«طفلي لن يرى منزله».. أُم فلسطينية تروي صعوبات الإنجاب في ظل الحرب

«طفلي لن يرى منزله».. أُم فلسطينية تروي صعوبات الإنجاب في ظل الحرب

نشرت الأمم المتحدة، الاثنين، رسالة مؤثرة من أم تدعى آلاء الأخرس، تروي فيها تجربتها المؤلمة مع الولادة في ظل الحرب والدمار الذي تعيشه غزة

وأوضحت رسالة الأم الفلسطينية، حجم التحديات التي واجهتها آلاء وآلاف النساء الحوامل في القطاع، إذ اضطرت إلى الولادة في ظروف صعبة، غالبًا دون رعاية طبية كافية، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

آلاء الأخرس واحدة من 155 ألف امرأة حامل أو أم جديدة في قطاع غزة، اللواتي عانين من صعوبات كبيرة في الولادة وسط القصف، حيث جرت الولادات في خيام أو أثناء الهروب من القنابل، وفي غياب الأدوية أو المياه النظيفة.

عبرت آلاء في رسالتها، عن امتنانها للطاقم الصحي في المستشفى الميداني بخان يونس الذي ساعدها في ولادة طفلها، قائلة: "كان صوت الصواريخ والقنابل أعلى من فرحتي، لكنني قررت أنني مع طفلي الصغير، سنتغلب على جميع الصعوبات وسنتجاوز كل ما يحدث".

أزمة صحية حادة

وتعاني النساء الحوامل في غزة من أوضاع كارثية، حيث تفتقر العديد منهن إلى الرعاية الصحية الأساسية بسبب تدمير المنشآت الصحية ونقص الإمدادات الطبية والوقود. 

وبحسب الأمم المتحدة، فإن 17 فقط من أصل 36 مستشفى في القطاع تعمل بشكل جزئي، مع ارتفاع في حالات الإصابات والأمراض، بما في ذلك أول حالة شلل أطفال تم تسجيلها منذ أكثر من 25 عامًا.

وفقدت أكثر من نصف مليون امرأة الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الحيوية، بما في ذلك الرعاية قبل وبعد الولادة، من بين هؤلاء، هناك أكثر من 17 ألف امرأة حامل على حافة المجاعة. 

وهناك زيادة مقلقة في حالات الإجهاض والمضاعفات أثناء الولادة والولادات المبكرة، نتيجة للضغط النفسي وسوء التغذية وانعدام الرعاية الطبية.

رحلة الفرار والمخاض

تروي آلاء في رسالتها معاناتها مع النزوح المتكرر بعد مغادرة منزلها والعيش في خيمة، قائلة: "بكيت كثيرًا لأن طفلي الشجاع لن يرى جدران غرفته التي كنت أحلم بتحضيرها له". 

ورغم المصاعب، استمرت آلاء في الكفاح من أجل طفلها، حيث اضطرت إلى الهروب تحت القصف قبل أن تلد بعد أربعة أيام من المخاض في مستشفى ميداني تديره منظمة "يو كيه-ميد" بدعم من المملكة المتحدة ووكالة الأمم المتحدة للصحة الجنسية والإنجاب.

وأعربت آلاء عن شكرها العميق للطاقم الطبي الذي قدم لها الرعاية، قائلة: "كان أفضل قرار هو القدوم إلى هنا للولادة". 

وأشادت بالطاقم الطبي الذي تعامل معها بابتسامة رغم الضغط الهائل.. مضيفة: "من محمد، ابني، شكرا على كل شيء"، في إشارة إلى امتنانها للمساعدة التي تلقتها، معبرة عن أملها في لقاء الطاقم في ظروف أفضل.

الحرب على قطاع غزة

اندلعت الحرب عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر الماضي، حيث قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف في الضفة الغربية.

وأسفر القصف عن مقتل أكثر من 41 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 96 ألف جريح، إضافة إلى نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.

ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.

وعلى الجانب الإسرائيلي قتل نحو 1140 شخصا بينهم أكثر من 600 من الضباط والجنود منهم 225 منذ بداية الهجوم البري في قطاع غزة، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 6 آلاف جندي بالإضافة إلى نحو 240 أسيرا تحتجزهم "حماس"، تم الإفراج عن بعضهم خلال هدنة مؤقتة. 


 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية