طبيب فرنسي يروي مأساة قطاع غزة: قصف مستمر ومجاعة في ظل صمت دولي

طبيب فرنسي يروي مأساة قطاع غزة: قصف مستمر ومجاعة في ظل صمت دولي
أحد ضحايا الحرب في غزة داخل المستشفي لتلقي الإسعافات - أرشيف

وصف الطبيب الفرنسي باسكال أندريه بعد عودته من العمل في مستشفيات قطاع غزة، الظروف في القطاع بأنها "مرعبة"، مشيراً إلى أن الفلسطينيين يعيشون وضعاً مأساوياً تحت وطأة العمليات العسكرية التي تشنها إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، مؤكدا أن القصف الإسرائيلي يستهدف المدنيين العزل، بمن فيهم الأطفال، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية والمجاعة المستمرة.

شهادات مباشرة من داخل المستشفيات

أشار أندريه، الذي كان يعمل في مستشفى بمدينة خان يونس جنوب غزة، في حديث نشرته وكالة "الأناضول"، السبت إلى أنه شاهد أطفالاً مصابين برصاص في الرأس وآخرين مصابين بجروح بالغة تصل إلى المستشفى يومياً، كما تحدث عن "صور مرعبة" للمدنيين النازحين المتكدسين في المستشفيات، معرضين للقصف والحرق في ظل غياب تام لأية فرصة للتدخل الطبي.

توقف الخدمات الصحية 

وقال أندريه إن معظم مستشفيات قطاع غزة توقفت عن العمل بسبب القصف المستمر، بينما يعيش المرضى والجرحى معاناة هائلة بسبب انعدام إمكانيات العلاج أو مغادرة القطاع لتلقي الرعاية الطبية في الخارج. وأوضح أن العديد من المؤسسات الصحية تم استهدافها، مما أدى إلى خروج 23 مستشفى من أصل 38 عن الخدمة، بينما تعمل بعض المستشفيات بشكل جزئي، وفق ما أعلنه منير البرش، مدير عام وزارة الصحة بغزة.

تقديم الأدلة للمحاكم الدولية

وأفاد أندريه بأن الأطباء العائدين من غزة قدموا أدلتهم إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحامي دولة جنوب إفريقيا، التي رفعت دعوى قضائية ضد إسرائيل في ديسمبر 2023 أمام محكمة العدل الدولية. كما التقى الأطباء بعدد من البرلمانيين والسياسيين الأوروبيين في محاولة لنقل حقيقة الأوضاع في غزة.

الأمر يتعلق بإنسانيتنا

في ختام حديثه، شدد الطبيب الفرنسي على أن "المأساة في غزة تتعلق بإنسانيتنا جميعاً"، معتبراً أن الصمت الدولي إزاء هذه الانتهاكات لا يقتصر على الدين أو العرق، بل يتعداه ليشمل جميع القيم الإنسانية الأساسية، داعياً إلى تضامن عالمي يحمي حقوق الشعب الفلسطيني.

الحرب على قطاع غزة                 

عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر الماضي قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف والاعتقالات في الضفة الغربية.

وأسفر القصف عن استشهاد أكثر من 43 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 100 ألف جريح، إضافة إلى نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.

ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.

وتواصل إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة ورغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية وصدور قرارات بإنهاء اجتياح مدينة رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني في غزة.

ولا يزال الجيش الإسرائيلي مستمرا في قصفه مناطق مختلفة في القطاع منذ السابع من أكتوبر، مخلفا دمارا هائلا وخسائر بشرية كبيرة ومجاعة أودت بحياة العديد من الأطفال والمسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية