الرئيس الإيطالي: الجهود المبذولة لحماية النساء ما زالت غير كافية
الرئيس الإيطالي: الجهود المبذولة لحماية النساء ما زالت غير كافية
أكد الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا أن الأرقام المتعلقة بالعنف القائم على النوع الاجتماعي "مثيرة للقلق"، معترفًا بأن الجهود المبذولة حتى الآن لحماية النساء ما زالت غير كافية.
وذكرت وكالة أنسامد الإيطالية الثلاثاء أن الرئيس أكد في كلمته بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، أن هذه الظاهرة انتهاك صارخ لحقوق الإنسان.
واقع مؤلم وأرقام مقلقة
وأشار ماتاريلا إلى أن العنف ضد النساء في إيطاليا يُظهر جذورًا عميقة في عدم المساواة الاجتماعية والثقافة المتسامحة مع الإساءة، واستند إلى اتفاقية إسطنبول، التي تعتبر أول أداة قانونية دولية تعترف بالعنف القائم على النوع الاجتماعي كجريمة ضد الإنسانية، لكنه أقر بأن تطبيقها لم يرتقِ للمستوى المطلوب لحماية النساء، بمن في ذلك الفتيات الصغيرات.
تحذير ودعوة للتغيير
اختتم ماتاريلا تصريحاته بالتأكيد على أن التصدي للعنف ضد النساء لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال تغيير ثقافي جذري وتعزيز القوانين التي تكفل حماية النساء وتجرّم جميع أشكال العنف، داعيًا إلى تحرك سريع لضمان حقوقهن وسلامتهن.
وفقًا لتقرير الهيئة الإحصائية الوطنية "إيستات"، قُتلت 99 امرأة في إيطاليا منذ بداية عام 2024، أغلبهن على يد شركاء أو أفراد من أسرهن.
وأظهرت البيانات ارتفاعًا في جرائم القتل في المناطق الريفية الصغيرة والبلديات التي يقل عدد سكانها عن 5000 نسمة.
ضحايا وأعمار متعددة
تشير الإحصاءات إلى أن النساء فوق 65 عامًا يشكلن نسبة كبيرة من الضحايا، إذ بلغت الجرائم بحق هذه الفئة 37 جريمة، وهو ما يمثل 37.4% من إجمالي جرائم القتل ضد النساء، كما أظهرت البيانات تزايد المعتدين الشباب، ممن تقل أعمارهم عن 25 عامًا، بينما سجل المعتدون فوق 64 عامًا أعلى نسبة في الجرائم المرتكبة (27.8%).
العنف كأزمة عالمية
تُقدّر منظمة الصحة العالمية أن واحدة من كل ثلاث نساء في العالم تتعرض للعنف الجسدي أو النفسي خلال حياتها، مما يجعلها قضية صحية واجتماعية ذات أبعاد هائلة، وأكدت المنظمة أن أكثر من 700 مليون امرأة يعانين من العنف، ما يستدعي تكاتف الجهود على المستويين المحلي والدولي لمواجهة هذه الظاهرة.
حملة أممية
يذكر أنه بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، الذي يصادف 25 نوفمبر من كل عام، تنطلق الحملة الأممية "اتحدوا لإنهاء العنف ضد المرأة" وهي حملة تهدف إلى زيادة الوعي والتفاعل مع قضية تعد واحدة من أخطر انتهاكات حقوق الإنسان على مستوى العالم.
تشهد هذه الحملة مشاركة واسعة من حكومات ومنظمات المجتمع المدني حول العالم، حيث تهدف إلى تحفيز المجتمعات المحلية ودعوة صناع القرار إلى اتخاذ إجراءات ملموسة لمكافحة العنف.
وفي عام 2024 تحمل الحملة شعارًا قويًا ومؤثرًا "كل 10 دقائق تُقتل امرأة" (#لا_عذر)، الذي يسلط الضوء على خطورة الظاهرة وحجم المعاناة التي تتحملها النساء.