ينتظرهم شتاء قارس.. سكان غزة يتناوبون على ارتداء الملابس بحثاً عن الدفء
ينتظرهم شتاء قارس.. سكان غزة يتناوبون على ارتداء الملابس بحثاً عن الدفء
استقبل سكان غزة شتاءهم الثاني على التوالي وسط ظروف مأساوية، حيث يعانون من نقص حاد في الملابس الشتوية والأغطية، بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 15 شهرًا.
وباتت الأسواق، التي كانت تعج بالبضائع في المواسم السابقة، خالية تمامًا بسبب منع الجيش الإسرائيلي إدخال الملابس والمواد الأساسية عبر المعابر، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وروى سمير العبادلة لـ"وفا" أن المواطنين اعتادوا شراء الملابس بداية كل موسم، لكن الحرب حوّلت هذا الأمر إلى حلم بعيد المنال، وأصبح السكان يواجهون البرد بملابس بالية لا توفر الدفء الكافي.
وأضاف أن العيش في خيام دون جدران يزيد من حدة البرودة التي تنفذ إلى الأجساد رغم كل محاولات الاحتماء.
أزمات النازحين
وأشار حمدي أبو رزق، الذي نزح من رفح في مايو الماضي، إلى افتقاده الملابس الشتوية التي تركها خلفه في منزله وفر هربا من العنف والقتال في منطقته.
يعيش أبو رزق، وعائلته في ظروف قاسية داخل الخيام، حيث يتناوب أفراد الأسرة على ارتداء الملابس القليلة المتوفرة لديهم.
فيما فقد ماهر الحسني كل ممتلكاته بعد قصف الخيمة التي كان يعيش فيها، ليضطر إلى شراء ملابس قديمة من بسطات البالة، لعلها تقيه برودة الشتاء القارس.
تأثير الحصار على الأسواق
أوضح تجار الملابس حسن عواد ومحمد شراب أن منع الجيش الإسرائيلي استيراد الملابس والمواد الخام أدى إلى شلل الأسواق وارتفاع الأسعار خمسة أضعاف.
وأشار شراب إلى أن التكاليف الباهظة لتشغيل مصانع الملابس داخل القطاع بسبب نقص المواد الخام والطاقة انعكست على أسعار الملابس، ما جعلها بعيدة المنال لغالبية السكان.
التقارير الدولية
وتشير التقارير الأممية إلى أن الجيش الإسرائيلي يمنع دخول الملابس والأغطية منذ بدء الحرب، ما تسبب في أزمة إنسانية كارثية.
وكشفت التقارير عن أن شاحنات المساعدات لم تغطِ سوى نسبة ضئيلة من الاحتياجات اليومية، وأن 70% من منازل القطاع والأسواق تعرضت للتدمير، ما زاد من معاناة النازحين الذين يعيشون في ظروف شديدة البرودة دون حماية.
مناشدات الإغاثة الدولية
دعا المواطنون المؤسسات الدولية مثل "الأونروا" و"اليونيسف" إلى الضغط على الاحتلال لإدخال الملابس الشتوية ووسائل التدفئة.
وحذروا من أن استمرار هذه الظروف سيؤدي إلى تفاقم الأمراض المرتبطة بالبرد في قطاع غزة، في ظل نقص الأدوية والغذاء المناسب، مما ينذر بكارثة إنسانية أكبر مما هي عليه الآن.