خبيرة بريطانية تحذّر من «وعود كاذبة» في مؤتمر التنوع البيولوجي
خبيرة بريطانية تحذّر من «وعود كاذبة» في مؤتمر التنوع البيولوجي
دعت الخبيرة البريطانية العالمية، جين غودال، إلى اتخاذ خطوات عملية وسريعة من جانب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المعنية، لوقف التدهور البيئي.
وأعربت غودال، في تصريحات على هامش مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي "كوب 16" في مدينة كالي الكولومبية، اليوم السبت، عن قلقها إزاء استنزاف الموارد الطبيعية وتدهور النظام البيئي في ظل تصاعد أزمة تغير المناخ، وفق وكالة "فرانس برس".
وأكدت غودال، التي تواصل الدفاع عن قضايا حماية البيئة بعد ستة عقود من البحث العلمي، أن الوقت قد حان لاتخاذ إجراءات حاسمة، حيث شددت على أن الكلمات والوعود وحدها لم تعد كافية.
وقالت: "يجب اتخاذ قرارات فعلية لحماية التنوع البيولوجي، لكن الأهم من ذلك هو التنفيذ الفعلي لتلك القرارات"، مشيرة إلى أن العالم يمتلك "خمس سنوات فقط" لبدء إبطاء آثار تغير المناخ.
تركز غودال على الحاجة الماسة لتوحيد الجهود والعمل بشكل متكامل، مؤكدة أن المشكلات البيئية مترابطة، وأن معالجة إحداها دون النظر إلى الأخرى قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات.
تمثيل الشعوب الأصلية
أعربت غودال عن أملها في أن يشهد مؤتمر "كوب 16" تقدمًا حقيقيًا، ولا سيما في إشراك ممثلي الشعوب الأصلية في المحادثات، بعد أن عانت هذه المجتمعات من خيبات الأمل في مؤتمرات سابقة، بدأت أصوات الشعوب الأصلية تتزايد، مما يعزز فرص إيجاد حلول بيئية قائمة على تجربتهم الطويلة في العيش بانسجام مع الطبيعة.
وتستضيف الرياض مطلع ديسمبر المقبل موتمر الأمم المتحدة كوب 16 بشأن حماية الأراضي ومكافحة التصحر.
وأكدت غودال العلاقة الوثيقة بين الفقر وتدمير البيئة، حيث أشارت إلى أن الفقراء في كثير من الأحيان يضطرون لاستنزاف الموارد الطبيعية من أجل البقاء.
ودعت الدول إلى تبني سياسات تساعد في الحد من الفقر، مما سيسهم في حماية التنوع البيولوجي والموارد الطبيعية. وقالت: "نحن بحاجة إلى معالجة الفقر جنبًا إلى جنب مع التحديات البيئية".
رسالة أمل ومناشدة للحكومات
تشدد غودال في ظل رسالتها المتفائلة دائمًا، على أن كل فرد يمكنه أن يُحدث تأثيرًا إيجابيًا على الكوكب، قائلة: "كل فرد مهم ولديه دور يلعبه، الأمر لا يقتصر على الحكومات والشركات الكبرى، بل علينا جميعًا اتخاذ خطوات صغيرة تحدث فرقًا"، داعية الحكومات إلى اتخاذ قرارات شجاعة لحماية البيئة.
واستخدمت غودال منصتها للدفاع عن الناشط المناهض لصيد الحيتان، بول واتسون، الذي اعتُقل بناءً على طلب تسليم من اليابان.
ودعت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى منحه حق اللجوء، مشيدةً بشجاعته في مواجهة "قطاع قاسٍ للغاية"، وفق تعبيرها. وطالبت الحكومة الفرنسية باتخاذ موقف حاسم في هذه القضية.
تأتي دعوات جين غودال، في ظل التحديات المتزايدة التي يواجهها العالم من تغير المناخ وتدهور التنوع البيولوجي، كجرس إنذار للحكومات والمجتمعات الدولية، حيث أصبحت الحاجة إلى التحرك الفوري أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، خاصة مع اقتراب العالم من نقطة اللاعودة.