تحت وطأة الجفاف.. منتجو الزعفران اليوناني يكافحون للبقاء في مواجهة التغير المناخي
تحت وطأة الجفاف.. منتجو الزعفران اليوناني يكافحون للبقاء في مواجهة التغير المناخي
يقف غريغوريس تزيديموبولوس، منتج الزعفران اليوناني، متأملاً بتلات الزعفران الزرقاء والأرجوانية التي تعبق بالعطر، فيما يعتصره الحزن لرؤية الأرض متشققة وجافة في موسم الحصاد حيث يعاني هذا المحصول الثمين في شمال اليونان من تداعيات الجفاف الذي يزداد وطأةً مع تغير المناخ، ما يهدد استمرارية هذا القطاع الزراعي الهام.
شح الأمطار وانخفاض الإنتاج
هذا العام، لم تهطل الأمطار منذ مايو الماضي، واقتصرت على بضع قطرات خفيفة، وفقاً لتزيديموبولوس، صاحب الـ68 عامًا، فيما يصف منتجو الزعفران الوضع بالمأساوي -بحسب وكالة فرانس برس- حيث كان الحصاد تحت الأمطار أو حتى الثلوج أمرًا معتادًا في السابق، وانخفض إنتاج الزعفران إلى مستويات غير مسبوقة، حيث تم جمع ثلاثة كيلوغرامات فقط من حقل مساحته 9000 متر مربع، مقارنة بمتوسط إنتاج يبلغ كيلوغراماً لكل 1000 متر مربع.
ظروف عمل شاقة
في حقول كوزاني، يجثو العمال بانحناءٍ وأصابعهم تمسك بلطف بزهور الزعفران، باحثين عن خيوطها الحمراء الثمينة، ومع تراجع حجم الزهور إلى ثلث الحجم المعتاد، أصبحت عملية القطف أكثر تعقيداً، وتقول سيسي إيونا، التي تعمل في الحقول منذ عشر سنوات، "عندما تُجفف الزهرة، تصبح خيوطها أدق من الشعرة".
تاريخ عريق ومستقبل مهدد
بدأت زراعة الزعفران في اليونان قبل 3600 عام، ويعتبر "زعفران كوزاني" اليوم منتجًا رئيسيًا بفضل علامته المحمية أوروبياً، ويتم تصديره إلى عدة دول مثل سويسرا والولايات المتحدة، لكن الإنتاج السنوي لهذا المحصول شهد انخفاضًا حاداً من 12 طناً قبل 40 عامًا إلى طن واحد فقط في العام الماضي، وفقاً لرئيس التعاونية المحلية فاسيليس ميتسيوبولوس.
تداعيات التغير المناخي
يعزو ميتسيوبولوس هذا التراجع إلى تأثير الاحترار العالمي وندرة هطول الأمطار، التي تأتي أحياناً في غير مواقيتها، ولم يقتصر أثر الجفاف على زراعة الزعفران فقط؛ فقد بدأت بساتين الزيتون الشهيرة في اليونان تعاني أيضًا، مما دفع بعض المنتجين إلى التحول إلى زراعة محاصيل استوائية مثل المانغا وجوز المكاديميا.
وفي ظل انخفاض مستمر في الإنتاج، يخشى ميتسيوبولوس من أن يتخلى المزارعون عن زراعة الزعفران أو يضطروا للانتقال إلى مناطق شمالية أكثر برودة.