"حرب على النساء".. قلق أممي إزاء أوضاع السودانيات
"حرب على النساء".. قلق أممي إزاء أوضاع السودانيات
أعربت المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان للدول العربية، ليلى بكر، عن قلقها الشديد إزاء الوضع الإنساني المتدهور الذي تعيشه النساء والفتيات السودانيات بسبب الصراع المستمر في السودان.
وأكدت ليلى بكر، أن تداعيات هذا الصراع لم تقتصر على الجانب المادي فقط، بل أثرت بشكل خاص على الفئات الأكثر هشاشة، وتحديدًا النساء والفتيات، واصفة الوضع بأنه "حرب على النساء"، في إشارة إلى أنهن يتحملن العبء الأكبر من آثار الحرب، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
خلال زيارتها التضامنية للسودان، التي تهدف إلى تسليط الضوء على محنة النساء السودانيات، زارت ليلى بكر أحد مستشفيات الولادة الذي يعاني من اكتظاظ شديد ونقص حاد في الإمدادات الطبية.
وأشادت المسؤولة الأممية، بالجهود الكبيرة التي يبذلها العاملون في الميدان، رغم الظروف القاسية وانعدام الموارد الأساسية. هذا المستشفى، الذي يمثل الأمل الوحيد للنساء الحوامل، يعمل في ظروف طارئة ويواجه تحديات كبيرة في تلبية احتياجات النساء النازحات والمقيمات.
وأدى الصراع المستمر في السودان إلى نزوح ملايين الأشخاص داخليًا، مما زاد من الضغط على المرافق الصحية المحدودة.
ويعاني النظام الصحي في البلاد من انهيار شبه كامل، حيث لم تعد هناك مرافق كافية لتقديم الرعاية الصحية، خاصة للنساء اللاتي يحتجن إلى رعاية طبية أثناء الحمل والولادة.
وتزداد الأمور تعقيدًا في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية، مما يرفع من معدلات الوفيات بين النساء والأطفال نتيجة انعدام الخدمات الصحية الكافية.
وأشارت ليلى بكر إلى أن الوضع الحالي في السودان يستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا، حيث إن مستشفى الولادة الذي زارته هو المركز الوحيد الذي يقدم الرعاية الصحية للنساء النازحات داخليًا في المنطقة، وهو غير قادر على تلبية جميع الاحتياجات المتزايدة.
وأكدت ضرورة توسيع نطاق الخدمات الطبية لتشمل مناطق أخرى، مشددة على أن النساء والفتيات هن الأكثر تأثرًا من انعدام هذه الخدمات، مما يعرضهن لمخاطر صحية جسيمة.
كما دعت بكر المجتمع الدولي إلى تقديم المزيد من الدعم الإنساني وتوسيع نطاق المساعدات لتشمل مناطق متعددة في السودان، حيث إن تقديم الإمدادات الطبية والغذائية العاجلة ليس كافيًا، بل يجب أيضًا توفير رعاية صحية متكاملة وخدمات حماية النساء من العنف الجنسي والانتهاكات التي تزداد حدتها في ظل الصراعات المسلحة.
تأتي هذه الزيارة في وقت حرج حيث يتزايد عدد النازحين والمشردين داخليًا بسبب استمرار الصراع، مما يجعل الحاجة إلى تدخل دولي أكبر أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
وتتطلب الأوضاع الحالية في السودان تكاتفًا دوليًا وجهودًا مشتركة لتخفيف المعاناة الإنسانية الهائلة التي تتعرض لها النساء والفتيات، والحد من تدهور أوضاعهن الصحية والمعيشية.
الأزمة السودانية
ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 معارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".
وأدى الصراع كذلك إلى تدمير أجزاء كبيرة من العاصمة الخرطوم وإلى زيادة حادة في أعمال العنف المدفوعة عرقياً وإلى تشريد أكثر من ثمانية ملايين سوداني لجأ من بينهم أكثر من مليون شخص إلى دول مجاورة، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة، وخصوصاً إلى مصر شمالاً وتشاد غرباً.
وأبرم طرفا النزاع أكثر من هدنة، غالبا بوساطة الولايات المتحدة والسعودية، سرعان ما كان يتمّ خرقها.
كما يحاول كل من الاتحاد الإفريقي ومنظمة إيغاد للتنمية بشرق إفريقيا التوسط لحل الأزمة في السودان.
ولم يفِ طرفا القتال بتعهدات متكررة بوقف إطلاق النار يتيح للمدنيين الخروج من مناطق القتال أو توفير ممرات آمنة لإدخال مساعدات إغاثية.
وتكرر المنظمات الإنسانية التحذير من خطورة الوضع الإنساني في السودان الذي كان يعدّ من أكثر دول العالم فقرا حتى قبل اندلاع المعارك الأخيرة