«أزمة إنسانية كارثية».. برنامج الأغذية العالمي: نعمل في حالة طوارئ دائمة بغزة
«أزمة إنسانية كارثية».. برنامج الأغذية العالمي: نعمل في حالة طوارئ دائمة بغزة
حذّر مدير برنامج الأغذية العالمي للأراضي الفلسطينية، أنطوان رينار، من أن القطاع الإنساني في غزة، يعيش حالة "طوارئ دائمة".
وأوضح رينار، في تصريحات له، الثلاثاء، بعد عودته من مهمة في غزة أن عامًا مرّ منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من أكتوبر 2023، لكن الوضع الإنساني لم يتحسن، بل لا يزال القطاع يعاني أزمة إنسانية كارثية، وفق وكالة "فرانس برس".
وتابع: "يبدو كما لو أننا عدنا عامًا إلى الوراء، ولا تزال المشكلات المتعلقة بالمعابر المغلقة بين إسرائيل وغزة قائمة، خاصة في شمال القطاع".
الحد الأدنى من الإمدادات
وأضاف أن السكان في شمال غزة يعتمدون بشكل كامل على المساعدات الإنسانية، إذ لم تعد تصل إليهم أي منتجات تجارية؛ ما جعلهم يعيشون على الحد الأدنى من الإمدادات الأساسية التي تقدمها المنظمات الدولية.
أكد رينار أن الوضع الميداني يتطلب توصيل المساعدات الإنسانية بشكل فوري إلى المناطق التي تحتاج إليها، وإلا ستكون المساعدات عرضة للنهب أو التدمير تحت القصف.
وأضاف: "هذا ما يحدث حاليًا في بعض المستودعات، حيث تكون البضائع وشركاؤنا في مناطق القتال"، وفي ظل هذه الظروف، يعاني القطاع الإنساني من صعوبات يومية في توفير احتياجات السكان، مما يجعل كل يوم كفاحًا جديدًا لضمان استمرار تقديم المساعدة.
أزمة غذاء ومياه
أشار رينار إلى أن سكان شمال غزة يعتمدون بشكل كامل على المساعدات الإنسانية لتوفير الطعام، حيث لا تتوفر لديهم أي مواد طازجة مثل الخضراوات والفاكهة إلا بشكل نادر للغاية.
وأكد أن المواد الغذائية المتاحة تقتصر على المنتجات المعلبة التي تقدمها الأونروا وبرنامج الأغذية العالمي، بينما يعاني السكان من أزمة كبيرة في توفير المياه الصالحة للشرب، لافتا إلى أن الوضع قد يستمر في التدهور إذا لم يتم إدخال المزيد من المساعدات الغذائية.
وأوضح رينار أن أسعار الطعام المعلب قد تضاعفت بشكل كبير في جنوب القطاع نتيجة صعوبة دخول المساعدات، مما زاد من العبء على السكان المحليين.
وأشار إلى أن غالبية سكان غزة لا يمكنهم الحصول على مشتقات الألبان أو اللحوم أو السمك، ما يزيد من تفاقم الأزمة الغذائية.
عمل المخابز في القطاع
أكد مدير برنامج الأغذية العالمي للأراضي الفلسطينية أن البرنامج يعتمد على شبكة من 18 مخبزًا تعمل في قطاع غزة، حيث يوفر الخبز يوميًا لنحو 2.1 مليون شخص.
وأضاف رينار أن "الكفاح الدائم" يتضمن تأمين الوقود والمواد الأساسية لضمان استمرار عمل هذه المخابز، التي تشكل دعامة أساسية للأمن الغذائي في القطاع.
وقدم مثالًا عن مخبز في خان يونس تم تفعيله مجددًا بعد أن دمرت الحرب المدينة، حيث يوفر هذا المخبز الخبز لـ30 ألف شخص، ما يخفف من معاناتهم اليومية.
ويواجه سكان غزة مع استمرار الحصار والدمار، ظروفًا معيشية صعبة تتفاقم يومًا بعد يوم، ورغم الجهود المبذولة من قبل المنظمات الإنسانية، لا تزال التحديات كبيرة أمام تحسين الأوضاع في القطاع، خاصة في ظل المخاطر الأمنية واستمرار القصف.