«عام من الحرب».. واشنطن بوست: الاقتصاد الإسرائيلي يواجه تحديات غير مسبوقة

«عام من الحرب».. واشنطن بوست: الاقتصاد الإسرائيلي يواجه تحديات غير مسبوقة

أطلقت شركة "شيلي لوتان"، الناشئة في مجال تكنولوجيا الأغذية في شمال إسرائيل، عملياتها قبل عام واحد فقط، ومع تصاعد الحرب في أكتوبر من العام الماضي 2023، نصحت الحكومة الجميع في المنطقة بالإخلاء، مما أدى إلى استدعاء اثنين من موظفيها الخمسة للخدمة العسكرية. 

نقل الموظفون المتبقون مكتب الشركة إلى قبو أحد المنازل، وتباطأت الاستثمارات بشكل كبير، حيث تعاني الشركة من ضغوط كبيرة في ظل الظروف الراهنة، حيث تُظهر حالة "شيلي لوتان" التحديات التي تواجهها الشركات الناشئة في بيئة غير مستقرة.

وتستقبل إسرائيل ذكرى أحداث 7 أكتوبر في ظل عدم وجود أفق لوقف إطلاق النار في غزة أو احتمالات غزو للبنان، في ظل التصعيد الإسرائيلي الأخير. 

ويبدو أن شركة "شيلي لوتان" بالكاد تصمد، بينما يزداد إحباطها من الحكومة بسبب طريقة إدارتها للأزمة وتأثيراتها على الاقتصاد الذي تضرر بشكل غير مسبوق.

 تُظهر التقارير أن التكلفة البشرية التي تكبدتها إسرائيل هائلة، حيث يعرف الجميع تقريبًا شخصًا قتل أو أصيب أو اختطف في تلك الأحداث.

انهيار القطاعات الاقتصادية

واجه الاقتصاد الإسرائيلي انخفاضًا في درجة الائتمان وانكماشًا حادًا في الناتج المحلي الإجمالي، فيما أغلقت عشرات الآلاف من الشركات، ونُقل عدد متزايد من الوظائف إلى الخارج. 

ويواجه جنود الاحتياط تحديات كبيرة في التوفيق بين حياتهم المهنية والخدمة العسكرية، منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة. 

رغم أن صناعة التكنولوجيا الفائقة لا تزال صامدة في إسرائيل، فقد تضررت بشدة صناعات البناء والزراعة التي تعتمد بشكل كبير على الفلسطينيين.

أثر الحرب على السياحة

انخفضت السياحة في إسرائيل بنسبة تزيد على 75%، مما أدى إلى إغلاق العديد من المتاجر في المناطق السياحية الشهيرة، مثل مدينة القدس.

ويُظهر هذا الانخفاض العميق مدى تأثير النزاع على حياة المواطنين وأعمالهم، كما يشعر أصحاب الأعمال بالقلق المتزايد بشأن مستقبلهم، حيث بدأت المخاوف من استقرار الوضع تدفعهم للتفكير في التخلي عن نشاطاتهم.

عواقب اقتصادية

تضاعف الإنفاق الدفاعي، مع تحذير البنك المركزي من أن الحرب قد تكلف الدولة ما يصل إلى 67 مليار دولار حتى عام 2025. 

يقول اقتصاديون إن الحكومة الإسرائيلية تحتاج إلى استجابة أكثر فعالية لمعالجة الوضع الراهن. 

ويشعر المهنيون في وزارة المالية بحكومة نتنياهو الذي يصر على استمرار الحرب، بالإحباط من تركيز الحكومة على الأمور السياسية بدلاً من دعم الاقتصاد المتدهور. 

ويشير بعض الخبراء إلى أن الاقتصاد الإسرائيلي يمكن أن يتعافى، لكن التحديات الحالية تتطلب إجراءات سريعة وحاسمة لإنقاذه من الأزمة التي يمر بها.

تجارب الأفراد والشركات

تُظهر قصص الأفراد مثل عيدان بن ديفيد، الذي يوازن بين خدمته العسكرية وإدارة شركته الناشئة، التحديات اليومية التي تواجهها الأعمال. 

بينما يعمل آخرون مثل أيمن شاور في مخبزه التاريخي في القدس، يتحدثون عن تأثير الحرب على السياح الذين كانوا يملؤون متاجره سابقًا. يُعبر أصحاب الأعمال الفلسطينيون عن قلقهم العميق من فقدان عملائهم وعدم القدرة على كسب العيش.

ويتحدث عبدالقادر العلمي، الذي يدير كشكًا لبيع الآيس كريم، عن عدم بيع أي شيء منذ أشهر، مما يعكس الأزمة الاقتصادية العميقة التي يعيشها الإسرائيليون منذ اندلاع الحرب.

 يُظهر حديث العلمي، مع زملائه من أصحاب الأعمال كيف يحاول الناس البقاء على قيد الحياة في ظل الظروف الأمنية الصعبة التي يعيشون فيها في ظل الحرب والتصعيد العسكري. 

بدلاً من التركيز على المستقبل، يتبادلون الأحاديث اليومية ويحاولون التعامل مع المأساة التي يعيشونها.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية