إذاعة أوروبا الحرة: الصحفيون في أفغانستان يواجهون تحديات متزايدة تحت حكم طالبان
إذاعة أوروبا الحرة: الصحفيون في أفغانستان يواجهون تحديات متزايدة تحت حكم طالبان
قالت إذاعة أوروبا الحرة إن الصحفيين في أفغانستان يواجهون تحديات متزايدة بعد قرار حكومة طالبان المتشددة بحظر نشر صور البشر أو الحيوانات، مما يُعتبر بمثابة "آخر الحريات الباقية" في البلاد.
تدهور حرية التعبير
وأوضح صحفيون أفغان وفق تقرير بثته إذاعة أوروبا الحرة اليوم الأحد، أن “التطورات الأخيرة في أفغانستان تعكس تآكل الحريات في بلد اعتاد صراعات كبيرة، حيث تضمنت مجموعة قوانين جديدة صدرت في أغسطس، حظر صوت المرأة في الأماكن العامة، وأدى ذلك إلى إغلاق العديد من القنوات التلفزيونية في عدة مقاطعات، مثل قندهار وهلمند، وتحولت بعض المحطات إلى إذاعات، مما ترك عشرات المصورين ومحرري الفيديو عاطلين عن العمل”.
أزمة في وسائل الإعلام
في الوقت نفسه، حظرت المحطات التلفزيونية بث صوت المرأة امتثالاً للقوانين الجديدة، وأفادت وسائل الإعلام المحلية الأسبوع الماضي بأن جميع الشبكات التلفزيونية الأخرى في البلاد "منحت شهرين للامتثال" لهذه القوانين، لكن مصدرًا حكوميًا نفى تلك التقارير في نهاية أكتوبر، مؤكدًا أن السلطات ستعمل على معالجة القضايا التي تواجه بعض وسائل الإعلام المرئية.
الحياة اليومية للصحفيين
تحدثت المراسلة الأفغانية "برنا" (اسم مستعار) عن تجربتها اليومية في وسيلة إعلام خاصة بكابول، حيث يتعين عليها ومحرريها اختيار موضوعات آمنة تثير الاهتمام دون أن تثير غضب السلطات، وعبرت عن شعورها بأن "عملنا وحياتنا مليئة بالقيود، وتستمر الحكومة في فرض المزيد منها".
دعوات للحرية
بدوره، عبر مصور فقد وظيفته عن مخاوفه من أن القيود المفروضة على الإعلام قد تدفع أفغانستان إلى "العصور المظلمة"، قائلًا: "نشعر وكأننا نعيش في مجتمع متخلف لا يهتم بالتقدم أو التنمية، وسائل الإعلام بلا تصوير وفيديو كالجسد بلا رأس".
فرار آلاف الصحفيين
تجدر الإشارة إلى أن آلاف الصحفيين الأفغان فروا من بلادهم منذ عودة طالبان إلى السلطة في أغسطس 2021، ووفقًا لمنظمة "مراسلون بلا حدود"، كان يعمل 10870 رجلًا وامرأة في وسائل الإعلام الأفغانية قبل تلك العودة، بينما بقي فقط 4360 منهم في العمل بحلول ديسمبر من نفس العام.
وأشارت المنظمة أيضًا إلى أن 410 صحفيات فقط من أصل 2490 ما زلن يحتفظن بوظائفهن، مما يعكس حجم الأزمة التي تواجهها وسائل الإعلام في أفغانستان تحت حكم طالبان.
تتواصل المخاوف بشأن مستقبل حرية التعبير في البلاد، في ظل الضغوط المتزايدة على الصحفيين والمراسلين، مما يضع تحديات جديدة أمام صناعة الإعلام الأفغانية.