مجلس الأمن: دعوات أممية لعدم التسامح مع استهداف العاملين الإنسانيين
مجلس الأمن: دعوات أممية لعدم التسامح مع استهداف العاملين الإنسانيين
دعت ليزا دوتن، مديرة قسم التمويل والشراكات في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (الأوتشا)، مجلس الأمن إلى التأكيد على أن احترام القانون الدولي "غير قابل للتفاوض" وطالبت بضرورة تحويل الالتزامات الجماعية لحماية عمال الإغاثة إلى إجراءات ذات مغزى ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات.
جاء ذلك خلال جلسة في مجلس الأمن مساء أمس الثلاثاء مخصصة لمناقشة سبل حماية العاملين في المجال الإنساني في النزاعات المسلحة، حيث أكدت دوتن أن عام 2023 كان عامًا كارثيًا على العاملين الإنسانيين، مع تصاعد الهجمات بشكل "صادم".
أشارت دوتن إلى أن الوضع في غزة كان الأكثر دموية، حيث فقد أكثر من 330 عامل إغاثة حياتهم منذ السابع من أكتوبر، معظمهم من موظفي الأونروا، وأضافت أن هذه الأرقام "تعكس تجاهلًا مقلقًا لحياة المدنيين والعاملين في المجال الإنساني".
حماية العاملين الإنسانيين
أكدت دوتن، نيابة عن وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية توم فليتشر، أن الأمم المتحدة تعمل على تعزيز إدارة المخاطر الأمنية، لكنها شددت على أن “استهداف العاملين الإنسانيين بشكل متعمد يجعل إدارة الأمن غير كافية”، ودعت مجلس الأمن إلى اتخاذ خطوات حاسمة تشمل إدانة الهجمات على العاملين الإنسانيين، وضمان المساءلة عن الجرائم المرتكبة ضدهم، وتقديم الدعم للضحايا والناجين.
كما حثت المجلس على مواجهة حملات التضليل وخطاب الكراهية الذي يستهدف المنظمات الإنسانية، مشيرة إلى الاستهداف غير المبرر للأونروا مؤخرًا.
دعوات لإنهاء الإفلات من العقاب
من جانبه، أكد وكيل الأمين العام لشؤون السلامة والأمن جيل ميشو أن العمليات الإنسانية أصبحت أكثر تعقيدًا وخطورة، مشيرًا إلى أن التهديدات لم تعد تقتصر على الجماعات المسلحة بل امتدت إلى جهات فاعلة في الدول. وأضاف ميشو: "بدون هؤلاء الأفراد، ستتوقف العمليات الإنسانية وجهود حفظ السلام".
وشددت آبي ستودارد، المؤسسة المشاركة لمجموعة النتائج الإنسانية، على أن العنف بات السبب الرئيسي لوفيات عمال الإغاثة، وأن عام 2023 كان الأكثر دموية على الإطلاق.
يجب ألا يصبحوا هدفاً
في بيان مشترك نيابة عن 116 وفدًا لدى الأمم المتحدة، دعت المندوبة الدائمة لسويسرا باسكال بايريسويل المجتمع الدولي إلى احترام القانون الدولي الإنساني وحماية العاملين الإنسانيين، وقالت إن أكثر من 500 عامل إنساني قتلوا أو أصيبوا أو احتجزوا أو اختطفوا في جميع أنحاء العالم، وإن التطورات في عام 2024 أكثر إثارة للقلق، مضيفة: "غزة والضفة الغربية هما المكانان الأكثر خطورة على وجه الأرض لعمال الإغاثة، حيث قُتل أكثر من 150 منهم منذ بداية العام".
وختمت بايريسويل بدعوة المجتمع الدولي إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2730 لضمان حماية العاملين الإنسانيين والمباني التابعة لهم، مؤكدة: "يجب احترام وحماية المدنيين ومن يساعدهم، فهم ليسوا هدفًا".