«فورين بوليسي»: حماية المدنيين في السودان تتطلب استجابة مبتكرة من الأمم المتحدة

«فورين بوليسي»: حماية المدنيين في السودان تتطلب استجابة مبتكرة من الأمم المتحدة
الحرب في السودان

أكدت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن تشكيل قوات حفظ سلام من قبل الأمم المتحدة لدعم السودان قد لا يكون حلاً سياسيًا مجديًا، إلا أن هناك طرقًا أخرى يمكن من خلالها حماية المدنيين.

توصيات الأمم المتحدة

أشار تقرير نشرته المجلة السبت، إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، سيقدم يوم الاثنين المقبل توصيات لمجلس الأمن بشأن حماية المدنيين في السودان، وحذرت المجلة من أن الوضع في السودان يقترب من تكرار الإبادة الجماعية التي حدثت في رواندا عام 1994.

أوضحت المجلة أن الحرب في السودان تمثل صراعًا دمويًا يجري عبر مساحات شاسعة من البلاد، بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية، وأشارت إلى أن قوات الدعم السريع قد ارتكبت فظائع مروعة خلال النزاع في دارفور بين عامي 2003 و2005، مما يعكس خطر الوضع الحالي.

الحاجة لتدخل مبتكر

ودعت المجلة إلى التفكير في أفكار مبتكرة رغم عدم إمكانية إنشاء بعثة حفظ سلام شاملة في الوقت الراهن، واقترحت تشكيل قوة حماية سريعة متعددة الجنسيات أو بقيادة الاتحاد الإفريقي، تعمل تحت تفويض لحماية المدنيين، وأشارت إلى أن نشر قوة متعددة الجنسيات في هايتي مؤخرًا يدل على إمكانية تنفيذ بعثات ذات تفويضات محددة.

ضرورة التحرك الفوري

وأكدت المجلة ضرورة تحرك الأمم المتحدة الآن، في ظل وجود 2.8 مليون شخص محاصرين في مدينة الفاشر وما حولها، وعدم وجود خيارات للهروب أو تلقي المساعدة، ودعت إلى إنشاء قوة مستقلة ومحايدة مع تفويض قوي لحماية المدنيين، حتى في غياب وقف إطلاق النار، موضحة أنه قد تتضمن مهام القوة متعددة الجنسيات إنشاء "مناطق خضراء" آمنة أو ممرات لتسهيل تسليم المساعدات، ودعم جهود الحماية الذاتية المحلية، ورصد انتهاكات حقوق الإنسان، كما يمكن أن تتعاون القوة مع المستجيبين المحليين وتساهم في جمع البيانات حول جرائم الحرب.

استجابة الأمم المتحدة

ودعت المجلة الأمم المتحدة إلى اتخاذ إجراءات سريعة لحماية السكان المتضررين من الحرب، مشيرة إلى أن التأخير في الاستجابة للإبادة الجماعية في رواندا كان خطأ مأساويًا يجب ألا يتكرر، وأكدت أهمية التحرك الفوري لحماية المدنيين في السودان.

ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 معارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".

وأدّى النزاع إلى مقتل نحو 17 ألف مواطن وإصابة الآلاف، مع أن الرقم الحقيقي للقتلى قد لا يُعرف أبداً لعدم وجود إحصاءات رسمية موثقة.

وأدى الصراع كذلك إلى تدمير أجزاء كبيرة من العاصمة الخرطوم وإلى زيادة حادة في أعمال العنف المدفوعة عرقياً وإلى تشريد أكثر من 10 ملايين سوداني لجأ من بينهم أكثر من مليون شخص إلى دول مجاورة، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة، وخصوصاً إلى مصر شمالاً وتشاد غرباً.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية