافة "صيف الأوداية"، فعالياتها بأمسية فنية نظمتها وزارة الشباب والثقافة بالتعاون مع المجلس الوطني للموسيقى تحت الرعاية السامیة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمناسبة عيد العرش المجید.
وقدم الحفل مجموعة موسيقية فريدة مزجت بين الأهازيج الفولكلورية اللاتينية والموسيقى المغربية "تونا" ذات الأصول الشیلیة، والتي رافقھا الأخوان العزیزي العلوي، إضافة إلى فقرة فنية لرائد الاندماجات الموسيقية مجید بقاس، وموسيقى الراي من أداء المطرب سامي راي.
وأشار مجید بقاس، إلى التنوع المتزايد في جدول فعاليات كل دورة من مهرجان "صيف الأوداية" بما يلبي طموحات الجمهور.
من جانبه، قال سامي راي:" إن التظاهرة الفنية تساهم بشكل كبير في تشجيع وتثمين الموسيقى المغربية".
إلى ذلك، أكد دانييل تونا عضو مجموعة "ھیرمانوس تونا" أن الأجواء الاحتفالية وثقافة التعايش من الأمور المشتركة بين المغاربة وشعوب أمريكا اللاتينية.
وشهد المهرجان الذي أقيم في الفترة من 27 إلى 30 يوليو الماضي تتويج وتكريم عدد من الفنانين والمجموعات الموسيقية حيث تم منح البشیر عبدو؛ درع المهرجان، وتتويج غاني القباج بجائزة "حسن میكري"، وحصل الرابور "الموتشو" على جائزة "أحسن رابور"، فيما نالت مجموعة "إثران"، جائزة "الخلالة الذهبية"، و مجموعة "ناس الغیوان" على جائزة "الفارابي".
حفل الصويرة
شكلت الأمسية الموسيقية التي تم تنظيمها بمبادرة من جمعية الصويرة-موكادو، في مدينة الصويرة، بعنوان "نشوة إيقاعات"، فرصة سانحة لإبراز التراث الموسيقي اليهودي المغربي الغني، مع الاحتفاء بقيم التعايش والتسامح التي تعكسها مدينة الرياح.
وشارك في هذا العرض المتنوع، الذي أقيم في الفضاء الرمزي “دار الصويري” بحضور عدد من المسؤولين المغاربة وشخصيات مغربية وأجنبية أخرى من مشارب مختلفة.. 3 فرق موسيقية نسائية استثنائية، للكورال البلجيكي "Les Fatmas de Belgica "، وفرقة "بابزوز" بالإضافة إلى فرقة "حضرات" من مدينة الصويرة، و"نجوم الصويرة".
وقد جمع هذا الحفل ما لا يقل عن أربعين امرأة من الديانات السماوية الثلاث على خشبة المسرح، مشكلاً مثالاً حقيقياً للتعايش المشترك والحوار بين الثقافات.
وتحت إشراف المايسترو صفوان مقدم، والمغنية البلجيكية المغربية ليلى أمزيان، وحد الموسيقيون أصواتهم ومواهبهم لتقديم أداء استثنائي، وترجمة رائعة للأغاني الكلاسيكية والمعاصرة المستمدة من التراث الموسيقي اليهودي المغربي الغني. كما قدمت الفرق المشاركة مجموعة من الأغاني الرمزية، مثل "ديني انشوف المغرب" لبنحاس كوهين؛ و"أديو كريدا" لياسمين ليفي، وأعمال المطربة اليهودية المغربية “زهرة الفاسية”.
وأكدت المغنية ليلى أمزيان، أهمية التعاون الموسيقي لتعزيز التنوع الثقافي وتقوية الروابط بين المجتمعات، مشيرة إلى أن حفل الصويرة يعد دليلاً ملموساً على أن الموسيقى لديها القدرة على تجاوز الحواجز.
وكرمت الأمسية الموسيقية، روح موريس المديوني، عازف البيانو الكبير وصديق مدينة الرياح.
سفراء السلام
ضمن فعاليات الدورة الـ16 للمهرجان الدولي لأطفال السلام، والتي تقام تحت الرئاسة الشرفية للأميرة للا مريم، واختتمت فعالياتها في 30 يوليو الماضي، جاء "مؤتمر سفراء السلام" الذي نظمته جمعية أبي رقراق بمقر وكالة بيت مال القدس الشريف، مناسبة لإسماع صوت الأطفال من أجل عالم خالٍ من النزاعات والحروب.
وخلال المؤتمر الذي حضرته وفود 25 دولة، من بينهم أطفال من القدس، تم إنشاد "نداء السلام" باللغتين العربية والإنجليزية.
وتميز المؤتمر بتعيين الجيل الأول من سفراء مهرجان السلام عبر العالم الذين يمثلون مجموعة متنوعة من الجنسيات والثقافات، وعهد إليهم بمهمة أن يصبحوا رموزا للسلام، وينشروا قيم التعايش والتناغم والمحبة في محيطهم بشكل خاص، وفي مجتمعاتهم بشكل أعم.
كما ناقش المؤتمر مختلف مشاريع السلام التي تقدم بها أطفال العالم لتبنيها وتطبيقها حين العودة لبلدانهم، تعزيزاً لروح التعايش والتبادل الثقافي بينهم.
بدوره، أوضح محمد سالم الشرقاوي المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف "الفضاء الذي يخدم مدينة القدس وسكانها من الفلسطينيين"، أن المؤسسة تعمل تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل الحفاظ على تراث المدينة ومركزها الحضاري؛ باعتبارها مدينة لأتباع الديانات السماوية الثلاث، كما تسعى إلى ترسيخ القيم الإنسانية: قيم السلم والعدل والحق، والحرية والعيش المشترك.
من جانبه، قال نجيب مصطفى كمالي المدير الفني للمهرجان الدولي لأطفال السلام: "في عالم غالباً ما يبدو مجزأً ومقسماً، يظل دور هؤلاء السفراء الصغار أساسياً، ومصدر إلهام".
يذكر أنه تم اختيار دولة كوت ديفوار ضيف الشرف للدورة الحالية من المهرجان الدولي لأطفال السلام، التي تنظم احتفالاً بعيد العرش المجيد، وتزامناً مع الذكرى الفضية للمهرجان.
وبحسب المنظمين، فإن الدورة الـ 16 من المهرجان تعد فرصة مثالية لتوطيد التواصل الثقافي والحضاري بين الأطفال، وتعزيز الفخر بالهوية المغربية وإبراز قيم التسامح والسلام التي تمثلها المملكة.
حوار المغرب والمشرق
استضاف المركز الثقافي أحمد بوكماخ بطنجة، حواراً مفتوحاً جمع المفكر السوري برهان غليون وأستاذ العلوم السياسية المغربي محمد الطوزي وأداره المؤرخ والباحث امحمد جبرون، بحضور ثلة من الفاعلين والمهتمين بالحقل الفكري والسياسي.
وقارب اللقاء الفكري، المنعقد ضمن برنامج النسخة الـ18 لمهرجان "ثويزا"، الذي تنظمه مؤسسة المهرجان المتوسطي للثقافة الأمازيغية، تحت شعار "إنما الأمم الأخلاق ..."، سياقات "حوار المغرب والمشرق"، بما ينطوي عليه من قضايا العقيدة والشريعة وعلم الكلام والفلسفة، إلى جانب قضايا السياسة وأسئلة الإسلام السياسي والديمقراطية، وغيرها.
وفي هذا السياق، توقف المفكر العربي برهان غليون، في معرض حديثه خلال اللقاء، عند الإشكاليات التي تواجه الحريات والمساواة بالعالم عموماً والمنطقة العربية على وجه الخصوص.
من جهته، أفاد محمد الطوزي بأن التحديات التي يعرفها العالم اليوم، سواء المتعلقة بالمناخ واستمرار الأزمات السياسية والاقتصادية، مرتبطة بما تمثله الديمقراطية من مكسب يتطلب الحفاظ عليه ونمائه بشكل سلمي.
بدوره، ذكر امحمد جبرون أن المغرب في المرحلة الراهنة وبالنظر للتحديات الداخلية والخارجية والتهديدات التي تواجهه كالمرتبطة بالوحدة الترابية وبالأمن الإقليمي جعلته يتخذ مجموعة من الاختيارات الاستراتيجية وأهمها تلك المتعلقة بالنموذج الاقتصادي.
وتميزت هذه الدورة من مهرجان "ثويزا"، بتنظيم سلسلة من الندوات الفكرية واللقاءات الثقافية والموسيقية، ومعارض للكتاب، والفن التشكيلي، والمنتوجات الحرفية المغربية، وأمسيات موسيقية متنوعة، بمشاركة مبدعين ومفكرين من داخل وخارج المغرب.
مهرجانات السينما
في سياق متصل، أعلن المركز السينمائي المغربي أن لجنة دعم تنظيم المهرجانات السينمائية اجتمعت خلال الفترة من 23- 25 يوليو المنصرم في الرباط، ودرست 44 ملف طلب مرشح للدعم، وقررت دعم 41 مهرجاناً وتظاهرة سينمائية بقيمة 25.9 مليون درهم مغربي.
وتصدر المهرجان الدولي للفيلم بمراكش قائمة المهرجانات المستفيدة بحصولها على 12 ملیون درھم، وتلاه "الوطني للفیلم" بطنجة بدعم بلغ 7.5 مليون درهم، و"الدولي لفيلم المرأة" بسلا بمليون درهم، و"الرباط الدولي لسینما المؤلف" بـ800 ألف درهم، والمهرجان الدولي المغاربي للفيلم بوجدة؛ بقيمة 450 ألف درهم.
وانعقد اجتماع لجنة الدعم برئاسة خديجة العلمي العروسي، والعضوات ليلى التريكي، وشناز العكریشي، وموھیم فاطمة الزھرة، ومراد لطيفي، وإدريس القري، ومحمد وفاضل الجماني، وهشام الإبراھیمي.
-صيف طنجة.
أطلقت فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان صيف طنجة الدولي والتي عقدت في الفترة من 26-30 يوليو الماضي بتنظيم من مؤسسة طنجة الكبرى للعمل التربوي والثقافي والاجتماعي والرياضي، في ساحة "باب الديوانة"، مجموعة من الأنشطة الغنائية والفنية والمبادرات الاجتماعية؛ مع تركيز خاص على المواهب الغنائية لمدينة طنجة.
وقالت مؤسسة طنجة الكبرى: "إن تنظيمها دورة استثنائية من المهرجان؛ بمشاركة نخبة من أشهر المطربين والفنانين من داخل المغرب وخارجه، تنعقد بتزامن مع حدث استثنائي فريد تمثل في احتفالات الشعب المغربي بالذكرى الخامسة والعشرين لتربع أمير المؤمنين على العرش، ما يشكل علامة فارقة تؤرخ لمرحلة عظيمة من الإنجازات وتلاحم العرش بالشعب وتأكيد القيم الكبرى في التنمية وترسيخ قيم الوفاء والصدق".
حديقة ماجوريل
ضمن الفعاليات الثقافية الصيفية بالمغرب، تم افتتاح معرض "حديقة ماجوريل: من نحن؟" وذلك بمتحف إیف سان لوران بمراكش. وذكرت مؤسسة حدیقة ماجوریل، أن المعرض المقام بقاعة العرض المؤقتة، یأتي في إطار الاحتفاء بالذكرى المئوية لحديقة ماجوریل؛ وذلك بإشراف ألكسیس سورنین مدیر متحف إیف سان لوران بمراكش، ومتحف بییر بیرجي للفنون الأمازیغیة؛ بمساعدة مادیسون كوكس وجميع الفرق العاملة بحدیقة ماجوریل.
وأضافت: "إن حدیقة ماجوریل تعتبر من أجمل الحدائق وأبھاھا على مستوى العالم؛ كما تصنف من بین أفضل المواقع السیاحیة بالمغرب، وتحتفل الحديقة هذا العام بالذكرى المئوية لتأسيسها"، مشيرة إلى الحديقة استقبلت في عام 2023، زيارة أكثر من 1.2 مليون زائر، كما تم إعداد ملصق خاص للذكرى المئوية یقدم بالمجان للزوار.
الجدير بالذكر؛ أنه تم إنشاء جمعية "الحفاظ وإشعاع حدیقة ماجوریل" في عام 2001، فيما أصبحت مؤسسة خيرية في عام 2011 تحت اسم "مؤسسة حدیقة ماجوریل"؛ وتتمثل مھمتھا الرئیسیة في ضمان الحفاظ على حدیقة ماجوریل وتعزیزھا وصیانتھا بالإضافة إلى المتحفین التابعین لھا.