«تدمّر مستقبل الشباب».. الأونروا: الحرب في غزة تعيد التعليم 5 سنوات للوراء

«تدمّر مستقبل الشباب».. الأونروا: الحرب في غزة تعيد التعليم 5 سنوات للوراء

حذرت دراسة حديثة من أن الحرب المستمرة في غزة ستعيد تعليم الأطفال والشباب بما يصل إلى خمس سنوات وتخاطر بخلق جيل ضائع من الشباب الفلسطيني الذين يعانون من صدمة دائمة.

ووفقا للموقع الرسمي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، يعد التقرير، الذي أعده فريق من الأكاديميين الذين يعملون بالشراكة مع "الأونروا"، هو الأول الذي يقيس بشكل شامل حصيلة الحرب على التعلم منذ أن بدأت في أكتوبر 2023.

وقالت “الأونروا”، اليوم الأحد، إن التقرير يوضح بالتفصيل التأثير المدمر على الأطفال والشباب والمعلمين، بدعم من روايات جديدة من الموظفين في الخطوط الأمامية وعمال الإغاثة.

وكانت الدراسة عبارة عن مشروع مشترك بين "الأونروا" وباحثين في كلية التربية بجامعة كامبريدج ومركز الدراسات اللبنانية.

وفقًا للمجلس النرويجي للاجئين، مع كمية المساعدات التي تسمح بها إسرائيل حاليًا بدخول غزة، سيستغرق الأمر من الوكالات الإنسانية أكثر من عامين لتسليم المجموعات اللازمة لإعداد الخيام والملاجئ المؤقتة والمنازل المتضررة جنوب وادي غزة لهذا الشتاء القادم.

وفقًا لمجموعة الصحة، في الفترة من 7 أكتوبر 2023 إلى 19 سبتمبر 2024، كان هناك 492 هجومًا على مرافق الرعاية الصحية في غزة، مما أسفر عن مقتل 747 شخصًا، وقد تأثر كل مستشفى في غزة ولم يعد أي مستشفى يعمل بكامل طاقته.

خروج المستشفيات عن الخدمة

وحتى 11 سبتمبر 2024، يوجد 17 مستشفى تعمل جزئيًا (ثلاثة في شمال غزة، وسبعة في غزة، وثلاثة في دير البلح، وأربعة في خان يونس) و19 من أصل 36 مستشفى خارج الخدمة.

ووفقًا لمجموعة الصحة، تظل "الأونروا" واحدة من أكبر الجهات الفاعلة في مجال الصحة العاملة في قطاع غزة، حيث تساهم في أكثر من نصف الأشخاص الذين تم الوصول إليهم بالخدمات الصحية منذ 7 أكتوبر 2023.

وفقًا للأمم المتحدة، فإن ما لا يقل عن 1.9 مليون شخص (أو تسعة من كل عشرة أشخاص) في جميع أنحاء قطاع غزة نازحون داخليًا، بمن في ذلك الأشخاص الذين نزحوا مرارًا وتكرارًا (بعضهم، حتى 10 مرات أو أكثر).

وحتى 26 سبتمبر، بلغ إجمالي عدد أفراد فريق الأونروا الذين قتلوا منذ 7 أكتوبر 222 فردًا.

لا تزال العديد من التحديات تقف في طريق جمع الإمدادات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها من معبر كرم أبو سالم (كيرم شالوم) في جنوب غزة، وتشمل هذه التحديات تدهور القانون والنظام، والحرب وانعدام الأمن، والبنية التحتية المتضررة، ونقص الوقود والقيود المفروضة على الوصول.

ووفقًا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" قُتل 693 فلسطينيًا في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، في الفترة من 7 أكتوبر 2023 إلى 23 سبتمبر 2024. 

وبشكل منفصل، أكدت اليونيسف مقتل أكثر من 150 طفلاً في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، خلال الفترة من 7 أكتوبر 2023 إلى يوليو 2024.

وفقًا لوزارة الصحة في غزة، وكما أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، في الفترة من 7 أكتوبر 2023 إلى 25 سبتمبر 2024، قُتل ما لا يقل عن 41495 فلسطينيًا وجُرح 96006 آخرون.

تعمل الأونروا على التحقق من تفاصيل الحوادث التي أفادت التقارير بأنها أثرت على منشآت الأونروا.

خلال الفترة المشمولة بالتقرير، تم الإبلاغ عن 464 حادثة أثرت على منشآت الأونروا والأشخاص الموجودين فيها منذ بداية الحرب (بعضها مع حوادث متعددة أثرت على نفس الموقع)، بما في ذلك ما لا يقل عن 74 حادثة استخدام عسكري و/أو تدخل في منشآت الأونروا.

وتأثرت 190 منشأة تابعة للوكالة بالذخائر أو تعرضت لتدخل الجهات المسلحة من خلال هذه الحوادث.

تقدر الأونروا أنه في المجموع، قُتل ما لا يقل عن 563 نازحًا داخليًا لجؤوا إلى منشآت الأونروا وأصيب ما لا يقل عن 1790 منذ بداية الحرب.

استجابة الأونروا

حتى 21 سبتمبر، كانت 78 نقطة طبية و10 (من أصل 27) مركزا صحيا للأونروا تعمل، وتوفر المرافق الصحية الرعاية الصحية الأولية، بما في ذلك خدمات العيادات الخارجية، ورعاية الأمراض غير المعدية، والأدوية، والتطعيمات، والرعاية الصحية قبل الولادة وبعدها، والضمادات للمصابين، يتغير عدد المرافق الصحية العاملة باستمرار بناءً على الطلب والوصول والأمن.

في 21 سبتمبر، واصل 1118 موظفًا صحيًا تابعًا للأونروا العمل في المراكز الصحية والنقاط الطبية في جميع أنحاء قطاع غزة، حيث قدموا 16770 استشارة طبية في ذلك اليوم.

وفي 21 سبتمبر، قدمت الأونروا خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي الاجتماعي في منطقتي الوسطى وخان يونس، مع فرق من الأطباء النفسيين والمشرفين لمساعدة الحالات الخاصة المُحالة من المراكز الصحية والملاجئ التابعة للأونروا. 

واستجابت فرق الأونروا لـ547 حالة في المراكز الصحية وفي النقاط الطبية من خلال الاستشارات الفردية وجلسات التوعية ومعالجة حالات العنف القائم على النوع الاجتماعي.

في 21 سبتمبر، قدمت الفرق الطبية الرعاية لـ435 امرأة حاملا وما بعد الولادة المعرضة لخطر كبير.

وبين 7 أكتوبر 2023 و22 سبتمبر 2024، قدمت الأونروا أكثر من 5.62 مليون استشارة طبية في جميع أنحاء قطاع غزة.

التعليم والدعم النفسي

تظل الأونروا أكبر مزود للتعليم الطارئ والدعم النفسي والاجتماعي في جميع أنحاء قطاع غزة، لا يزال أكثر من 659 ألف طفل خارج المدرسة منذ بداية الحرب.

في 1 أغسطس 2024، بدأت الأونروا في تنفيذ المرحلة الأولى من استجابتها "العودة إلى التعلم" مع التركيز على أنشطة الصحة العقلية، يحدث هذا في ما يصل إلى 45 مدرسة تابعة للأونروا تحولت الآن إلى ملاجئ، من خلال توسيع أنشطة الدعم النفسي والاجتماعي الجارية، مع التركيز على الفنون والموسيقى والرياضة وزيادة الوعي بمخاطر الذخائر المتفجرة، بدعم من ما يقرب من 750 مستشارًا مدرسيًا وما يصل إلى 500 معلم.

تواصل الأونروا تقديم خدمات الدعم النفسي والاجتماعي المنقذة للحياة في غزة، بما في ذلك الإسعافات الأولية النفسية والاجتماعية، والاستشارة الفردية والجماعية، وجلسات إدارة التعب، والأنشطة الترفيهية، والتوعية بمخاطر الذخائر المتفجرة (EORE) ومساعدة الحماية النقدية، للوصول إلى الأطفال والشباب والبالغين.

ومنذ اندلاع الصراع وحتى 15 سبتمبر، استفاد نحو 700 ألف نازح داخلي، بمن في ذلك أكثر من 470 ألف طفل، من 253.648 جلسة/ نشاط دعم نفسي اجتماعي. 

العودة إلى التعلم

وبعد إطلاق برنامج "العودة إلى التعلم" التابع للأونروا في ملاجئ الأونروا، استفاد أكثر من 8500 طفل، 60% منهم فتيات، من هذه الاستجابة، بما في ذلك جلسات القراءة والكتابة الأساسية والحساب، وجلسات الدعم النفسي الاجتماعي، والأنشطة الترفيهية مثل الفنون والموسيقى والرياضة.

منذ بداية الحرب، قدم فريق العمل الاجتماعي التابع للأونروا خدمات لـ177293 نازحًا داخليًا، بما في ذلك الإسعافات الأولية النفسية والدعم النفسي والاجتماعي والأنشطة العائلية والفردية، فضلاً عن إدارة الحالة، تهدف هذه الجهود إلى معالجة القضايا الأسرية وتعزيز العلاقات.

الأمن الغذائي في غزة

منذ 7 أكتوبر 2023 حتى الآن، تم الوصول إلى ما مجموعه 380236 أسرة (ما يقرب من 1.9 مليون شخص) بجولتين من الدقيق، و358762 من تلك الأسر تلقت ثلاث جولات.

تواصل الأونروا توزيع الطرود الغذائية في المحافظات الجنوبية، وتشمل هذه الطرود، الدقيق والأرز والحمص والعدس والجبن والحمص والأسماك المعلبة، وهي مصممة لتغطية ما يقرب من 90% من الاحتياجات اليومية من السعرات الحرارية لكل ربع سنة.

وحتى الآن، تم الوصول إلى ما يقرب من 1.15 مليون شخص، منهم ما يقرب من 215 ألف شخص تلقوا جولتين من الطرود الغذائية منذ بدء الحرب.

بالإضافة إلى توزيع الطرود الغذائية للأونروا، توزع الوكالة طرودًا غذائية نيابة عن منظمات الأمم المتحدة الأخرى، لتصل إلى حوالي 1.4 مليون شخص.

المياه والصرف الصحي

منذ أكتوبر 2023، نفذت الأونروا أنشطة طارئة في مجال المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في جميع أنحاء قطاع غزة، وتشمل الأنشطة الرئيسية تشغيل وصيانة آبار المياه وأنظمة تحلية المياه والمياه من خلال نقل المياه بالشاحنات والمياه المعبأة.

وتواصل الأونروا توزيع مجموعات النظافة والحفاظ على النظافة في ملاجئ الأونروا ومواقعها من خلال مستلزمات التنظيف وإدارة النفايات الصلبة المجتمعية ومكافحة الآفات.

ومنذ بداية الحرب، قامت الوكالة بصيانة وإعادة تأهيل 8 آبار، لتصل إلى أكثر من 600 ألف نازح داخلي للحصول على المياه. 

وفي مختلف أنحاء قطاع غزة، تتراكم مئات الآلاف من الأطنان من النفايات الصلبة في الشوارع، وبين خيام النازحين وبجوار الأنقاض في الأزقة الخلفية، ويؤدي انهيار إدارة النفايات الصلبة منذ 7 أكتوبر 2023 إلى تفاقم أزمة الصحة العامة. 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية