«إجلاء الآلاف».. ارتفاع ضحايا العاصفة بوريس في أوروبا إلى 8 قتلى

«إجلاء الآلاف».. ارتفاع ضحايا العاصفة بوريس في أوروبا إلى 8 قتلى

ارتفعت حصيلة ضحايا الفيضانات العارمة التي ضربت وسط وشرق أوروبا نتيجة العاصفة بوريس إلى 8 قتلى، بالإضافة إلى عدد من المفقودين، فيما تم إجلاء الآلاف من المناطق المتضررة. 

وأعربت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، عبر موقع "إكس" للتواصل الاجتماعي، اليوم الأحد، عن تضامنها مع المتضررين من الفيضانات المدمرة، مؤكدة استعداد الاتحاد الأوروبي لتقديم الدعم، وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط. 

تعتبر رومانيا من أكثر الدول تضرراً من الفيضانات التي اجتاحت المنطقة، تليها بولندا وسلوفاكيا. 

وأفادت التقارير بارتفاع عدد القتلى في رومانيا بعد العثور على جثتين إضافيتين، اليوم الأحد، ليصل العدد إلى ستة قتلى، فيما لا يزال شخص آخر مفقوداً في جنوب شرق البلاد.

ولقي شخص حتفه غرقاً في بولندا، بينما توفي رجل إطفاء أثناء أداء مهامه في النمسا، وفُقد أيضاً أربعة أشخاص في جمهورية التشيك.

دعا رئيس الوزراء البولندي، دونالد تاسك، المواطنين إلى الامتثال لتعليمات الإجلاء، مشيراً إلى أن أوكرانيا عرضت تقديم المساعدة على الرغم من الحرب المستمرة على أراضيها. 

انقطعت حركة السكك الحديدية بين بولندا وجمهورية التشيك، كما تضررت شبكة الاتصالات في أجزاء من النمسا. 

منطقة كوارث طبيعية

وصُنفت النمسا السفلى، التي تعتبر المنطقة الأكثر تضرراً، على أنها منطقة كوارث طبيعية، حيث يبلغ عدد سكانها حوالي 1.072 مليون نسمة، وهي الأكثر اكتظاظاً بالسكان بعد العاصمة فيينا.

أوضح خبراء الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ (IPCC) في تقرير صدر عام 2022 أن الفيضانات المرتبطة بالأمطار الغزيرة ستزداد في وسط وغرب أوروبا مع ارتفاع درجات الحرارة عالمياً بنسبة 1.5 درجة مئوية في المتوسط. 

تشير هذه الفيضانات إلى تفاقم التحديات البيئية التي تواجه القارة الأوروبية، وسط تغيرات مناخية تؤثر بشكل مباشر على حياة المواطنين والبنية التحتية. 

وتحتاج الدول المتضررة إلى تنسيق دولي عاجل لتقديم الدعم والمساعدة في مواجهة الكوارث المتزايدة الناتجة عن التغيرات المناخية.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية  وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.

في نهاية يوليو 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري وحان عصر (الغليان العالمي)".


 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية