"السلام هو الدواء".. "الصحة العالمية" تندد بتجاهل الأزمة الإنسانية في السودان

"السلام هو الدواء".. "الصحة العالمية" تندد بتجاهل الأزمة الإنسانية في السودان

أكد كبير مسؤولي الصحة في الأمم المتحدة، أمس الأحد، أن النظام الصحي في السودان "على وشك الانهيار" بعد 16 شهرًا من الحرب التي تركت البلاد وشعبها يواجهون "العاصفة المثالية للأزمات"، والتي يتجاهلها العالم إلى حد كبير.

ونقل الموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة، عن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، قوله: "إن حجم حالة الطوارئ صادم، وكذلك الإجراءات غير الكافية التي يتم اتخاذها للحد من الصراع".

وقال الدكتور غيبريسوس في حديثه للصحفيين من مدينة بورتسودان، إن الصراع أسفر حتى الآن عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص -معتقدًا أن الرقم الفعلي أعلى من ذلك على الأرجح- وأثار أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم، حيث نزح أكثر من 10 ملايين شخص داخل البلاد، فيما أجبر مليوني شخص آخرين على الفرار إلى البلدان المجاورة.

وبعد 500 يوم من القتال، الذي اندلع في أبريل من العام الماضي 2023، تسببت الفيضانات الموسمية الكارثية في إلحاق المزيد من الضرر بالبنية التحتية الحيوية، وتزايد تفشي الأمراض مثل الكوليرا والملاريا، وتم الإبلاغ عن العديد من حالات العنف الجنسي المرتبط بالصراع، وتحدث المجاعة في بعض مناطق البلاد.

وفي ختام زيارته التي استمرت يومين، قال غيبريسوس: "من المتوقع أن يواجه 25.6 مليون شخص -أكثر من نصف سكان السودان- مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد"، كما أشار إلى أن 70 إلى 80% من المرافق الصحية في البلاد لا تعمل بكامل طاقتها.

وعلى الرغم من هذه الإحصائيات المخيفة، ودق منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر منذ بدء الصراع أثناء العمل مع الشركاء لمواجهة بعض التحديات، يبدو أن المجتمع الدولي نسي السودان ولا يولي اهتمامًا كبيرًا للصراع الذي يمزقه، مع عواقبه في المنطقة.

أفضل دواء

قال غيبريسوس: "لقد ترك الصراع نحو 25 مليون شخص، في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية، ومن بين هؤلاء، يحتاج 14.7 مليون شخص إلى مساعدة عاجلة لمجموعة من الدعم المنقذ للحياة.

ودعا إلى مجموعة من الإجراءات التي يمكن أن تنقذ ملايين الأرواح، ومنها حماية المرافق الصحية والعاملين الصحيين والمرضى، مؤكدا أنه لا ينبغي استهداف الصحة.

كما دعا المسؤول الأممي إلى الوصول المستدام لتوصيل الإمدادات والمساعدات، وتوسيع نطاق مراقبة الأمراض وتغطية التطعيم؛ وزيادة التمويل من المجتمع الدولي لتوسيع نطاق الاستجابة.

وقال غيبريسوس: "ندعو العالم إلى الاستيقاظ ومساعدة السودان على الخروج من الكابوس الذي يعيشه"، وقال إن وقف إطلاق النار الفوري ضروري، ما يؤدي إلى حل سياسي دائم"، مضيفا: "أفضل دواء هو السلام".

أزمة منسية

وقال المسؤول الأممي: "يبدو أن المجتمع الدولي قد نسي السودان، ولم يعد يولي اهتماما كبيرا بالصراع الذي يمزقه وعواقبه على المنطقة.. لهذا السبب جئت إلى السودان".

رافقت الدكتور تيدروس خلال الزيارة، الدكتورة حنان بلخي المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، وقد التقيا عددا من الشركاء الذين يقومون بالاستجابة.

ودعا المسؤولان إلى توسيع نطاق العمل بشكل عاجل لتوفير مزيد من الموارد والوصول الإنساني للمساعدات والأمن لعمال الإغاثة والعاملين في المجال الصحي والمرضى.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية