الانتخابات الأمريكية 2024.. «السوشيال ميديا» تتصدر ساحة المنافسة بين هاريس وترامب
الانتخابات الأمريكية 2024.. «السوشيال ميديا» تتصدر ساحة المنافسة بين هاريس وترامب
تشهد الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 دوراً بارزاً لوسائل التواصل الاجتماعي، حيث تتصدر منصات مثل فيسبوك، وإنستغرام، و"إكس" ساحات المعركة الانتخابية بين المرشحين، نائبة الرئيس كامالا هاريس، والرئيس السابق دونالد ترامب.
ويرى عديد الخبراء في تصريحات لقناة “الحرة” الأمريكية أن كلا المرشحين قد استثمر بشكل مكثف في هذه المنصات، بهدف الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناخبين والتأثير على آرائهم، وفق "قناة" الحرة الأمريكية.
وقالت أستاذة الإعلام في جامعة ميريلاند، سحر خميس، إن الإنفاق الانتخابي وصل إلى مستويات غير مسبوقة؛ فقد تجاوز إنفاق الحملات الانتخابية لهاريس وترامب أكثر من 16 مليار دولار.
ساعات حاسمة
وأدلى أكثر من 77 مليون ناخب أمريكي بأصواتهم في التصويت المبكر، لكن الساعات القليلة المقبلة ستحدد ما إذا كانت حملة هاريس أو ترامب صاحبة الأداء الأفضل في حشد المؤيدين ودفعهم للتوجه إلى مراكز الاقتراع من أجل الإدلاء بأصواتهم.
وفي تحليل لمستشارة السياسة الرقمية كريستينا بودنر، تشير الأرقام إلى أن حملة هاريس استثمرت بشكل مكثف في منصات فيسبوك وإنستغرام، حيث خصصت 55 مليون دولار لهذه المنصات مقابل 6 ملايين دولار فقط لترامب.
وفي المقابل، استثمرت حملة ترامب بشكل أكبر على منصة "إكس"، حيث استفاد من دعم المالك الحالي إيلون ماسك الذي يدعمه علناً.
التواصل مع الناخبين
تقول بودنر إن حملة هاريس ركزت على الوصول إلى الجمهور عبر إعلانات موجهة للشباب، لا سيما عبر تيك توك وسناب شات، على عكس ترامب الذي ركز على البودكاست والمقابلات مع شخصيات إعلامية مؤثرة مثل جو روغان، حيث شهدت هذه المقابلات نسبة مشاهدة عالية.
أما ترامب، فقد اعتمد بشكل أساسي على منصة "إكس" لإثارة الجدل من خلال أسلوبه الصريح والجريء، والذي يهدف لتحفيز قاعدة جمهوره وتحقيق التفاعل المكثف، مما ساهم في بناء قاعدة شعبية تتميز بالولاء الشديد له.
وبالنسبة لمنصات غوغل ويوتيوب، استثمرت حملة هاريس 31.5 مليون دولار في 8655 إعلانا خلال الأشهر الثلاثة الماضية منذ بداية أغسطس وحتى أواخر أكتوبر.
وفي المقابل، خصصت حملة دونالد ترامب 9.3 مليون دولار لـ716 إعلانا على هذه المنصات خلال نفس الفترة، بحسب بودنر.
ووفقا لتحليل أجرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فقد "أنفقت الحسابات الداعمة للمرشحين الجمهوريين نحو ثلاثة أضعاف ما أنفقته الحسابات الداعمة للديمقراطيين على الإعلانات السياسية على منصة إكس من 6 مارس إلى الأول من أكتوبر الماضيين".
الفعالية في جذب الناخبين
من جانبه، قال الخبير التقني وأستاذ أمن الشبكات في جامعة سان هوزيه الحكومية في كاليفورنيا، أحمد بانافع: "إن ترامب كان الأبرز والأكثر تأثيرا في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بفضل أسلوبه الصريح والجريء الذي جعله متواجداً في الصدارة".
وأضاف "بانافع"، في تصريحات لقناة "الحرة"، أن هاريس، برزت بأسلوب يعزز صورتها الهادئة والمعتدلة، لكنها لم تتمكن من تحقيق نفس القدر من التفاعل والانتشار الذي حققه ترامب، ما يعكس اختلافاً في الأولويات والأهداف الانتخابية لكل منهما".
وعلى الرغم من التفاوت الكبير في استراتيجيات الإنفاق وأساليب التواصل، تقول بودنر إنه من الصعب تحديد مدى تأثير كل حملة بشكل قطعي، إذ أظهرت الاستطلاعات تقارباً بين المرشحين في شعبيتهم، ما يعكس عدم وجود تفوق واضح لأي منهما رغم الفروقات في نهج الدعاية الرقمية.