تلاميذ باكستانيون يتظاهرون في البنجاب احتجاجاً على الاعتداءات الجنسية في المدارس
تلاميذ باكستانيون يتظاهرون في البنجاب احتجاجاً على الاعتداءات الجنسية في المدارس
يشهد إقليم البنجاب، الأكبر من حيث عدد السكان في باكستان، تظاهرات غير مسبوقة ينفذها التلاميذ احتجاجاً على الاعتداءات الجنسية داخل المدارس، بعد سنوات من الصمت، بعدما أشعلتها قضية اغتصاب يُزعم أن رجل أمن ارتكبها في إحدى المدارس الثانوية في لاهور.
تشكيك السلطات والإعلام
على الرغم من انتشار القصة على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، فإن المدرسة، والشرطة، والحكومة المحلية وصفت الخميس تلك القصة بأنها "معلومات كاذبة"، حتى وسائل الإعلام المحلية التي لم تتمكن من الوصول إلى الضحية أو توثيق شكواها، شككت في صحة هذه الادعاءات، لكن هذه القصة أثارت شهادات من تلميذات أبلغن عن تعرضهن للاغتصاب، والتحرش، والإهانة بحسب فرانس برس.
قصص وشهادات صادمة
آمنة نزار، طالبة تبلغ 21 عاماً، قالت: "طالبة أعرفها جيداً في جامعتي انتحرت بسبب تعرضها لمضايقات من أستاذها"، في حين أفادت زميلتها فاطمة (اسم مستعار) بأن أستاذها يواصل دعوتها لتناول العشاء، وأنه يطلب منها القدوم إلى مكتبه رغم عدم رغبتها في ذلك.
تنظيم التلاميذ لمواجهة التحرش
شكل التلاميذ مجموعات عبر تطبيقات واتساب وإنستغرام لجمع الشهادات حول الانتهاكات، إلا أن السلطات الأمنية قامت بمداهمة منازل القائمين على هذه الصفحات، حيث تستخدم تلك المساحات الافتراضية لتنظيم التحركات في مواجهة تصاعد القمع ضد المتظاهرين، ومع تزايد الضغط، أغلقت سلطات البنجاب المدارس والجامعات ليوم واحد، وأعلنت محكمة لاهور العليا تخصيص محكمة خاصة للنظر في قضايا التحرش الجنسي بالمدارس.
غضب شعبي واسع
فاطمة رزاق، ناشطة بارزة في مجال حقوق المرأة، وصفت التظاهرات بـ"الأكبر حجماً وغضباً" مقارنة بأي تحرك طلابي اجتماعي شهدته باكستان، فقد تمت تغطية جدران إحدى المدارس التي ذُكر أن حادثة الاغتصاب وقعت فيها ببصمات حمراء وكلمات مثل "عدالة" و"اغتصاب"، بينما فضل المسؤولون التزام الصمت وعدم التعليق.
عنف جسدي وإلكتروني مستمر
في بلد يبلغ عدد سكانه 240 مليون نسمة، حيث تقول 80% من النساء إنهن تعرضن للتحرش في الأماكن العامة، يتزايد الإحباط بشكل ملحوظ، ويؤكد المسؤولون في مركز مخصص للشرطة في لاهور، الذي افتُتح مؤخراً، أنهم يتلقون يومياً أكثر من 1300 مكالمة من ضحايا إناث.
الشرطية سيدة شهربانو نقفي، التي تتابع قضية الاغتصاب المزعومة، قالت إن المضايقات في الشوارع أمر شائع، لكنها انتقدت قلة الحديث عن هذا الموضوع في المجتمع الباكستاني المحافظ.
من جهتها، عبّرت تلميذة، طلبت عدم الكشف عن هويتها، عن خيبة أملها، مؤكدة أن تقديم شكوى بشأن التحرش الجنسي قد يقابل بالصمت والتجاهل، مما يثني الضحايا عن السعي للحصول على العدالة.
تظاهرات تحت العنف
رغم المطالب المتزايدة بتوفير الأمان للتلميذات، لا تزال قلة منهنّ تجرؤ على الانضمام إلى التظاهرات التي تتخللها أعمال عنف، وفي روالبندي، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي على المتظاهرين، بينما رشق شبان ملثمون الحجارة، وتم اعتقال 380 شخصاً بتهم "التخريب والحرائق العمدية".
خوف من المستقبل
وأعربت نيغات داد، الناشطة في مجال حقوق الإنسان، عن أسفها لعدم وجود مساحة للتلاميذ للتعبير عن صوتهم. وحذرت من أن أولئك الذين يجرؤون على تحدي السلطات قد يواجهون تبعات وخيمة تؤثر على مستقبلهم.