وزير البيئة العراقي: تكرار تعرض المنطقة العربية للكوارث بات أمراً مقلقاً

وزير البيئة العراقي: تكرار تعرض المنطقة العربية للكوارث بات أمراً مقلقاً

أكد وزير البيئة العراقي المهندس نزار آميدي، أن تكرار تعرض المنطقة العربية إلى الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية بات أمرًا مقلقًا لكثير من الدول.

جاء ذلك في كلمته أمام الاجتماع الثاني للوزراء العرب المعنيين بالحد من مخاطر الكوارث الذي عقد، اليوم الأربعاء، بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية، وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط.

وقال آميدي، إن الأبحاث الأكاديمية وتقارير وسيناريوهات الأمم المتحدة أكدت أن منطقتنا هي واحدة من أكثر المناطق المعرضة للظروف البيئية الصعبة المتمثلة بازدياد التلوث وتأثيرات التغيرات المُناخية التي سببت الجفاف وشح المياه وتكرار العواصف الترابية والفيضانات وجعلت شعوبنا تعاني في مواسم الشتاء والصيف المتطرفة.

وأضاف أن الدراسات الإحصائية للكوارث في الدول العربية أثبتت أن هناك زيادة في الخسائر البشرية والمادية ما تسبب بتعطيل خطط وبرامج التنمية المستدامة والخطط التنموية للدول العربية، ما اضطرها إلى توجيه جزء من مواردها لتخفيف المعاناة الإنسانية وإعادة تأهيل المنشآت المتضررة وتطوير تقنيات التنبؤ بالكوارث.

وتابع: "يمثل اجتماعنا اليوم والذي هو مكمل لسلسلة اجتماعات تقودها الأمانة العامة لجامعة الدول العربية اهتمامًا كبيرًا من بلداننا وحكوماتنا في موضوع الحد من مخاطر الكوارث.. وخطوة مهمة نحو الأمام في الاتفاق على مفاصل كثيرة من شأنها أن تطور العمل والتعاون بيننا وتساعد شعوبنا في مواجهة الكوارث المحتملة". 

وأشار إلى أن هناك حاجة إلى إنشاء قاعدة بيانات خاصة بالمنطقة العربية للحد من المخاطر وللمساعدة في كتابة الخطط والاستراتيجيات وعلى أهمية أطلس المخاطر الطبيعية الخاص بالدول العربية.

ودعا الوزير العراقي إلى الانفتاح على المجتمع الدولي والتشجيع على التحضير الجيد والانضمام إلى الجهود العالمية والمنتدى العالمي للحد من مخاطر الكوارث. 

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية  وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.

في نهاية يوليو 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.


 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية