«تجويع المدنيين».. مزارعون يكشفون كيف تستهدف إسرائيل الأراضي في غزة (صور وفيديو)

«تجويع المدنيين».. مزارعون يكشفون كيف تستهدف إسرائيل الأراضي في غزة (صور وفيديو)

كأنه حلم وانقضى؛ مرة أخرى يشهد يوسف أبو ربيع ضياع تعبه وأمنياته في أرضه الزراعية بفعل الاحتلال الإسرائيلي خلال عام واحد، توغلت الآليات العسكرية ثانية في بيت لاهيا بشمال غزة، وجرفت ما عانى الشاب وأسرته في زراعته وإعادته للحياة تحت ويلات القصف على مدار أشهر. 

باتت العودة للأرض شبه مستحيلة في التوقيت الذي تطوف به ذكرى يوم 5 أكتوبر 2023، حينما بدأ الشاب حصاده الشخصي وانطلاق اسمه كمهندس زراعي واعد في أول محاضرة له بالتزامن مع موسم الفراولة، لكن ما هي إلا 48 ساعة وانتهى كل شيء "أجت الحرب تركنا الأراضي وكل ما نملك.. أخدت الحرب الحلو والمر" يقول أبو ربيع. 

(أرض أسرة الشاب يوسف أبو ربيع قبل التدمير)

داخل حرب الإبادة الجماعية التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة طيلة عام وطالت أرواح أكثر من 51 ألف شهيد، ثمة "إبادات" ومعارك يومية تمس قدرة الفلسطينيين على البقاء داخل 365 كيلومترا مربعا هي مساحة القطاع المحاصر، وفي مقدمتها تدمير الأراضي الزراعي، الشريان الرئيس للغذاء. 

بمواصلة تدمير قطاع الزراعة يفقد أهل غزة 30% من المصدر الأساسي للغذاء وفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة "الفاو"، ومن ثم تعزيز المجاعة في ظل واقع قاتم يغلفه الموت، وغلق المعابر وعرقلة دخول المساعدات.

يترتب على ذلك تهديد بالضعف الصحي وسوء التغذية الذي يعاني منه قرابة 15 ألف طفل حسب بيان لمنظمة الصحة العالمية في أغسطس 2024، وأودى بحياة 36 فلسطينًا، وفق ما نشره المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بتاريخ 6 أكتوبر 2024. 

200 ألف دونم (الدونم 1000 متر مربع) كانت حجم المساحة المزروعة في قطاع غزة قبل الحرب، نصفها لأشجار البستنة مثل الزيتون والحمضيات، والآخر للخضراوات، فيما لم يبق الآن سوى قرابة 20% من القطاع الزراعي.

يقول محمد أبو عودة، المتحدث باسم وزارة الزراعة الفلسطينية في غزة لجسور بوست، إن المزروعات التي لم تمت من القصف وتجريف الآليات العسكرية ماتت عطشًا لعدم إمكانية الوصول إليها واستهداف المزارعين. 

 

في الشمال.. الأرض تنزف مثل أصحابها

بعد 50 يومًا من الحرب عاد أبو ربيع إلى منزلهم في بيت لاهيا بشمال غزة مع بدء أيام الهدنة حينها، رفض الشاب العشريني وأسرته النزوح إلى جنوب غزة، فقط انتقلوا إلى منطقة جباليا في الشمال، يصف صاحب الأربعة والعشرين ربيعًا صدمته الأولى "البيت كان مقصوف. الشهداء على الأرض. دمار وخراب".

رغم ذلك كان تفقد أرضهم الزراعية أول شيء فعلوه بعد رؤية المنزل، وقد طالها الأذى كذلك "كان منها اللي مجرف ومنها اللي جف". 

دون تفكير، سارع أبو ربيع وأسرته لإنعاش بعض المحاصيل لكن مرة أخرى عادت الحرب، ومعها عاش المزارعون مرارة النزوح ثانية لكن بواقع أشد حالاً، يقول المهندس الزراعي الشاب "عشنا 60 يومًا في مجاعة حقيقة ما كان في غير الرز وجبة واحدة في اليوم".

كره أبو ربيع وأسرته حياة النزوح "ما ضل خيار نعيش في ذل ومرمطة. أخدنا قرار نرجع على البيت ووقت لما يجي الأجل خلاص يكون الواحد في مكانه"، لم تكن فقط عودة للمعيشة بل للعمل أيضًا، يحمل الشاب في نفسه عزما متوارثا بينما يقول "أحنا انتمائنا للبلد والأرض. نضلنا طول الوقت نحكي ارجع. ازرع. اتحرك". 

(يوسف أبو ربيع مهندس زراعي شاب من شمال غزة)

شمال غزة صاحب النصيب الأكبر في دمار الأراضي الزراعية، وهو عمود أساسي لمحاصيل الغذاء في غزة. يقول المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إن 700 ألف دونم كانت مزروعة وتشكل ثلث المساحة الزراعية في القطاع المحاصر، لم يبق منها سوى حدود 700 دونم، ولم تسلم.

في التوغل الأخير بشهر سبتمبر جرف الاحتلال قرابة 150 دونماً أعاد المزارعون زراعتها فضلاً عن أماكن تقيد الوصول إليها، ومع بدء العملية العسكرية الحالية في أكتوبر الجاري، بات مجهولا مصير جميع الأراضي الزراعية الموجودة في بيت لاهيا وغيرها من المناطق الحدودية بالشمال.

الجنوب ليس أفضل حالاً 

على الجانب الآخر من غزة. في مدينة رفح بالجنوب، تقع أرض رأفت القصاص المعروف بأبو نضال، على بعد 3 كيلومترات من الحدود المصرية.

قضى صاحب الثلاثة والخمسين ربيعًا 6 أشهر ما بين الكر والفر لمواصلة زراعة 15 دونماً خاصته "كنت أطلع عشان أروي الأرض أسمع صوت طائرات الاستطلاع تقرب نجري نتخبى ونعاود لما يخف الصوت". 

عملية ري الأرض في غزة ليست سهلة مع انقطاع الكهرباء ومن ثم مضخات المياه "اضطرينا ناخد من خطوط مياه البلدية بالخرطوم نعبي حوض كبير" يحكي أبو نضال. 

كان يخرج المزارعون قرابة مرتين باليوم صباحًا وعصرًا وأرواحهم على أكفهم للإبقاء على حياتهم وحياة شعبهم كما يصف المزارع الخمسيني. 

لا يوجد إحصاء رسمي بعدد شهداء قطاع الزراعة كما يقول المتحدث باسم وزارة الزراعة الفلسطينية في غزة، لكن أبو نضال يعرف 35 مزارعًا استشهدوا في أرضهم بمدينة رفح، لذا يرى الرجل الخمسيني أن المزارعين من الفئات المستهدفة في هذه الحرب للقضاء على أي مصدر للغذاء لأهل القطاع المحاصر، وهذا ليس بجديد بالنسبة له. 

(صورة تظهر تدمير الأراضي الزراعية في غزة

المصدر: مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية "يونوسات")

في اجتياح رفح، مايو المنصرف، دمرت آليات الاحتلال أرض أبو نضال، ليسجل المرة الرابعة التي يخسر فيها أرضه بشكل شبه كامل منذ عام 1990.

يقول المزارع الخمسيني إنه طالما شهد استهداف الصوبات الزراعية وشبكات الري وآبار المياه في جميع الحروب والتصعيدات السابقة على غزة "طول ما في أكل الشعب قاعد مافيش أكل وحاجة ياكلوها الشعب هيهاجر". 

سلاح التجويع

يرى أبو عودة، المتحدث باسم وزارة الزراعة الفلسطينية في غزة، أن الاحتلال يتبع سياسة التدمير الممنهج للأراضي الزراعية، والدليل على ذلك التجريف ومنع دخول بذور الزراعة.

يقول أبو عودة إن بعض المزارعين في شمال غزة، الشهر الماضي، حاولوا "تهريب" بذور بعض الخضراوات والأسمدة حتى منتهية الصلاحية من الجنوب عبر سيارات المساعدات لتخطي المجاعة ومحاولة إعادة الحياة، لكن كثيرا منها صادرته قوات الاحتلال وأعدمته مما سبب خسارة مادية ومعنوية للمزارعين.

يشير أبو عودة إلى أن سعر 2 كيلو من بذور البصل على سبيل المثال بلغ 10 آلاف شيكل ما يعادل 2500 دولار، حسب قوله.  

مخالفة للقوانين والمواثيق الدولية

وتحظر جميع المواثيق والقوانين الدولية استخدام الجوع كسلاح ضد المدنيين في الحرب، ومنها البروتوكول الإضافي الثاني لاتفاقيات جنيف 1949، الذي يحظر تدمير المناطق الزراعية وشبكات الري، فضلاً عن حماية المدنيين والممتلكات المدنية. 

وقالت بيث بيكدول، نائب المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في بيان صدر 3 أكتوبر الجاري، إن الأضرار التي تكبدتها الأراضي الزراعية في غزة وصلت لمستويات غير مسبوقة، إذ تشير صور الأقمار الصناعية التي رصدتها (الفاو) لأضرار جسيمة لحقت بـ52% من آبار الري و44% من الصوبات الزراعية. 

وأضافت أن هذا يطرح مخاوف كبيرة حول إمكانية إنتاج الأغذية الآن وفي المستقبل، مشيرة إلى "تفاقم خطر الانتشار الوشيك للمجاعة في كامل قطاع غزة" حسب قولها. 

لا مكان للزراعة في الوسطى 

في دير البلح بوسط غزة، بالكاد يدبر حسن صرصور يومه، يعمل الشاب الثلاثيني تاجرًا للخضراوات، لكنه من عائلة مزارعين وممن تدمرت أراضيهم خلال الحرب. 

قبل عام كان يتعامل صرصور مع قرابة 600 مزارع، وينقل للأسواق ما بين 15 و20 طنًا، فيما اليوم تكون أفضل الأحوال إن وصل لنقل طن.

أصبح الاعتماد على ما يدخل من بضائع الضفة الغربية عبر معبر كرم أبو سالم وليس الزراعة المحلية، وهو ما يواجه الكثير من التضييق. 

خلاف الشمال والجنوب بعد تمركز النازحين في المحافظة الوسطى، باتت محاولات الزراعة صعبة في الأراضي التي ما زالت صالحة كما يرى صرصور "دير البلح كان فيها 30 ألف نسمة اليوم صار فيها مليون ونصف.. الأراضي اللي بدنا نزرعها فيها نازحين"، فضلاً عن صعوبة توفير المياه للأرض في ظل الضغط والاحتياج الشديد للأهالي. 

كانت الزراعة في غزة رغم التقييد على دخول الأسمدة والمعدات تحقق اكتفاءً ذاتيًا من الخضراوات والفاكهة، بل كان هناك فائض يُصدر إلى الضفة الغربية والأردن خاصة المحاصيل الشهيرة كالزيتون والبلح، حسب قول المتحدث الرسمي باسم وزارة الزراعة الفلسطينية.

المطر يعطي الأمل في قلب الدمار 

لم يكف مزارعو غزة عن مقاومة الحصار والجوع خاصة في الشمال، ولأنهم وحدهم يعرفون لغة الأرض، لذا استجابت أسرة أبو ربيع للعلامات؛ في شهر مارس وبينما يتفقد الأب أرضهم إذا بجزء من محصول الفراولة نجا بفعل الأمطار، يقول الابن الشاب "صرنا ناكل منها ونبيع". شيء من الأمل مس الأسرة وبات التفكير "كيف بدنا نزرع؟". 

من الأرض أيضًا جاء الجواب "كان عنا محصول فلفل وبتنجان جفت بسبب عدم الاهتمام لكن مع الأمطار أنبتت وصار في شتلات صغيرة". أصبح الأب يجلب الشتلات لأبنائه يوسف وعمرو، وبأيدي الشباب ينتجون المزيد منها. 

داخل حديقة منزلهم المقصوف، وبإمكانيات محدودة زرعت أسرة أبو ربيع الشتلات "ملوخية وجرجير وكوسة وطماطم.. أكلنا منها ووزعنا حوالينا".

ينقضي الليل في غزة على مجازر ودماء، وفي الصباح كأنما  يصنع أبو ربيع وأبوه وشقيقه سفينة نوح للنجاة فيما لا يُبصر أحد ما يفعلون "الناس كانت تضحك علينا. تحكي أنتو شو بتعملوا أحنا مش في وقت زراعة". كانت الأجواء قاسية لكن الأيام كاشفة. 

الزراعة السبيل في المجاعة

خلال شهري مارس وإبريل، ظهرت المساعدات الجوية في سماء شمال غزة، ومعها المجازر التي وقعت في دوار الكويت والنابلسي.

خرج أبو ربيع مثل الكثير لكن لمرة واحدة فقط "رفضت الفكرة. مش مستعد أموت في هيك حالة.. عندي اشتغل في الأرض واستشهد أكرم".

كان وجه المجاعة القاسي معلمًا للشاب أبو ربيع وأسرته؛ زاد تمسكهم بالأرض "فشلنا في الأول ونفقت عدد كبير من الشتلات لكن رجعنا زرعنا من أول جديد"، ومع المحاولة الثانية تكلل النجاح.

أصبح لدى الأسرة المزارعة في بيت لاهيا 40 ألف شتلة، فيما تستهلك أرضهم 15 ألف شتلة فقط، فقرر المهندس الزراعي الشاب توسيع الأثر. 

 

(شتلات نجحت أسرة أبو ربيع في زراعتها قبل عودة الاجتياح الإسرائيلي في سبتمبر المنصرف)

اقترح أبو ربيع على المزارعين في المنطقة أن يعطيهم الشتلات ويستصلحوا المساحات الصغيرة الخالية لكن مرة أخرى استقبله الإحباط "كتير رفضوا وصاروا يضحكوا علينا ويحكوا بكرة اليهود بيدخلوا يجرفوا. بكرة بنكون طالعين تاني".

استمر الرفض حتى انضم مزارع لأبو ربيع في كسر حاجز الخوف والاقتناع أن الزراعة سبيل للنجاة وتأكد الأمر بعد توقف المساعدات الجوية. 

أقبل الكثير على أبو ربيع مطالبين بالشتلات وكيفية زراعتها "الكل صار بده يزرع ما ضلش تاني ولا تالت بس أزرع عشان تعيش". لا ينسى أبو ربيع فرحته رغم المأساة حينما لمس الأثر. 

تخطت المساحة التي زرعها أبو ربيع ورفاقه في الشمال نحو 200 دونم وتوفرت 6 أصناف من الخضراوات في شمال غزة كما يقول أبو ربيع.

كانت الأسعار مرتفعة للغاية، ولم يكن للمزارعين يد في هذا كما يقول أبو ربيع الذي راهن على عزم أصحاب الأراضي في زيادة المساحة المزروعة وبالتالي انخفاض التكلفة في الأسواق "أول ما زرعنا الملوخية كان 5 دونم وسعرها 30 شيكل كنت أقول للناس قريبا هتصير 5 شيكل"، وقد كان. 

زراعة تحت القصف

كانت عودة أبو ربيع وأسرته للزراعة بمثابة تحدٍ غير مسبوق، لا سيما وأن أرضهم تبعد 2 كيلو متر عن الحدود مع الأراضي المحتلة في غلاف غزة.

تعرض الشاب ووالده مرات للاستهداف من قبل قوات الاحتلال "في مرة أكثر من 10 استهدافات كانت حولي.. كانت تيجي على الأراضي وتدمر شبكات الري"، فيما يذكر كيف خرج والده يومًا من قلب دخان إحدى القذائف حتى إنهم ظنوا من قوتها أنه استشهد حينها.

الخطر كان يحيط بأبو ربيع وأسرته ومن انضم إليهم من المزارعين، يذكر قبل 20 يومًا كيف أمضى أسبوعًا كاملاً ينقل رفاقا له أصيبوا في الأرض بينما يزرعون.

كثيرًا ما شعر الشاب بالانهيار وعزم على ألا يعود، لكن بالصباح يجد نفسه ذاهبًا إلى الأرض. لا يجد أبو ربيع تفسيرًا لهذا سوى أنها الفطرة التي نشأ عليها "صحيح في احتلال لكن أحنا ناس بسيطة كأفراد ما نقدر نتحدى.. أحنا بنقاوم بالرجوع لحياتنا بنغيث أنفسنا بأنفسنا بحياتنا. رجوعنا للأرض بيكون فطرة مش فكرة". 

حياة المزارع مغامرة

يعرف المزارعون في غزة أن رهانهم على البقاء محصور بين خيارات ثلاثة؛ النجاح أو الخيبة أو الاستشهاد. يقول أبو نضال "حياة المزارع في غزة مغامرة". 

يتذكر الرجل الخمسيني آخر مشهد له مع أرضه؛ فكما كان المزارعون أول من أبصر مخطط احتلال فلسطين عام 1948، استشعر الرجل الخمسيني قرب اجتياح رفح في مايو المنصرف، فحصد ما يستطيع من محاصيل أرضه ومضى مودعًا إياها. 

مشاعر حزن عميق تنتاب المزارعين، حال أهل غزة جميعًا، يرى المتحدث باسم وزارة الزراعة الفلسطينية أن "المزارع تُرك وحده في غزة.. الكل انتبه للطرود والمساعدات ونسي المزارع".

يستيقظ صرصور كل صباح بعد ليل دامٍ، يتفقد المتوفر من المحاصيل وكذلك مَن فقد من أصدقائه المزارعين، فيما بات أبو نضال على علم بما ألمّ بأرضه من دمار بعد خروجه من غزة إلى مصر.

يستعيد أبو نضال كيف استضافت أرضه أكثر من 300 نازح أكلوا من خيراتها في وقت الشدة، كأنما النكبة التي حدثه والده عنها تكرر "أرضنا في الـ48 سكن فيها نازحين قرب 5 سنين لحد ما اشتغلوا واشتروا أراضي وصاروا من سكان مخيم الشابورة برفح". 

وبينما يذوق أبو نضال مرارة وقلق الغربة على زوجته وبعض أبنائه ممن حبسهم احتلال معبر رفح عن النجاة والخروج، لا يغادر المزارع الخمسيني الأمل "اللي زرع مرة يزرع التانية".

وكذلك حال الشاب يوسف أبو ربيع وأسرته، رغم اشتداد الوضع في الشمال حد عودة الحصار والدمار والأوضاع كأيام الحرب الأولى، لكن العزم قائم، فإن ما أتيحت الفرصة يبحث المهندس الزراعي عن أرض أخرى لاستصلاحها، فيقول "طول ما فينا الروح والصحة بنزرع".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية