من اللايكات للأزمات.. كيف تتحول وسائل التواصل لساحة معركة للأطفال؟

من اللايكات للأزمات.. كيف تتحول وسائل التواصل لساحة معركة للأطفال؟

في زمن تتسارع فيه وتيرة التقدم التكنولوجي، تصبح وسائل التواصل الاجتماعي محورًا أساسيًا في حياة الأطفال والمراهقين، حيث تلعب دورًا رئيسيًا في تشكيل تجربتهم اليومية.

من خلال هذه المنصات، يتمكن الأطفال من التواصل والتفاعل ومشاركة جوانب من حياتهم الشخصية، ما يعزز شعورهم بالانتماء والتواصل الاجتماعي ولكن، في ظل هذا الانفتاح الرقمي، يبرز تساؤل محوري حول تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية والاجتماعية للأطفال، فبينما تتيح هذه المنصات للأطفال فرصة للتعبير عن أنفسهم، فإنها كذلك تثير قضايا جدية تتعلق بتهديد الخصوصية والمخاطر الأمنية.

وتكشف الأرقام والبيانات عن التغيرات الكبيرة في نمط استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بين الأطفال، وفقًا لتقرير مركز بيو للأبحاث لعام 2023، فإن نحو 95% من المراهقين في الولايات المتحدة يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بشكل منتظم، وهو ما يعكس الانتشار الواسع لهذه المنصات بين الشباب.

وتشير هذه الإحصائيات إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياة الأطفال، مما يعكس مدى تأثيرها العميق على تفاعلاتهم الاجتماعية ونمط حياتهم.

رغم أن وسائل التواصل الاجتماعي توفر للأطفال منصة للتعبير عن أنفسهم ومشاركة اهتماماتهم، فإن الدراسات تشير إلى أن الاستخدام المفرط يمكن أن يؤثر سلبًا على صحتهم النفسية، فتقرير الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال لعام 2022 أشار إلى أن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي يرتبط بزيادة مستويات القلق والاكتئاب بين الأطفال.

أكثر من ثلاث ساعات يوميًا

وبحسب دراسة أجرتها جامعة هارفارد في 2022، فإن الأطفال الذين يقضون أكثر من ثلاث ساعات يوميًا على وسائل التواصل الاجتماعي يعانون من مشكلات صحية نفسية أعلى مقارنة بأقرانهم الذين يستخدمون هذه الوسائل بشكل أقل، وتظهر هذه الدراسات أن الاستخدام المفرط لهذه المنصات يمكن أن يكون له تأثيرات ضارة على الصحة النفسية للأطفال.

وأظهرت دراسة نشرتها جامعة أكسفورد في 2023 أن الاستخدام المتوازن لوسائل التواصل يمكن أن يعزز التواصل الاجتماعي لدى الأطفال، حيث يجدون مساحات للتفاعل ومشاركة أفكارهم ومشاعرهم، ما يسهم في تنمية مهاراتهم الاجتماعية والعاطفية في هذا السياق، يمكن أن تكون وسائل التواصل الاجتماعي أداة قوية في بناء علاقات اجتماعية وتعزيز الثقة بالنفس.

لكن، المخاطر المرتبطة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، فالأطفال بسبب نقص خبرتهم في التعامل مع المعلومات الشخصية، يمكن أن يتعرضوا لمخاطر عدة تتعلق بالخصوصية.

وأشار تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC) في 2022 إلى زيادة ملحوظة في حالات الابتزاز عبر الإنترنت، حيث سجلت زيادة بنسبة 30% في الحوادث المتعلقة بجرائم الإنترنت ضد الأطفال خلال السنوات الخمس الأخيرة، هذا يشير إلى أن الأطفال معرضون للاستغلال الرقمي بطرق لم تكن ممكنة في السابق، مما يعكس أهمية حماية بياناتهم الشخصية.

ويعد التنمر الإلكتروني مشكلة أخرى تتعلق باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أظهرت دراسة أجرتها منظمة "سايف كيدز" في 2023 أن 40% من الأطفال الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي تعرضوا لشكل من أشكال التنمر الرقمي، ما يؤثر بشكل كبير على صحتهم النفسية، هذا النوع من التنمر لا يقتصر على المضايقات البسيطة، بل يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات نفسية عميقة تؤثر على حياة الأطفال اليومية.

إدمان الإنترنت

ويعد إدمان الإنترنت مصدر قلق آخر يرتبط بالخصوصية، فالاستخدام المفرط للإنترنت يمكن أن يؤدي إلى إدمان، ما يؤثر سلبًا على الأداء الأكاديمي والعلاقات الاجتماعية، حيث أظهرت دراسة أجرتها جامعة كولومبيا البريطانية في 2023 أن الأطفال الذين يقضون وقتًا مفرطًا على وسائل التواصل الاجتماعي يعانون من انخفاض في درجاتهم الدراسية ومشكلات في التفاعل الاجتماعي، ما يشير إلى أن التأثيرات السلبية لا تقتصر على الصحة النفسية فقط، بل تمتد لتؤثر على جوانب متعددة من حياة الأطفال.

ولمواجهة هذه التحديات، يتطلب الأمر جهودًا مشتركة من الأهل، والمربين، وصانعي السياسات، وينبغي على الأهل توخي الحذر وتطبيق رقابة ناعمة تشمل الحوار المفتوح حول استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، دراسة من جامعة إلينوي في 2023 أظهرت أن الأهل الذين يمارسون رقابة ناعمة، ويشجعون على الحوار المفتوح حول الأمان الرقمي، ويسهمون في تقليل المشكلات المرتبطة بهذه الوسائل، هذا يشير إلى أن الرقابة الأبوية، حين تكون مصحوبة بالحوار والتعليم، يمكن أن تسهم في حماية الأطفال من المخاطر المحتملة.

وتلعب التشريعات دورًا حاسمًا في حماية خصوصية الأطفال، وهناك حاجة لتعزيز التشريعات التي تحمي بيانات الأطفال على الإنترنت مع فرض غرامات صارمة على الشركات التي لا تلتزم بمعايير الأمان.

وأشار تقرير صادر عن منظمة "الخصوصية الدولية" في 2022، إلى أن القوانين الحالية المتعلقة بحماية بيانات الأطفال على الإنترنت غير كافية، مما يبرز الحاجة إلى تطوير قوانين أكثر صرامة تواكب التقدم التكنولوجي السريع.

وقد تركز إدراج برامج تعليمية في المدارس على كيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل آمن يمكن أن يكون له تأثير إيجابي.

وأظهرت دراسة نشرتها منظمة التربية الرقمية العالمية في 2023 أن المدارس التي طبقت برامج تعليمية حول الأمان الرقمي شهدت انخفاضًا بنسبة 40% في حالات التنمر الإلكتروني بين الطلاب، هذه البيانات تسلط الضوء على أهمية التعليم الرقمي كأداة فعالة لحماية الأطفال من المخاطر المرتبطة بوسائل التواصل الاجتماعي.

سيف ذو حدين

ويرى مراقبون أن وسائل التواصل الاجتماعي تشكل سيفًا ذا حدين في حياة الأطفال، من جهة، توفر هذه المنصات فرصًا للتعبير وتعزيز التواصل الاجتماعي، ومن جهة أخرى، تحمل مخاطر جدية تتعلق بالخصوصية والأمان، فتحقيق التوازن بين حق التعبير وتهديد الخصوصية يتطلب جهدًا جماعيًا وتعاونًا بين الأهل، المربين، وصانعي السياسات.

تطور تأثير الإعلام على الأطفال

منذ ظهور الإنترنت في أواخر القرن العشرين، شهدت وسائل التواصل الاجتماعي تطورات مذهلة أعادت تشكيل الطريقة التي يتواصل بها الأطفال وتفاعلهم.

في البداية، كان الإنترنت بديلاً للوسائل التقليدية للتواصل، مثل الهاتف والبريد، حيث قدم الإمكانيات الأولية للمراسلة عبر البريد الإلكتروني والمشاركة في مجموعات النقاش عبر الإنترنت، ومع تقدم التكنولوجيا، تحولت هذه الأدوات البدائية إلى منصات أكثر تعقيدًا وتفاعلًا، ما أثر بشكل عميق على حياة الأطفال والشباب.

أولى الخطوات نحو وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة بدأت مع ظهور المنتديات ومجموعات النقاش في التسعينيات، والتي سمحت للمستخدمين بمشاركة اهتماماتهم والتفاعل مع الآخرين في أجواء أكثر تفاعلًا من الرسائل الإلكترونية البسيطة، ومع دخول الألفية الجديدة، بدأت الشبكات الاجتماعية مثل "MySpace" و"Friendster" في الظهور، حيث قدمت أدوات جديدة للتواصل، بما في ذلك ملفات تعريف المستخدمين والمشاركات العامة، ولكن النقلة النوعية الحقيقية حدثت مع ظهور "فيسبوك" في عام 2004 و"تويتر" في عام 2006، حيث أضافت هذه المنصات عنصر السرعة في نشر المعلومات والقدرة على مشاركة المحتوى بشكل لحظي مع جمهور واسع.

تطورت وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير مع دخول منصات مثل "إنستغرام" و"تيك توك"، التي دمجت الصور والفيديوهات القصيرة مع ميزات التفاعل الاجتماعي، ما غير الطريقة التي يتفاعل بها الأطفال مع المحتوى ومع بعضهم بعضا، أصبحت هذه المنصات الآن مراكز رئيسية للترفيه والتواصل، حيث يجد الأطفال في الفضاء الرقمي مساحة للتعبير عن أنفسهم، ومشاركة لحظاتهم اليومية، والتواصل مع أقرانهم على نطاق عالمي.

مقارنة بتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال، يبرز التأثير التاريخي لوسائل الإعلام التقليدية مثل التلفاز والراديو، في منتصف القرن العشرين، كانت وسائل الإعلام الرئيسية تتمثل في التلفاز والراديو، حيث أثر محتوى هذه الوسائل على الأطفال من خلال البرامج الترفيهية والتعليمية، على سبيل المثال، قدمت برامج الأطفال مثل "Sesame Street" منذ السبعينيات محتوى تعليميًا جذابًا يهدف إلى تطوير مهارات الأطفال الاجتماعية والأكاديمية.

كان تأثير هذه الوسائل بطيئًا نسبيًا مقارنةً بوسائل التواصل الاجتماعي، حيث كانت البرامج التلفزيونية تُعرض في أوقات محددة وتُشاهد بشكل جماعي.

تفاعل غير محدد الوقت

وتوفر وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال تفاعلاً غير محدد الوقت وبشكل أكثر تخصيصًا، يمكن للأطفال الآن الوصول إلى محتوى مخصص يتناسب مع اهتماماتهم الفريدة، ويستطيعون التفاعل مباشرة مع صانعي المحتوى وأقرانهم عبر الإنترنت. هذه البيئة الديناميكية تعزز من شعورهم بالانتماء والاندماج، ولكنها في ذات الوقت تعرضهم لمخاطر جديدة مثل التنمر الإلكتروني وفقدان الخصوصية.

بينما كانت وسائل الإعلام التقليدية توفر للأطفال محتوى أكثر ثباتًا ومؤطرًا، فإن وسائل التواصل الاجتماعي قد أعادت تشكيل المشهد الاجتماعي بطرق غير مسبوقة، التحولات التي أحدثتها هذه المنصات تؤكد على سرعة التغيير في كيفية تواصل الأطفال وتفاعلهم، ما يستدعي استجابة حذرة ومبنية على فهم عميق للتحديات والفرص التي تقدمها هذه التكنولوجيا الحديثة.

تأثيرات سلبية على الصحة

وفي السياق، قال الأكاديمي وخبير علم النفس، الدكتور جمال فرويز، إن منصات التواصل الاجتماعي تواجه مشكلة خطيرة تتعلق بالمحتوى المقدم للأطفال، حيث يشكل هذا المحتوى تهديداً حقيقياً للصحة النفسية والسلوك والقيم الأخلاقية للأطفال، تكمن المشكلة الأساسية في أن المحتوى الذي يصل إلى الأطفال قد يكون غير مناسب وأحيانًا ضار، حيث يتناول قضايا مثل الجنسانية والقيم غير الأخلاقية بطرق تؤثر سلباً على مفاهيمهم وقيمهم.

وأضاف فرويز، في تصريحات لـ"جسور بوست": يتعرض الأطفال لمحتويات قد تشوه فهمهم للأمور الأخلاقية والدينية، ما يدفعهم إلى تبني سلوكيات غير مرغوب فيها أو القبول بقيم تتناقض مع القيم المجتمعية، هذا التأثير يظهر بوضوح في بعض الأفلام الكرتونية والألعاب التي تُعرض لهم، حيث تقدم محتوىً غير مناسب، ما يجعل الأطفال يتعاملون مع هذه القيم كما لو كانت جزءًا طبيعيًا من حياتهم اليومية.

وتابع أن المراهنات الإلكترونية التي تستهدف الأطفال تشكل مشكلة أخرى، فتشير التقارير إلى أن الأطفال الذين يتعرضون لهذه المراهنات قد يجدون أنفسهم مضغوطين للانخراط في سلوكيات غير قانونية أو ضارة، بعض الأطفال قد يقومون بسرقة المال لتعويض خسائر المراهنات، مما يؤدي إلى مشكلات مالية وأخلاقية خطيرة.

واسترسل خبير حقوق الإنسان: تشكل الإعلانات عن المنتجات والعلامات التجارية أيضًا مصدر قلق كبير، حيث يتم الترويج للمنتجات بشكل مبالغ فيه، مما يضع ضغطًا على الأطفال للحصول على المنتجات الأصلية بدلاً من التقليدية، هذا النوع من الدعاية يخلق توقعات غير واقعية لدى الأطفال، ويكلف الأسر مبالغ طائلة، إلى جانب ذلك، يؤثر الاستخدام المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي سلباً على الصحة البدنية والعقلية للأطفال، فالجلوس لفترات طويلة على المنصات الرقمية يسبب إجهاد العينين والخلايا العصبية، مما يؤدي إلى ضعف البصر وزيادة السمنة، ويؤثر سلباً على التركيز والتعلم، كما يسهم الاستخدام المفرط في تقليل العلاقات الاجتماعية الواقعية، حيث ينصرف الأطفال عن التواصل مع أسرهم وأصدقائهم.

وأوضح فرويز أن الأطفال يتعرضون لمخاطر الاستغلال الرقمي والابتزاز عبر الإنترنت؛ الأطفال الذين يتصفحون محتويات غير مأمونة قد يواجهون تهديدات أو ابتزازات، مما يعرضهم لمخاطر كبيرة ويؤثر سلباً على أمانهم الشخصي.

وأتم: تشكل وسائل التواصل الاجتماعي تحديات كبيرة تؤثر بشكل سلبي على الأطفال من خلال المحتوى غير المناسب والتأثيرات الصحية والنفسية، ما يتطلب استجابة فعالة من الأهل والمجتمع لضمان حماية الأطفال من هذه المخاطر المتزايدة.

خطر باسم حرية التعبير

وقالت البرلمانية التونسية السابقة وخبيرة حقوق الإنسان، نسرين زريقات، إن عصر الرقمنة المتسارعة، توفر فيه وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال فرصة غير مسبوقة للتعبير عن آرائهم ومشاركة تجاربهم وأفكارهم هذه المنصات، التي تشمل الشبكات الاجتماعية مثل فيسبوك وتويتر وإنستغرام، تتيح للأطفال منصات للتواصل مع أقرانهم والتفاعل مع العالم الخارجي، فحق التعبير، الذي يُعتبر أحد الحقوق الأساسية وفقًا للإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، يؤكد أهمية ضمان حرية الأفراد في التعبير عن آرائهم والمشاركة في النقاشات العامة، على هذا النحو، توفر وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال إمكانية متميزة لتحقيق هذا الحق، ما يعزز من شعورهم بالانتماء ويشجعهم على مشاركة أفكارهم وتجاربهم.

وتابعت زريقات، في تصريحات لـ"جسور بوست": الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ينص في المادة 19 على أن لكل فرد الحق في حرية الرأي والتعبير، والذي يتضمن الحق في البحث عن المعلومات وتلقيها ونقلها، هذه المبادئ الدولية تؤكد أن وسائل التواصل الاجتماعي تشكل أداة أساسية في تعزيز الحق في التعبير للأطفال، من خلال توفير منصة تسمح لهم بمشاركة قصصهم وآرائهم، العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية مع ذلك، توفر هذه المنصات أيضًا تحديات كبيرة تتعلق بحق الخصوصية، فالأطفال بسبب نقص خبرتهم في التعامل مع المعلومات الشخصية، يتعرضون لمخاطر فقدان الخصوصية عبر الإنترنت، وسائل التواصل الاجتماعي تجمع كميات هائلة من البيانات الشخصية، بما في ذلك المعلومات حول الأنشطة والتفضيلات والمواقع الجغرافية، البيانات التي يتم جمعها يمكن أن تُستخدم لتكوين ملفات تعريفية دقيقة للأفراد، مما يعرضهم لمخاطر تتعلق بالاستغلال والتلاعب، في هذا السياق، يُبرز العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية في المادة 17 أهمية حماية الأفراد من التدخل التعسفي في خصوصياتهم، مما يدعو إلى تعزيز الحماية الرقمية للأطفال وضمان أمان بياناتهم الشخصية.

وأكدت خبيرة حقوق الإنسان أن تأثيرات فقدان الخصوصية على الأطفال قد تكون خطيرة، حيث يمكن أن يؤدي إلى الاستغلال الرقمي مثل الابتزاز والتلاعب، هذه المخاطر تُظهر أن الحق في الخصوصية قد يتعرض للخطر بشكل خاص في بيئة الإنترنت، حيث يمكن أن تُستخدم المعلومات الشخصية بطرق ضارة، الابتزاز الرقمي، على سبيل المثال، ينطوي على تهديد الأطفال بنشر معلومات حساسة أو صور خاصة إذا لم يمتثلوا لمطالب معينة، مما يشكل انتهاكًا خطيرًا لحقوقهم.

وذكرت زريقات، أنه لحماية الأطفال من الاستغلال الرقمي، من الضروري تعزيز السياسات والإجراءات التي تضمن سلامتهم، ويجب أن تشمل هذه السياسات تشديد الرقابة على كيفية جمع واستخدام البيانات الشخصية، وتعزيز الوعي بين الأطفال والأسر حول مخاطر الإنترنت، فالمنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة يمكن أن تلعب دورًا حاسمًا في تطوير معايير حماية قوية، والعمل مع الحكومات والقطاع الخاص لضمان تنفيذ هذه المعايير بفعالية، يجب أن تشمل الجهود أيضًا التعليم الرقمي للأطفال حول كيفية حماية خصوصيتهم والوعي بالمخاطر المحتملة التي قد يواجهونها على الإنترنت.

وأتمت: بينما توفر وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال فرصًا قيمة للتعبير عن أنفسهم وتعزيز حقوقهم في حرية التعبير، فإنها أيضًا تثير تحديات جدية تتعلق بالخصوصية والحماية من الاستغلال الرقمي، لتحقيق توازن فعّال بين تعزيز حقوق التعبير وحماية الخصوصية، يجب أن يتم تطبيق معايير حماية صارمة، وتعليم الأطفال كيفية التعامل مع المعلومات الشخصية، وتطوير سياسات عالمية تضمن أمانهم في بيئة الإنترنت.

 



ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية