في الدورة الـ57 لمجلس حقوق الإنسان.. ندى الناشف: صراع السودان يخرج عن السيطرة

في الدورة الـ57 لمجلس حقوق الإنسان.. ندى الناشف: صراع السودان يخرج عن السيطرة

وجهت نائبة مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان ندى الناشف، تحذيرات قوية بشأن الوضع المتفاقم في السودان، مشيرة إلى أن الصراع الدائر هناك قد خرج عن السيطرة، محملة المجتمع الدولي مسؤولية التدخل العاجل لإنهاء ما وصفته بـ"المأساة" التي يعيشها الشعب السوداني.

وفي كلمة ألقتها خلال جلسة الحوار التفاعلي بشأن حقوق الإنسان في السودان ضمن الدورة الـ57 لمجلس حقوق الإنسان بجنيف، قالت الناشف إن الشعب السوداني يواجه اليوم إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية، في ظل الإفلات من العقاب وانتشار ممارسات سلطوية تستغل التوترات العرقية لخدمة مصالح سياسية واقتصادية ضيقة.

المدنيون في قلب المعاناة

وأوضحت الناشف أن الصراع المستمر لأكثر من 16 شهرًا قد ألقى بظلاله الثقيلة على المدنيين، الذين يتحملون العبء الأكبر من الأعمال العدائية. 

وأضافت أن الوعود التي أعلنتها الأطراف المتحاربة بشأن حماية المدنيين ظلت فارغة المحتوى، حيث تستمر الانتهاكات دون رادع.

وأشارت الناشف إلى أن الهجمات العشوائية واستخدام الأسلحة ذات التأثير الواسع في المناطق المكتظة بالسكان أدى إلى سقوط آلاف الضحايا من المدنيين، فضلاً عن تدمير البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس والأسواق، ما أدى إلى تدهور مصادر كسب العيش.

أرقام مقلقة وجرائم موثقة

كما كشفت المسؤولة الأممية أن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وثّق، خلال الفترة من يونيو إلى أغسطس، أكثر من 864 حالة وفاة بين المدنيين، ناجمة عن هجمات استهدفت مناطق سكنية في مختلف أنحاء السودان. 

وأعربت عن قلقها العميق إزاء استخدام العنف الجنسي كسلاح في الصراع، مشيرة إلى توثيق 97 حادثة شملت 172 ضحية، غالبيتهم من النساء والفتيات.

وأوضحت أن 81% من هذه الحوادث نُسبت إلى عناصر من قوات الدعم السريع والمسلحين المتحالفين معها، في حين تم تسجيل تقارير موثوقة عن حالات عنف جنسي ارتكبتها القوات المسلحة السودانية وبعض الحركات المسلحة المتحالفة معها.

تصاعد خطاب الكراهية

وأعربت الناشف عن قلقها إزاء الهجمات ذات الدوافع العرقية وتصاعد خطاب الكراهية في السودان. وقالت إن المكتب الأممي وثّق العديد من الشهادات حول عمليات إعدام موجزة وعنف جنسي ونزوح قسري، خاصةً في غرب دارفور، حيث استهدفت قوات الدعم السريع والميليشيات العربية المتحالفة معها قبيلة المساليت.

وأكدت المسؤولة الأممية أن تعبئة المدنيين، بمن في ذلك الأطفال، قد تصاعدت على أسس قبلية، ما يزيد من خطر توسع الحرب الأهلية لتشمل أبعادًا عرقية أوسع.

الحقوق الاقتصادية والاجتماعية

اختتمت الناشف كلمتها بالتحذير من التأثير المدمر للصراع على الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، مشيرة إلى تدهور الوضع الغذائي والسكني والتعليمي، مع استمرار الاحتجاز التعسفي والاعتقالات على أساس الهوية العرقية.

في ظل هذه المعطيات، دعت ندى الناشف إلى ضرورة تدخل المجتمع الدولي لإنهاء هذه المأساة وإنقاذ الشعب السوداني من مزيد من المعاناة.

الأزمة السودانية

ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 معارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".

وأدّى النزاع إلى مقتل وإصابة آلاف الأشخاص، مع أن الرقم الحقيقي للقتلى قد لا يُعرف أبداً لعدم وجود إحصاءات رسمية موثقة.

وأدى الصراع كذلك إلى تدمير أجزاء كبيرة من العاصمة الخرطوم وإلى زيادة حادة في أعمال العنف المدفوعة عرقياً وإلى تشريد أكثر من ثمانية ملايين سوداني لجأ من بينهم أكثر من مليون شخص إلى دول مجاورة، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة، وخصوصاً إلى مصر شمالاً وتشاد غرباً.

وأبرم طرفا النزاع أكثر من هدنة، غالبا بوساطة الولايات المتحدة والسعودية، سرعان ما كان يتمّ خرقها.

كما يحاول كل من الاتحاد الإفريقي ومنظمة إيغاد للتنمية بشرق إفريقيا التوسط لحل الأزمة في السودان.

ولم يفِ طرفا القتال بتعهدات متكررة بوقف إطلاق النار يتيح للمدنيين الخروج من مناطق القتال أو توفير ممرات آمنة لإدخال مساعدات إغاثية.

وتكرر المنظمات الإنسانية التحذير من خطورة الوضع الإنساني في السودان الذي كان يعدّ من أكثر دول العالم فقرا حتى قبل اندلاع المعارك الأخيرة.

 

 

 

 

 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية