«بيد بترتها الحرب».. طفل فلسطيني يعزف «لحن الأمل» وسط أنقاض غزة
«بيد بترتها الحرب».. طفل فلسطيني يعزف «لحن الأمل» وسط أنقاض غزة
تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن 1.9 مليون فلسطيني، من أصل 2.4 مليون نسمة، نزحوا مرة واحدة على الأقل منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي أدت لاستشهاد أكثر من 43 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 100 ألف بإصابات مختلفة.
يتحمل أطفال غزة وطأة الحرب والحصار، حيث تعرضوا لصدمات نفسية عميقة ومآسٍ صحية، جعلت من العلاج النفسي ضرورة ملحة، وأفادت منظمة "اليونيسف"، بأن الحرب في غزة "جحيم على الأرض" للأطفال، موضحة أن نحو 40 طفلًا يُستشهدون يوميًا، بينما يتجاوز عدد الشهداء من الأطفال 14 ألف شهيد منذ بدء الحرب.
قصص أمل رغم المأساة
في ظل هذا الواقع القاسي، برزت قصص أمل من بين الحطام، منها قصة الطفل محمد أبو عيدة الذي فقد ذراعه بعد قصف إسرائيلي لمنزل عائلته في جباليا، بحسب وكالة “سبوتنك” الروسية.
لم يفقد محمد حبه للعزف على العود رغم إصابته، حيث قدمت له مدربة الكمان سما نجم الأمل من جديد.
استخدمت المدربة سما، قطعة قماش لربط قوس الكمان بذراع محمد، ما أتاح له مواصلة العزف.
يروي محمد مأساته الناتجة عن الحرب، لـ"سبوتنك"، قائلا : "قبل الحرب كنت أعزف العود، والآن أعزف الكمان، هذه الفكرة تخرجني من أجواء الحرب وتغير من مزاجي".
وتبنت سما نجم، التي درست الموسيقى في معهد "إدوارد سعيد"، مشروعاً لمساعدة الأطفال المتضررين من الحرب على تحويل آلامهم إلى ألحان أمل.
وتوضح سما قائلة: "بعد بتر ذراعه، كان العزف على العود صعبًا، فاقترحت عليه تعلم الكمان. هذه الفكرة كانت بداية جديدة لمحمد ولجميع الأطفال المصابين لتحدي إعاقتهم".
تحديات ذوي الاحتياجات الخاصة
تظهر بيانات ما قبل الحرب أن 2.6% من سكان غزة كانوا يعانون من إعاقة، لكن هذه النسبة زادت بعد توثيق 12,000 حالة إعاقة جديدة منذ بداية النزاع.
ويقدر العدد الإجمالي للأشخاص من ذوي الإعاقة بنحو 70,000 حالة، مع توقعات بارتفاع العدد في ظل استمرار القصف.
وفي مخيمات النزوح، استقطب عزف محمد وسما الأطفال، حيث شهد النازح أحمد سليم هذه اللحظة، معبرًا عن سعادته قائلاً: "هذه المبادرة منحت محمد الأمل، وأثبتت أن الحياة تستمر رغم الفقد".
من جانب آخر، تؤكد بيانات أممية أن ربع المصابين في قطاع غزة بحاجة إلى إعادة تأهيل طويلة الأمد.
إحصائيات القتلى والجرحى
تتواصل الحرب على غزة بعد عام من بدئها، حيث قُتل 43,374 شخصًا، أغلبهم من النساء والأطفال، بينما أصيب أكثر من 102,261 آخرين.
ورغم الجهود الدولية، لا تزال الأزمة الإنسانية قائمة، فيما تؤكد إسرائيل استمرار عملياتها في القطاع بعد تعرضها لهجوم من "حماس" في 7 أكتوبر 2023، أدى لمقتل 1,200 إسرائيلي، وأسر نحو 250 شخصًا، منهم 130 لا يزالون محتجزين في غزة، وفقاً للبيانات الإسرائيلية.
وبينما تتفاقم الأزمات في غزة، تبقى قصص مثل قصة محمد وسما نوافذ للأمل، تثبت قدرة الإنسان على التكيف مع المآسي، وتمثل رمزاً لتحدي الألم وبناء مستقبل أكثر إشراقًا وسط الظلام.