قصف منطقة إنسانية.. إدانات عربية ودولية لانتهاكات الجيش الإسرائيلي في "مواصى غزة"

قصف منطقة إنسانية.. إدانات عربية ودولية لانتهاكات الجيش الإسرائيلي في "مواصى غزة"

توالت ردود الفعل العربية والدولية المستنكرة للهجوم الإسرائيلي على المواصي الذي تسبب في مقتل 40 شخصاً وإصابة 60 آخرين بجروح، في غارة جوية على منطقة حدّدتها إسرائيل «منطقة إنسانية» في جنوب قطاع غزة.

في البداية، حمّلت الرئاسة الفلسطينية الإدارة الأمريكية مسؤولية المجزرة في المواصي.

وقال المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في بيان، إنّه "لولا الدعم الأمريكي غير المسبوق سياسيًا وعسكريًا وماليًا، لما تجرّأ قادة الاحتلال على ارتكاب مثل هذه الجرائم، متحدين جميع قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، بقتل الأطفال والنساء والشيوخ دون محاسبة".

ورأى أبو ردينة أنّ "استمرار حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، والمجازر اليومية التي ترتكب بحقه، والدعم الأميركي جعل الشرق الأوسط في مهب الريح"، مشددًا على أنّه "آن الأوان لتدرك إسرائيل والإدارة الأميركية أن المنطقة على حافة الانفجار الشامل، جراء سياساتها المخالفة للإرادة والشرعية الدوليتين".

ومن جانبها، أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة واستنكار المملكة الشديدين، استهداف الجيش الإسرائيلي خيام النازحين في مواصي خان يونس جنوب غرب قطاع غزة، ما أودى بحياة وإصابة العشرات في اعتداء جديد لسلسلة متكررة من الانتهاكات لآلة الحرب الإسرائيلية على المدنيين العزّل.

وجددت الوزارة -وفقا لما أوردته وكالة الأنباء السعودية "واس" اليوم الثلاثاء- رفضها القاطع لاستمرار جرائم الإبادة الجماعية الإسرائيلية، مطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار، وتحمل السعودية قوات الاحتلال الإسرائيلية كامل المسؤولية جرّاء استمرار خرقها كل الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية.

كما أكدت السعودية المسؤولية القانونية والإنسانية والأخلاقية الملقاة على عاتق المجتمع الدولي لتفعيل آليات المحاسبة الدولية، ووضع حد لهذه الانتهاكات المستمرة للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية.

وأدانت مصر بأشد العبارات قصف إسرائيل خيام النازحين الفلسطينيين في مواصي خان يونس جنوب غرب قطاع غزة.

وأعربت مصر عن بالغ استنكارها لاستمرار المجازر الإسرائيلية في حق المدنيين بقطاع غزة، وذلك في غياب أي تحرك دولي فاعل لوضع حد لهذه المعاناة الإنسانية التي أصبحت تمثل تحديًا حقيقيًا لمصداقية كل المعايير والقيم الإنسانية وخرقًا لأبسط قواعد القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان.

واعتبرت مصر أن استمرار ارتكاب هذه الجرائم بتلك الصورة، وعدم الاكتراث بأرواح الأبرياء والمدنيين أصبح يشكل تهديدًا للسلم والأمن والإقليميين والدوليين، داعية جميع الأطراف الفاعلة دوليًا للنأي عن سياسة المعايير المزدوجة والكيل بمكيالين، والاضطلاع بمسؤولياتها الإنسانية والأخلاقية لوقف تلك المأساة الإنسانية بصورة فورية.

من جانبها، أعربت الكويت عن إدانتها واستنكارها الشديدين للمجزرة الجديدة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الأبرياء الفلسطينيين النازحين في منطقة خان يونس جنوبي قطاع غزة.

وشددت وزارة الخارجية الكويتية -في بيان لها اليوم الثلاثاء- على أن هذا "الاستهداف الوحشي للمدنيين العزل من نساء وأطفال، هو دليل دامغ على أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تشن حرب إبادة ضد الفلسطينيين في انتهاك صارخ للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".

وجددت الوزارة مطالبات دولة الكويت للمجتمع الدولي ومجلس الأمن بالتحرك السريع لوقف حرب الإبادة التي تشنها تلك القوات على القطاع منذ شهر أكتوبر من العام 2023.

بدورها، أ‏دانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية بأشد العبارات استمرار إسرائيل في عدوانها الغاشم على قطاع غزة، واستهدافها الممنهج والمتواصل للمدنيين ومراكز إيواء النازحين، وآخره استهداف قوات الجيش الإسرائيلي خيام نازحين في خان يونس جنوبي قطاع غزة، في منطقة كانت إسرائيل قد صنفتها في وقت سابق بأنها آمنة؛ ما أسفر عن ارتقاء وإصابة عشرات الفلسطينيين.

‏وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير الدكتور سفيان القضاة، في بيان اليوم الثلاثاء، رفض المملكة واستنكارها المطلق لاستمرار إسرائيل في انتهاك قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وارتكاب جرائم الحرب والإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، في ظل غياب موقف دولي حازم يلجم العدوانية الإسرائيلية ويجبرها على احترام القانون الدولي ووقف عدوانها على غزة، وما ينتجه من قتل ودمار وكارثة إنسانية غير مسبوقة.

‏وشدد السفير الدكتور سفيان القضاة، على ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته، وخاصة مجلس الأمن لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة بشكل فوري، وتوفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني، ومحاسبة مرتكبي الجرائم بحقه، خاصةً في ظل إمعان الحكومة الإسرائيلية في انتهاكاتها الممنهجة للقانون الدولي.

وبدوره، قال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، إن الغارة الإسرائيلية «الصادمة» في غزة تظهر الحاجة إلى هدنة.

كما نددت تركيا، اليوم، بما عدّتها «جريمة حرب» إسرائيلية بعد الغارة الجوية الإسرائيلية. 

وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان إن «حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي ترتكب إبادة أضافت جريمة جديدة إلى قائمتها من جرائم الحرب».

ومن جهته، أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أنّ واشنطن "شريكة بالجريمة" التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في المواصي، لأنّها نُفّذت بأسلحتها المدمِّرة.

وأفاد المرصد في بيان على موقعه الإلكتروني، بأنّ "تحقيقاته الأولية أظهرت أن طائرات حربية إسرائيلية استخدمت 3 قنابل من نوع "MK-84" الأميركية الصنع، في قصف خيام النازحين في المواصي وهم نيام، ما أحدث 3 حفر بعمق وقطر عدة أمتار، تسببت بدفن نحو 20 خيمة بالعائلات التي بداخلها".

كما أدان البرلمان العربي، بشدة المجزرة المروعة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي فجر اليوم الثلاثاء، في منطقة المواصي بخان يونس في قطاع غزة والتي أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات أغلبهم من الأطفال والنساء، واختفاء عائلات كاملة بين الرمال، ووصفها بأنها "استمرار لسياسة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني"، في تحدٍ سافر للقوانين والمواثيق الدولية، وبخاصة القانون الدولي الإنساني.

وأكد البرلمان العربي، في بيان، أن هذه الجرائم المروعة تعززها حالة الإفلات من العقاب وعدم الردع، ما يشجع الجيش الإسرائيلي على ارتكاب المزيد من الجرائم والمجازر بحق المدنيين الأبرياء، محملًا المجتمع الدولي ومجلس الأمن والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن هذه المجازر التي تتكرر كل يوم ويذهب ضحيتها أطفال ونساء لا ذنب لهم، أمام سمع وبصر العالم ووسط صمت دولي مخز.

ودعا البرلمان العربي، المجتمع الدولي ومجلس الأمن والدول الفاعلة إلى تحمل مسؤولياتها والضغط على إسرائيل لوقف حرب الإبادة الجماعية والمجازر الوحشية التي يرتكبها بحق المدنيين الفلسطينيين، ومحاسبة المسؤولين عن هذه المجازر والجرائم كمجرمي حرب وتوفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين، والإنفاذ السريع لدخول المساعدات الإنسانية والطبية إلى قطاع غزة، للحد من المجاعة والأوضاع المأساوية بالقطاع، والعمل من أجل إنهاء العدوان ووقف إطلاق النار فورا في قطاع غزة والضفة الغربية.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية