في مواجهة المآسي.. فنانون لبنانيون يزرعون الأمل بين النازحين وسط نيران الحرب

في مواجهة المآسي.. فنانون لبنانيون يزرعون الأمل بين النازحين وسط نيران الحرب
فنانون لبنانيون مع الأطفال النازحين

في خضم معاناة النازحين الذين أجبرتهم الحرب بين إسرائيل وحزب الله على ترك منازلهم، لمعت جهود فنانين لبنانيين تطوعوا لدعم هؤلاء المتضررين، بطرق تنوعت بين العمل الميداني والمساندة عبر الفن، من بينهم الممثلة ريتا حايك التي زارت مراكز الإيواء لنشر الفرح وتخفيف وطأة الألم.

لفتة إنسانية 

زينب سلامة، الطفلة البالغة من العمر 12 عامًا والنازحة من الضاحية الجنوبية لبيروت، بدت مفعمة بالسعادة عند لقائها بريتا حايك لأول مرة بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

 زينب، كغيرها من الأطفال الذين استقبلوا الممثلة بحفاوة في مركز اللعازارية وسط العاصمة، وصفت حايك بـ"الجميلة واللطيفة"، معربة عن فرحتها بلعبها مع الأطفال واهتمامها بهم.

منح الأمل

ريتا حايك، التي توجهت إلى الأطفال بعبارات مشجعة، أشارت إلى أنهم "مقاومون" يمنحونها الأمل، مضيفة أنها سعيدة بالتعرف عليهم ومشاركتهم لحظات الفرح، في الباحة، تفاعلت معهم من خلال الألعاب المطاطية الملونة التي وفرتها جمعية "سايف سايد"، مؤكدة أن مجرد وجودها بينهم يشكل فرقًا كبيرًا في معنوياتهم.

حايك، التي بدأت مشاركتها بالتفكير في تنظيم تدريبات مسرحية للأطفال، اكتشفت أن الحديث البسيط معهم واللعب بجانبهم يكفي لتخفيف آلامهم، وقالت: "الترويح عن الأولاد أساسي في هذه الظروف، حتى ينسوا للحظات واقعهم المؤلم".

الكوميديا لدعم النازحين

من جانب آخر، قدم الكوميدي اللبناني فريد حبيش، المعروف باسم "فريكس تيوب"، نموذجًا مختلفًا لدعم النازحين جراء الجرب، حيث قاد مباراة كرة قدم نظمتها جمعيتا "الميمونة للتنمية" و"ماراتون بيروت"، في إحدى مدارس بيروت، وأضفت طريقته المرحة في إدارة المباراة وتوزيع الميداليات جواً من البهجة بين الأطفال.

مقاومة ثقافية

المبادرات الإنسانية لم تقتصر على النشاط الميداني، فقد أطلق مركز بيروت للفن برنامجًا بعنوان "فنانون في الملاجئ"، بهدف إشراك الأطفال النازحين في ورش عمل فنية متخصصة في الرسم والموسيقى، وقال مدير المركز، إبراهيم نعمة، إن 70 فنانًا تطوعوا للمشاركة في هذا البرنامج، موزعين أنشطتهم على 10 مدارس.

دعم فني ومادي

بعض الفنانين الذين لم يتمكنوا من النزول إلى الأرض فضلوا تقديم الدعم من خلال مساندة منظمات الإغاثة، وشاركت المغنية ميريام فارس في دعم جهود منظمة "اليونيسف"، داعية إلى تأمين المياه النظيفة والفرش والمساعدات الأساسية للأطفال وعائلاتهم، كما دعت الممثلة ماغي بو غصن إلى التبرع لجمعيات الإغاثة العاملة ميدانيًا.

في خطوة فريدة، فتح المسرحي قاسم إسطنبولي أبواب صالة سينما "كوليزيه" التي يعمل على ترميمها، لاستضافة العائلات النازحة، وأوضح إسطنبولي أن المسرح تحوّل إلى بيت ضيافة لعائلات لبنانية وفلسطينية وسورية وإفريقية، يوفر لهم سقفًا آمنًا ومكانًا للعيش الكريم، في خطوة يصفها بأنها "جزء من المقاومة الثقافية".

التزام دائم

وسط هذه الأجواء، أعرب الفنانون عن أملهم في إنهاء قريب للحرب، مؤكدين أن جهودهم المتواضعة قادرة على إحداث تغيير، ودعت حايك زملاءها الفنانين للمشاركة في زيارة مراكز الإيواء، فيما شدد حبيش على استعداده لمواصلة الدعم في حال استمرت الأزمة، قائلًا: "لن نتركهم وحدهم".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية