«انتهاكات الدعم السريع».. صحيفة بريطانية: دارفور تواجه أسوأ أزمة إنسانية

«انتهاكات الدعم السريع».. صحيفة بريطانية: دارفور تواجه أسوأ أزمة إنسانية

تواجه دارفور أسوأ أزمة إنسانية في العالم، نتيجة انتهاكات قوات الدعم السريع واستمرار الصراع بين الجيش السوداني وهذه القوات منذ أبريل 2023، فيما تنتشر المجاعة والأمراض في السودان، ما يكرر ما حدث في الإبادة الجماعية عام 2003.

أزمة إنسانية متزايدة

وقالت صحيفة "تليغراف" البريطانية في تقرير لها الثلاثاء، إنه منذ بدء النزاع، عبر أكثر من 640 ألف شخص الحدود إلى تشاد، حيث يمثل 89% منهم نساء وأطفال. وفي مدينة أدري الحدودية، تضاعف عدد السكان ليصل إلى 240 ألف شخص في نحو عام، مما يشير إلى أزمة إنسانية متزايدة.

ونوه التقرير إلى أن النازحين يعيشون في مخيمات مؤقتة ويواجهون صعوبات في الحصول على الغذاء والرعاية الصحية، بالإضافة إلى التحديات الاقتصادية. كما يعاني الفارون من دارفور من إصابات جسدية وصدمات نفسية نتيجة العنف الذي يمارسه الدعم السريع، الذي تم اتهامه سابقًا بجرائم حرب.

معاناة غير مسبوقة

توضح الصحيفة أن الآلاف يصلون إلى تشاد مصابين بطلقات نارية، حيث يتلقى المصابون العلاج العاجل في المستشفيات الميدانية. إلا أن الرعاية اللاحقة تعاني من نقص كبير، إذ يحتاج المرضى إلى أطراف اصطناعية وعلاج طبيعي ودعم نفسي.

وتعمل المنظمات الإنسانية بجد لمواجهة التدفق الهائل للنازحين، لكنها تواجه نقصًا في التمويل بسبب التركيز العالمي على قضايا أخرى. وفقًا للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، لا تتلقى خطة الاستجابة للاجئين في تشاد سوى 25% من التمويل المطلوب.

يشير التقرير أيضًا إلى نقص حاد في الغذاء في مخيم أدري، حيث يعتمد النازحون على المساعدات، ويقضون ساعات طويلة في انتظار الحصول على طعام. تصاعدت التوترات بسبب الجوع، مما أدى إلى اشتباكات بين المنتظرين.

وبحسب المنظمة الدولية للهجرة، فإن عدد النازحين داخل السودان تجاوز 10 ملايين، ومن المتوقع أن يرتفع عدد الوافدين إلى تشاد إلى 910 آلاف بحلول نهاية عام 2024.

الأزمة السودانية

ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 معارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".

وأدّى النزاع إلى مقتل نحو 17 ألف مواطن وإصابة الآلاف، مع أن الرقم الحقيقي للقتلى قد لا يُعرف أبداً لعدم وجود إحصاءات رسمية موثقة.

وأدى الصراع كذلك إلى تدمير أجزاء كبيرة من العاصمة الخرطوم وإلى زيادة حادة في أعمال العنف المدفوعة عرقياً وإلى تشريد أكثر من 10 ملايين سوداني لجأ من بينهم أكثر من مليون شخص إلى دول مجاورة، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة، وخصوصاً إلى مصر شمالاً وتشاد غرباً.

وأبرم طرفا النزاع أكثر من هدنة، غالبا بوساطة الولايات المتحدة والسعودية، سرعان ما كان يتمّ خرقها.

كما يحاول كل من الاتحاد الإفريقي ومنظمة إيغاد للتنمية بشرق إفريقيا التوسط لحل الأزمة في السودان.

ولم يفِ طرفا القتال بتعهدات متكررة بوقف إطلاق النار يتيح للمدنيين الخروج من مناطق القتال أو توفير ممرات آمنة لإدخال مساعدات إغاثية.

وتكرر المنظمات الإنسانية التحذير من خطورة الوضع الإنساني في السودان الذي كان يعدّ من أكثر دول العالم فقرا حتى قبل اندلاع المعارك الأخيرة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية