«دعوا لمكافحة التلوث البحري».. ناشطون يغلقون مدخل رصيف في ميناء مرسيليا
«دعوا لمكافحة التلوث البحري».. ناشطون يغلقون مدخل رصيف في ميناء مرسيليا
شهد ميناء مرسيليا في جنوب فرنسا صباح السبت، حادثة احتجاجية قادها نحو عشرين ناشطًا بيئيًا من جمعية "ستوب كروازيير" (Stop Croisière) التي تعنى بمكافحة التلوث البحري.
استخدم الناشطون زوارق صغيرة لإغلاق مدخل رصيف الرحلات البحرية، ما أدى إلى تعطيل حركة السفن السياحية، وفق وكالة "فرانس برس".
تأتي هذه الخطوة كجزء من الجهود المبذولة للتنديد بالتلوث الناجم عن السفن العملاقة التي تستضيف رحلات بحرية، والتي يصفها الناشطون بأنها "مدن عائمة" تسبب أضرارًا صحية وبيئية.
في وقت مبكر من فجر السبت، تمركز الناشطون بزوارقهم في مدخل المرسى، ما أجبر سفينة "آيداستيلا" (Aidastella) الألمانية، التي تتسع لحوالي 2000 راكب، على تغيير مسارها والانتظار في عرض البحر.
كما تأثرت سفينتان أخريان هما "MSC World Europe" و"كوستا سميرالدا" (Costa Smeralda)، واللتان كان من المتوقع وصولهما إلى ميناء مرسيليا في وقت مبكر من الصباح.
تدخلت الشرطة البحرية الفرنسية لطرد الناشطين من المكان وإعادة فتح المرسى حوالي الساعة التاسعة صباحًا.
ورغم عدم وقوع أي اعتقالات أو إصابات، أعرب الناشطون عن عزمهم مواصلة حملتهم ضد التلوث الذي تتسبب فيه السفن السياحية، وخصوصًا في ما يتعلق بانبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين والتأثيرات السلبية على التنوع البيولوجي البحري.
الجوانب البيئية
تنتقد جمعية "ستوب كروازيير" بشدة تأثير السفن السياحية على البيئة وصحة السكان المحليين.
هذه السفن العملاقة، التي تشبه مدنًا عائمة بما تحويه من آلاف الركاب، تستهلك كميات هائلة من الوقود البحري، ما يتسبب في انبعاثات ضارة مثل ثاني أكسيد النيتروجين الذي يسهم في تلوث الهواء.
ووفقًا لمنظمة "أتموسود" لقياس جودة الهواء، فإن الأنشطة البحرية في مرسيليا تساهم بنسبة 39% من انبعاثات هذا الغاز الملوث، ما يشكل تهديدًا كبيرًا على الصحة العامة.
وفي مارس 2023، تقدمت جمعيات محلية وسكان بشكاوى رسمية ضد هذا النوع من التلوث، وطالبوا السلطات باتخاذ إجراءات صارمة لتقليل الانبعاثات الناتجة عن السفن السياحية.
ردود فعل محلية ودولية
تزايدت في السنوات الأخيرة العداوة تجاه الرحلات البحرية في مدن أوروبية متعددة بسبب أضرارها البيئية والصحية.
على سبيل المثال، قامت مدن مثل البندقية وأمستردام بمنع دخول السفن العملاقة إلى موانئها لحماية بيئاتها الحضرية والبحرية.
وعلى غرار ذلك، يرى النشطاء في مرسيليا أن الحلول التقليدية غير كافية للتصدي لهذا التلوث المستمر، خاصة في ظل تزايد أعداد الركاب والسفن الوافدة.
أزمة كوفيد-19 والوعي البيئي
تأسست جمعية "ستوب كروازيير" أثناء أزمة كوفيد-19، حيث شهدت العديد من المدن انخفاضًا مؤقتًا في مستويات التلوث نتيجة تقليص حركة النقل والسفر.
وخلال هذه الفترة، لاحظ سكان مرسيليا تحسنًا في جودة الهواء وتراجعًا في التلوث، ما عزز من وعيهم بأهمية حماية البيئة، لكن مع عودة الرحلات البحرية والأنشطة السياحية إلى طبيعتها، عادت مشكلات التلوث مرة أخرى إلى الواجهة.
في حين أن الرحلات البحرية توفر دخلًا اقتصاديًا كبيرًا للمدن التي تستضيفها، إلا أنها تثير قلقًا متزايدًا بين الناشطين البيئيين وسكان المدن الساحلية، ويستمر النقاش حول كيفية تحقيق توازن بين الفوائد الاقتصادية وحماية البيئة والصحة العامة.