القضاء الإيراني: الفرنسيان الموقوفان بتهمة التخابر يعيشان بصحة جيدة

القضاء الإيراني: الفرنسيان الموقوفان بتهمة التخابر يعيشان بصحة جيدة
صورة أرشيفية لأحد السجون في إيران

أكدت السلطات القضائية الإيرانية، أن المواطنين الفرنسيين سيسيل كولر وجاك باري، المحتجزين منذ مايو 2022 بتهمة التجسس، يتمتعان بصحة جيدة ويعيشان في ظروف مناسبة داخل السجن. 

وقالت وكالة "فرانس برس"، اليوم الثلاثاء، إن أستاذة الأدب الحديث، سيسيل كولر، احتُجزت مع شريك حياتها باري خلال زيارة سياحية لإيران، حيث اعتُقلا بتهمة التخابر، وسط قلق عائلتيهما حول ظروف احتجازهما.

وبحسب ما أفاد به المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، أصغر جهانجير، خلال مؤتمر صحفي عُقد في طهران، فإن الزوجين "يتمتعان بصحة جيدة ويخضعان لإجراءات احتجاز ملائمة". 

قلق عائلة المسجونين

وأعربت عائلة كولر، وتحديدًا شقيقتها نومي، عن قلقها الشهر الماضي، مشيرة إلى أن الأخبار التي تصلهم حول حالتهما الجسدية والنفسية مثيرة للقلق. 

وأكدت أن العائلة لا تحصل سوى على اتصالات هاتفية نادرة معهما، تستمر لدقائق معدودة فقط، وتترك انطباعات مقلقة بشأن صحتهما وسلامتهما.

تعود قضية اعتقال كولر وباري إلى مايو 2022، حين كان الزوجان في رحلة سياحية لإيران، التي تُعتبر إحدى الوجهات السياحية الجاذبة في الشرق الأوسط لثرواتها الثقافية ومواقعها التاريخية. 

غير أن تلك الرحلة اتخذت منحى غير متوقع عندما اعتقلتهما السلطات الإيرانية بتهمة "التجسس"، حيث أشار مسؤولون إيرانيون إلى أن اعتقال مواطنين أجانب كان بهدف "حماية الأمن القومي"، وهو ما أثار استياء الحكومة الفرنسية التي اعتبرت هذه الاعتقالات تعسفية.

انتقادات ومطالبات دولية

تعتبر الحكومة الفرنسية وزوجات الأسرى الغربيين أن هؤلاء المواطنين الغربيين يُحتجزون كـ"رهائن دولة"، وأن الاتهامات الموجهة إليهم باطلة ولا تستند إلى أدلة قوية، وتُستخدم كورقة ضغط سياسي لمبادلتهم بمواطنين إيرانيين موقوفين في الخارج. 

وقال مسؤولون فرنسيون مرارًا، إن احتجاز المواطنين الفرنسيين يأتي ضمن سياسة إيرانية اعتادت احتجاز مزدوجي الجنسية أو المواطنين الأجانب لمساومة الدول الغربية على إطلاق سراح مواطنين إيرانيين معتقلين بتهم تتعلق بالإرهاب أو غيرها من القضايا الأمنية.

ومنذ وقوع هذه الاعتقالات، شهدت العلاقات الإيرانية الفرنسية توترات متزايدة، حيث دعت باريس مرارًا إلى إطلاق سراح مواطنيها المعتقلين في إيران. 

وفي المقابل، ترى طهران في هذه الاعتقالات وسيلة للتفاوض، خاصة في ظل ما تواجهه من تحديات اقتصادية نتيجة العقوبات الغربية المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي.

الوضع الحقوقي داخل إيران

تأتي هذه القضية في سياق الانتقادات الدولية الواسعة التي تواجهها إيران بشأن تعاملها مع حقوق الإنسان، خاصة في السجون التي تُعرف بظروفها الصعبة، مثل سجن إيوين في طهران.

 وقد شهد هذا السجن، الذي يُحتجز فيه كولر وباري، حالات من الانتهاكات الموثقة ضد المعتقلين، تشمل سوء المعاملة، والحرمان من الرعاية الصحية اللازمة، وضغوطًا نفسية مكثفة.

ويشدد نشطاء حقوق الإنسان على ضرورة تحسين ظروف الاعتقال في إيران والإفراج عن المعتقلين الأجانب الذين يُعتقد أنهم يستخدمون كورقة ضغط سياسية. 

ونُظمت حملات ضغط دولية شاركت فيها منظمات حقوقية عدة، تطالب بمراقبة دولية للسجون الإيرانية وضمان معاملة إنسانية للمعتقلين.

تصعيد التوترات الدبلوماسية

أثارت قضية كولر وباري توترًا دبلوماسيًا بين باريس وطهران، حيث انتقدت فرنسا علنًا سياسات إيران بشأن الاعتقالات التعسفية، مشيرة إلى أن طهران تستهدف بشكل متكرر مواطني دول غربية لمقايضتهم بسجناء إيرانيين محتجزين في الخارج، وهو ما تعتبره فرنسا "رهائن دولة". 

وردًا على هذه الانتقادات، شددت السلطات الإيرانية على أن القانون الإيراني يسمح بملاحقة الأجانب الذين تعتبرهم تهديدًا للأمن القومي، إلا أنها رفضت الإفصاح عن تفاصيل دقيقة تتعلق بقضية الزوجين الفرنسيين.

وتسعى الدبلوماسية الفرنسية بشكل حثيث إلى تأمين الإفراج عن مواطنيها، ويُنظر إلى تلك القضية على أنها أحد الملفات الشائكة بين البلدين في ظل العلاقات المتوترة بالفعل. 

وتزيد هذه القضية من تعقيد المشهد الدبلوماسي في الوقت الذي تحاول فيه الدول الأوروبية حل القضايا العالقة مع إيران، خاصة في ملفها النووي الشائك وتداعياته على الأمن الدولي.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية