المجلس النرويجي: غارات المواصي تثبت أن "المناطق الإنسانية" مجرد اسم
المجلس النرويجي: غارات المواصي تثبت أن "المناطق الإنسانية" مجرد اسم
أكدت منظمة المجلس النرويجي للاجئين أن الضربات المتكررة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية في غزة، حيث أُمر المدنيون الفلسطينيون بالفرار، تُظهر أن توجيهات إسرائيل غير القانونية بشأن إعادة التوطين فشلت في حماية الفلسطينيين أو تقديم أي ضمانات لسلامتهم.
وقال الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين يان إيجلاند: إن صور الحفر التي يبلغ عمقها أمتاراً والتي دفنت عشرات الخيام التي كان الأطفال وأسرهم ينامون فيها قبل لحظات مروعة، موضحا أنه على مدى أحد عشر شهراً، كانت إسرائيل تجبر الفلسطينيين في غزة على الفرار من مكان إلى آخر دون أن تقدم لهم ضمانات حقيقية بالسلامة أو السكن اللائق أو العودة بمجرد انتهاء الأعمال العدائية.
مضيفا: تقدم أحداث الليلة الماضية دليلاً إضافياً على أنه لا يوجد مكان آمن في غزة وأن وقف إطلاق النار وحده هو الذي سيمنع المزيد من الخسائر في الأرواح.
ويأتي هذا الهجوم في الوقت الذي تستمر فيه القيود المفروضة منذ فترة طويلة في شل عمليات الإغاثة في غزة.
على سبيل المثال، في الأسابيع الأخيرة، اضطرت فرق المجلس النرويجي للاجئين، التي كانت تساعد الآلاف من الفلسطينيين النازحين في دير البلح في وسط غزة، إلى الانتقال إلى المواصي بعد توجيهات إسرائيلية بإعادة التوطين تغطي مناطق تقع على بعد بضع مئات من الأمتار من مرافق المجلس النرويجي للاجئين. وعادوا إلى مقر المجلس النرويجي للاجئين في دير البلح بعد تسعة أيام من الاضطرابات، في أعقاب أول تراجع إسرائيلي على الإطلاق عن توجيهاتها منذ بدء التصعيد.
وقال إيجلاند "إن زملائي في غزة عازمون على مواصلة دعم السكان المنكوبين، ولكن كيف يمكنهم القيام بذلك وهم أنفسهم يتعرضون للنزوح مرارا وتكرارا؟ إن هذه الظروف تجبرنا على تطوير خطط طوارئ باستمرار للبقاء على قيد الحياة، مما يحرمنا من الوقت والموارد التي كان ينبغي لنا أن نخصصها لخدمة السكان المحليين".
وفي شهر أغسطس وحده، أصدرت إسرائيل 16 توجيهاً بإعادة توطين سكان في غزة، ما أدى إلى تهجير نحو 260 ألف فلسطيني، وكان العديد منهم قد نزحوا قسراً عدة مرات بالفعل.
تستمر الأوضاع في غزة في التدهور، ويرجع ذلك جزئياً إلى القيود المفروضة على المساعدات.
ووجد تقييم أجراه المجلس النرويجي للاجئين لـ62 موقعاً تستضيف أكثر من 129,500 نازح داخلي في دير البلح وخان يونس أن بعض المواقع تضم 10 إلى 15 شخصاً يتقاسمون خيمة واحدة.
وأفاد النازحون داخلياً بعدم تلقي أي دعم غذائي في 50% من هذه المواقع، ولم تكن هناك مراحيض أو إدارة للنفايات الصلبة في 85% من المواقع.
وتشن إسرائيل هجوما جويا وبريا على غزة منذ أكتوبر الماضي، وتعهدت بتدمير حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) بعد أن شن مسلحون من الحركة في السابع من أكتوبر 2023 هجوما أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص، أغلبهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
فيما أدت العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، إلى مقتل أكثر من 40 ألف شخص في القطاع، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 94 ألف جريح، وأغلب الضحايا نساء وأطفال، وانتشار العديد من الأمراض والأوبئة وفقا للسلطات الصحية في غزة وتُجرى حاليا مفاوضات لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين في ظل أزمة إنسانية حادة يعيشها سكان القطاع جراء الحرب.
وتتجاهل تل أبيب قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بإنهاء الحرب فوراً وأمر محكمة العدل الدولية باتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة.