«بسبب حريق غابات».. إخلاء قرية من سكانها في اليونان

«بسبب حريق غابات».. إخلاء قرية من سكانها في اليونان

اندلع حريق غابات كبير، الأحد، بالقرب من زيلوكاسترو في منطقة كورنثوس، الواقعة على بعد 140 كيلومتراً غرب العاصمة اليونانية أثينا. 

أدى الحريق، الذي تأجج بفعل رياح قوية، إلى إصدار أوامر بإخلاء عدد من القرى المجاورة، بحسب ما ذكرت وكالة فرانس برس. 

وصرح مسؤول من جهاز الإطفاء اليوناني، بأن "الحريق واسع النطاق ومن الصعب السيطرة عليه في الوقت الراهن".

إجراءات الإخلاء والمكافحة

استجابت السلطات المحلية بسرعة لاحتواء الحريق، حيث أرسل الدفاع المدني اليوناني رسالة تحذيرية إلى سكان قرية بيرغوس المجاورة، مطالبين إياهم بإخلاء منازلهم. 

وحتى الآن، تم نشر 15 سيارة إطفاء وسبع طائرات قاذفة مياه وثلاث مروحيات في جهود مكافحة الحريق، وفقاً لجهاز الإطفاء.

خلال الساعات القليلة الماضية، اندلعت 27 حريق غابات في مختلف مناطق اليونان، حيث تمكن رجال الإطفاء من السيطرة على معظمها. 

ومع ذلك، لا تزال حالة الطوارئ قائمة في مناطق معينة بسبب الظروف المناخية القاسية. 

ووضعت السلطات الدفاع المدني عدة مناطق في حالة تأهب قصوى يومي الأحد والاثنين بسبب الرياح القوية التي تتراوح سرعتها بين 50 و75 كيلومتراً في الساعة.

ظروف مناخية السيئة

تواجه اليونان جفافاً وموجات حر غير مسبوقة هذا الصيف، مما أسهم في زيادة خطر حرائق الغابات. 

ويعتبر هذا الحريق جزءاً من نمط متزايد من الكوارث البيئية التي تشهدها البلاد، والتي تتطلب استجابة سريعة وفعالة من السلطات اليونانية.

ويمثل الحريق تهديداً خطيراً للمجتمعات المحلية، حيث يمكن أن يتسبب في فقدان المنازل والأراضي الزراعية ويؤثر سلباً على الحياة اليومية للسكان. 

ويشير اللجوء إلى إخلاء السكان من منازلهم إلى حجم الخطر، ويعكس التحديات الكبيرة التي تواجهها اليونان في مواجهة هذه الكوارث الطبيعية.

في ظل الظروف المناخية المتدهورة، تبرز الحاجة إلى استراتيجيات أفضل لإدارة الأزمات والوقاية من حرائق الغابات، ويجب على السلطات وضع خطط طويلة الأمد للحد من المخاطر المرتبطة بالتغير المناخي وتوفير الدعم اللازم للمتضررين.

ويعد حريق كورنثوس تذكيرا جديدا بتأثير التغير المناخي والتهديدات التي تواجهها المجتمعات في جميع أنحاء العالم. 

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية  وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.

في نهاية يوليو 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري وحان عصر (الغليان العالمي)".


 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية